منظور عالمي قصص إنسانية

رحلة عمر مع الأمم المتحدة من غزة إلى نيويورك

الصحفي الفلسطيني عمر غريب يتحدث مع أخبار الأمم المتحدة في غزة. شارك عمر في برنامج الأمم المتحدة لتدريب الصحفيين الفلسطينيين عام 2012.
UNRWA/Khalil Adwan
الصحفي الفلسطيني عمر غريب يتحدث مع أخبار الأمم المتحدة في غزة. شارك عمر في برنامج الأمم المتحدة لتدريب الصحفيين الفلسطينيين عام 2012.

رحلة عمر مع الأمم المتحدة من غزة إلى نيويورك

المهاجرون واللاجئون

أتيحت للصحفي الفلسطيني الشاب عمر غـُريب فرصة للالتحاق ببرنامج تدريبي بمقر الأمم المتحدة عام 2012، لكن الرحلة كانت شبه مستحيلة بسبب القيود المفروضة من إسرائيل على قطاع غزة والوضع عند معبر رفح.

تقدم غريب بطلب للحصول على تصريح للتوجه إلى القدس من غزة، لاستخراج تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة ولكن طلبه رفض.

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة في غزة، قال عمر عن التجربة:

"تم اختياري للمشاركة ببرنامج تدريب الصحفيين الفلسطينيين عام 2012. قدمت على الفيزا الأميركية بالقدس، فتم رفض منحي التصريح. تم تحويلي إلى مصر لأخذ التأشيرة من السفارة الأميركية هناك، ولكن معبر رفح كان مغلقا فاضطررت إلى الانتظار ثم ظللت عالقا في مصر لمدة أسبوعين بسبب إجراءات التأشيرة الأميركية. وأخذت جواز سفري قبل موعد الطائرة بساعتين. كنت قلقا جدا من ألا أتمكن من السفر أو من أن أصل متأخرا، وبالفعل وصلت بعد يومين من بدء برنامج التدريب."

Soundcloud

 

وخلال هذه الفترة من القلق، كان القائمون على برنامج الأمم المتحدة لتدريب الصحفيين الفلسطينيين على تواصل مع عمر كما قال الصحفي الشاب.

"كل الناس حولي قالوا لي ارجع إلى غزة وإن هذه الرحلة لن تتم، ولكن كان بداخلي إيمان بأنني سأتمكن من السفر حتى لو اضطررت إلى الطرق على أبواب الشركة (التي تقوم بتسليم جوازات السفر) في الخامسة صباحا لأتوجه إلى المطار في السابعة. وجاء الإصرار من أنني عملت بالصحافة لعدة سنوات في غزة، وكنت أريد تطوير قدراتي، وللأسف في غزة لا يوجد مجال لذلك. فوجدت أنها فرصة لا تعوض وكان يجب أن أفعل كل ما يمكن في سبيلها. الأمم المتحدة كانت تفعل كل ما يمكن لتسهيل الأمور، فكان لدي شعور بأن هناك جهة تدعمني لأتمكن من القيام بالرحلة. كانت هناك عقبات ولكننا نحن الفلسطينيين، وخاصة في غزة، معتادون على العقبات ولدينا إصرار طبيعي في حياتنا اليومية. عندما وصلت إلى البرنامج في الأمم المتحدة عاملونا باهتمام كبير أنا وزميلي الذي كان متأخرا معي، وحاولوا أن يعوضونا عما فاتنا من تدريب."

من الناحية المهنية استفاد عمر الكثير من أنشطة البرنامج، ومن ذلك زيارة المتدربين لمقر موقع التواصل الاجتماعي تويتر في نيويورك، ومؤسسات إعلامية مثل رويترز وبي بي سي، بالإضافة إلى وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس.

بسبب الإغلاق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أعوام، يصعب خروج سكان القطاع لزيارة الضفة الغربية على سبيل المثال، ولكن برنامج الأمم المتحدة التدريبي أتاح للشباب الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية التفاعل مع بعضهم البعض بشكل مباشر.

"السنة التي شاركت فيها في البرنامج كنا 4 من غزة و4 من الضفة الغربية. كنت قد تواصلت مع زملاء من الضفة قبل الرحلة للحديث عن إجراءات التأشيرة وخلقنا صداقة غريبة عبر الإنترنت. وبعد وصولنا إلى مقر الأمم المتحدة صارت الصداقة إنسانية بشكل أكبر على أرض الواقع. لكن دائما كان يؤرقنا أن كلا منا، بعد انتهاء البرنامج، سيعود إلى الضفة وغزة ولن تكون هناك سبل للالتقاء، لأنني لن أتمكن أبدا من الحصول على تصريح لأذهب إلى الضفة للقائهم. والآن السبيل الوحيد للتواصل هو سكايب، على أمل أن نستطيع السفر مرة أخرى إلى بلد آخر لنلتقي. وهذا شيء محزن."

بالنسبة لعمر غريب غزة هي أجمل مدينة على وجه الأرض، إلا أنها في نفس الوقت من أكثر المدن ألما في العالم، وحياة سكان غزة "بها شيء حلو وفيها إصرار ومعاناة، ومزيج من أشياء يصعب التعبير عنها أحيانا" كما قال.

 

أنشئ برنامج تدريب الصحفيين الفلسطينيين عام 1995، بعد اعتماد الجمعية العامة قرارا طلب من إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام (إدارة التواصل العالمي حاليا) تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في مجال تطوير الإعلام. ومنذ ذلك الوقت استفاد حوالي 190 صحفيا فلسطينيا من البرنامج.