منظور عالمي قصص إنسانية

لاجئ سوري يتعلم أسرار صناعة الخبز الألماني

الخباز الألماني المحترف بيورن وييس يمنح الشباب اللاجئين في بلدته فرصا لمستقبل أفضل، عبر تدريبهم في مخابزه الخاصة في شمال شرق المانيا
UNIFEED SCREEN SHOT
الخباز الألماني المحترف بيورن وييس يمنح الشباب اللاجئين في بلدته فرصا لمستقبل أفضل، عبر تدريبهم في مخابزه الخاصة في شمال شرق المانيا

لاجئ سوري يتعلم أسرار صناعة الخبز الألماني

المهاجرون واللاجئون

يحاول الخباز الألماني المحترف بيورن وييس أن يمنح الشباب اللاجئين في بلدته فرصا لمستقبل أفضل، عبر تدريبهم في مخابزه الخاصة في شمال شرق ألمانيا. من بين هؤلاء، الشاب السوري محمد حمزة الذي يأمل في تعلم أسرار صناعة الخبز الألماني ليأخذ الحرفة معه يوما ما، إلى موطنه سوريا.

الشاب السوري ذو الثلاثة وعشرين عاما محمد حمزة الإمام الذي يعمل الآن متدربا كمساعد مبيعات يقول إنه لم يتذوق طعم الخبز الألماني حتى وطأت قدماه مخبز "بريفات وييس" للمرة الأولى؛ ومنذ تلك اللحظة، أصبح مهووسا، حسب تعبيره:

"هناك أنواع مختلفة من الخبز هنا، وهذا يسعدني. آمل أن آخذ القليل من هذه الثقافة الألمانية وأسرار هذا الخبز الألماني معي عندما أعود إلى سوريا في أحد الأيام. ربما سأفتح مخبزا ألمانيا هناك ".

وقد توصل الخباز المحترف بيورن، الذي ينتمي إلى الجيل الثالث من الخبازين في عائلته، إلى فكرة تدريب وتوظيف الوافدين الجدد في مخابزه الثلاثة قبل عامين. وأراد بحسب تعبيره "جمع شمل الناس معا، من خلال الطعام. وبطبيعة الحال، توظيف أناس من ثقافات مختلفة قد يكون أمرا صعبا في بعض الأحيان، لكنه ليس مستحيلا."

بيورن يوظف الآن عشرة من المهاجرين وطالبي اللجوء يمثلون سدس القوى العاملة في مخابزه الثلاثة، معظمهم متدربون مثل محمد حمزة.

"العمل غير حياتي بالكامل، ومع مرور الوقت أصبحت أفضل وأفضل. يزداد إعجابي بالعمل يوما بعد يوم. زملائي رائعون ورئيسي أروع، يفهمون دائما ما أحاول قوله، ومستعدون في كل الأوقات لمساعدتي في كل ما أحتاج."

محمد بدأ في تعلم الألمانية منذ وصوله في عام 2015، وكان يخشى ارتكاب الأخطاء أمام الزبائن، لكن بمساعدة زملائه تحسنت لغته وازدادت ثقته بنفسه. وهو الآن عضو متفرغ في الفريق يتعلم كيفية إدارة المتجر والمقهى، فضلا عن أساسيات صناعة الخبز على الطريقة الألمانية.

بالنسبة لبيورن، فإن رؤية الاختلاف الذي يمكن أن يحدثه في حياة العاملين في مخابزه يستحق كل هذا العناء، وهو يقول إنها رسالة يرغب في نقلها إلى أرباب العمل الآخرين:

"أشعر بالسعادة عندما أرى مدى حفاوتهم بما أقدمه لهم من مساعدة، خصوصا اللاجئين، فهم يتطلعون إلى بناء حياة جديدة. وعندما تفتح أمام الآخرين آفاق الفرص، فإنك تحصل بالمقابل على الكثير من التفاني في العمل، وتنال منهم التقدير."

ويقول ممثل مفوضية اللاجئين في ألمانيا، دومينيك بارتس، إن أرباب العمل من أمثال بيورن يمثلون القوة الدافعة لعمل المفوضية، "فهم لا يهتمون بالحديث عن سياسة الاندماج، لكنهم يشمرون عمليا عن سواعدهم، بالعمل مع اللاجئين والتحدث معهم على قدم المساواة، ويمنحوهم آفاق ملموسة".

ويضيف ممثل مفوضية اللاجئين في ألمانيا أن على كل المدن تحديد هؤلاء الأفراد ودعمهم، لأنهم المفتاح لتمكين اللاجئين من الازدهار وتشكيل المنفعة للمجتمع، كما أشار.