منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية العالمي يرحب بقرار الحوثيين بالتحقيق في إساءة استخدام المساعدات

أرشيف: توزيع المساعدات الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن.
برنامج الأغذية العالمي / اسماء وجيه
أرشيف: توزيع المساعدات الغذائية التابعة لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن.

برنامج الأغذية العالمي يرحب بقرار الحوثيين بالتحقيق في إساءة استخدام المساعدات

المساعدات الإنسانية

رحب برنامج الأغذية العالمي بقرار الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء بإجراء تحقيق في مسألة إساءة استخدام أغذية الإغاثة في اليمن، إثر طلب البرنامج ذلك في رسالة موجهة إلى قيادة الحوثيين وكذلك في بيان صحفي صدر ليلة رأس السنة.

وكان البرنامج قد طالب بوقف فوري لتحويل المساعدات الغذائية الإنسانية في البلاد بعد الكشف عن أدلة على هذه الممارسة في صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد تسيطر عليها حركة الحوثيين.

ووفق ما أدلى به المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إرفيه فيروسيل للصحفيين في جنيف، فإن "سوء استخدام المعونة الغذائية يحدث أيضا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، ألا أن ذلك يحدث بشكل أقل من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".

وقال فيروسيل: "هذه قضية لا تؤثر فقط على برنامج الأغذية العالمي ولكن على جميع وكالات الإغاثة العاملة في اليمن، بل وفي مناطق الحرب في كل مكان. ولا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين مدى انتشار هذه المشكلة."

يذكر أن الحكومة اليمنية منحت البرنامج التابع للأمم المتحدة الإذن بإجراء تسجيل بيومتري للمستفيدين. وبعد تطبيق النظام في عدن، تمكن البرنامج في الآونة الأخيرة من إزالة أسماء الأشخاص الذين لا يحق لهم الحصول على المساعدات الغذائية.

أما في صنعاء، فقد حدد برنامج الأغذية العالمي سبعة مراكز حتى الآن قامت بتحويل مسار المساعدات. وعن ذلك قال فيروسيل: "يقدر أنه تم تحويل حوالي 1200 طن من الطعام في شهري أغسطس وسبتمبر. ولكن لوضع هذا في السياق، فإن 600 طن شهريا هي حوالي 1% فقط من الغذاء الذي نقدمه على أساس شهري على المستوى الوطني."

وأضاف فيروسيل أن أنظمة المراقبة لدى البرنامج هي التي اكتشفت وجود مشكلة، مشددا على التزام برنامج الأغذية العالمي بضمان وصول مساعداته الغذائية إلى من هم في أشد الحاجة إليها.

وأوضح المتحدث الرسمي أن المنظمة المحلية الشريكة، التي شاركت على ما يبدو في هذا الاعتداء، لديها القدرة على توفير الإغاثة الغذائية لملايين المستفيدين. إذ تساعد البرنامج في الوقت الحالي على الوصول إلى نحو ثلاثة ملايين شخص بالمساعدات الغذائية. "ولذا فإن المطلوب هو أن تقوم السلطات بالتحقيق في المسؤولين عن هذا الفساد وإقالتهم،" حسب قوله.

وبالإضافة إلى ذلك، قال فيروسيل إن البرامج على دراية، من خلال اتصالاته مع المستفيدين ومراقبة عمليات التوزيع، بأن العديد من الأشخاص الذين يعانون من فقر مدقع يبيعون جزءا من حصتهم التموينية لتلبية الاحتياجات الأخرى، مثل التعليم والأدوية والإيجار، معللا أن المعونات الوحيدة التي يحصل عيها الكثيرون منهم، هي الحصص الغذائية التي يقدمها البرنامج.

ومنذ حوالي ثلاثة أشهر، ساور البرنامج الشك في أن منظمة شريكة تقوم بنقل الطعام من نقاط التوزيع، بعد رؤية كميات كبيرة من الطعام تباع في اليمن. وبناء عليه، حدد البرنامج على الفور المكان الذي يتم نقل الغذاء إليه، كما قال فيروسيل، مؤكدا أن جهود الرصد لا تزال مستمرة.

وأعلن المتحدث الرسمي أن البرنامج بصدد تحسين آليات المراقبة لديه، بحيث تكون فعالة قدر الإمكان في ظل ظروف تعقب أي اختلاس في سلع الإغاثة. ولكنه شدد على أن مسؤولية اتخاذ إجراءات ضد المتورطين في سرقة المستفيدين وتجارة المعونة الغذائية تقع على عاتق السلطات الفعلية في صنعاء.