منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعم التصدي لخطاب الكراهية في جنوب السودان

جنوب السودان: مدنيون فارون من أعمال العنف.  Photo: OCHA/Gemma Connell
Photo: OCHA/Gemma Connell
جنوب السودان: مدنيون فارون من أعمال العنف. Photo: OCHA/Gemma Connell

الأمم المتحدة تدعم التصدي لخطاب الكراهية في جنوب السودان

المهاجرون واللاجئون

قامت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بإجراء سلسلة من حلقات العمل التي تهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية في البلاد، ولمساعدة المجتمع على تحديد خطاب الكراهية والبدء بوضع استراتيجيات حول كيفية التخفيف من آثاره.

ماري نياماي توت، مشرفة النساء المشردات اللواتي اتخذن من موقع الحماية التابع للأمم المتحدة 3 في جوبا ملاذا لهن، ترى أنه إذا كانت الكراهية وخطابها منتشرين في أوساط مجتمعات جنوب السودان، فإن الصراع لن يتوقف.

وقالت خلال مشاركتها في ورشة عمل جمعت بين عدد من الخبراء وقادة مجتمع النازحين وزعماء دينيين:

 "من الأفضل الجلوس والتصالح والتحدث مع بعضكم البعض، ومعرفة كيفية التغلب على الكراهية وخطاب الكراهية".

يوجين نيندوريرا، رئيس شعبة حقوق الإنسان في البعثة الأممية في جنوب السودان، أوضح سبب عقد هذه الورشة في موقع حماية المدنيين النازحين، قائلا:

"إن وضعهم هذا ناجم عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف، لذلك ولنتمكن من محاربة هذا الخطاب بشكل صحيح، يجب إشراك كل من الضحايا وأيضا من يمثلون السكان. ولذلك نعتقد أن قادة المجتمعات في [موقع حماية المدنيين] سيكونون مجموعة مستهدفة جيدة للعمل على ذلك ونحن متأكدون أنهم سيتمكنون من نقل الرسالة إلى بقية أفراد المجتمع".

من جانب آخر، فإن بعض النازحين لا يرون أن الخطاب الذي يحض على الكراهية يمثل مشكلة داخل مجتمعهم، مشككين في مدى صلة ورشة العمل بواقعهم. ويقول هنري ماينا، الخبير في مجال حقوق الإنسان:

" نقطة البداية (للانتهاكات) في معظم الحالات تحدث عندما يرى أشخاص معينون (الآخرين) كمجموعة مسيئة، ولا يعتبرون أنفسهم جزءا من التحدي. لكنني أتمنى ومع مرور الوقت، أن يروا دورهم في الدوامة المستمرة للخطاب الذي يحض على الكراهية وما يصاحب ذلك من عنف وتشريد".

ويوضح إسحاق، وهو شاب يعيش في موقع الحماية، معاناته جراء خطاب الكراهية، من فقدان منزله إلى فقدان جزء من مجتمعه، قائلا:

"نعم، لدينا أدلة حول ذلك، من الخارج والداخل، إذ أدى خطاب الكراهية الى شق المجتمع إلى قسمين. وكما هو الحال الآن، [منذ] شهرين، لدينا جزء من مجتمعنا، في مانغاتن، وأعلم أن خطاب الكراهية جزئيا جعلنا نعيش في نزاع حتى تقسمنا".

هنري ماينا الخبير في مجال حقوق الإنسان، ذهب إلى أبعد من ذلك في إشارة إلى المستويات المختلفة التي يظهر بها خطاب الكراهية:

 "بدأنا ندرك أن خطاب الكراهية موجود حتى في العائلات. إنه موجود على مستوى القرية، على مستوى نفس العرق، ويمكن للناس استخدام أي من الخصائص لمجرد الشعور باحتقار غير عقلاني للطرف الآخر، ولكن بمجرد أن يكون لديهم ذلك الفهم الأفضل لكيفية التعرف على خطاب الكراهية، وآثاره، بعدها يمكننا، معا، بناء استراتيجيات للتخفيف من الآثار الناجمة عن خطاب الكراهية، لأنه من المستحيل إزالة ذلك الخطاب تماما في أي مجتمع، ولكن يمكن التخفيف من آثاره".