منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يناشد تقديم دعم يمكن التنبؤ به لعمليات حفظ السلام في أفريقيا

تعد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي واحدة من أخطر البعثات في تاريخ الأمم المتحدة
UN Photo/Sylvain Liechti
تعد بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي واحدة من أخطر البعثات في تاريخ الأمم المتحدة

الأمين العام يناشد تقديم دعم يمكن التنبؤ به لعمليات حفظ السلام في أفريقيا

السلم والأمن

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتقدم المشجع الذي حققته بعثات حفظ السلام في القارة الأفريقية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك إكمال ولايتي بعثتين لحفظ السلام بنجاح في كوت ديفوار وليبيريا وإغلاقهما.

جاء هذا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء حول عمليات حفظ السلام في أفريقيا، سلط فيه الأمين العام الضوء على "التعاون الوثيق بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لدعم العمليات السياسية والحوارات الوطنية وجهود الوساطة الإقليمية، وتخفيف التوترات وتمهيد الطريق لاتفاقات السلام والانتخابات.

استهل المجلس الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح حفظة السلام الذين فقدوا حياتهم في جمهورية الكونغو الديمقراطية الأسبوع الماضي، عندما كانوا يحاولون منع هجوم على مدينة بيني وخلق بيئة آمنة للعمل على إنهاء تفشي الإيبولا هناك، كما أشار غوتيريش.

ومن هذا المنطلق، أكد غوتيريش أن حفظ السلام في أفريقيا لا يزال يمثل بعض أكبر التحديات.

أفريقيا.. إسهامات كبيرة في حفظ السلام وتحديات أكبر

"تضطلع بعثات الأمم المتحدة بعمليات معقدة ذات ولايات متعددة الأبعاد في بيئات بالغة الخطورة. إذ تشكل الجريمة عبر الوطنية والجماعات المسلحة والجماعات الإرهابية تحديات خطيرة وتستهدف في بعض الأحيان قواتنا لحفظ السلام مباشرة. وعلى هذه الخلفية، فإن شراكتنا مع الاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء الأفريقية أمر حيوي لجهودنا الجماعية من أجل السلام، ويجب أن نواصل العمل على تعزيزها."

حفظة السلام الروانديون يرافقون موظفي بعثة اليوناميد العاملين في مجال حماية الأطفال ونزع السلاح وإعادة التأهيل والإدماج، في شمال دارفور.
UN Photo/Albert González Farran
حفظة السلام الروانديون يرافقون موظفي بعثة اليوناميد العاملين في مجال حماية الأطفال ونزع السلاح وإعادة التأهيل والإدماج، في شمال دارفور.

وتستضيف القارة الإفريقية نصف بعثات الأمم المتحدة الأربعة عشر لحفظ السلام وأكثر من 80% من قوات حفظ السلام الأممية. كما توفر البلدان الأفريقية حوالي نصف عدد حفظة السلام الأمميين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نحو ثلثي جميع قوات حفظ السلام النسائية، ومعظم أفراد الشرطة التابعين للأمم المتحدة.

مبادرات وإصلاحات للعمل من أجل السلام

ورحب الأمين العام بالتأييد الأفريقي لمبادرة "العمل من أجل السلام"، التي تهدف إلى إعادة تركيز عمليات حفظ السلام على الولايات الأكثر واقعية، وجعل بعثات الأمم المتحدة أقوى وأكثر أمانا، وحشد دعم جماعي أكبر للحلول السياسية وللقوات المجهزة جيدا والمدربة تدريبا جيدا.

وكانت أكثر من 150 حكومة قد وقعت إعلان الالتزامات المشتركة لدعم المبادرة، من بينها 42 دولة أفريقية. وقال غوتيريش إن "الشراكات بين البلدان المساهمة بقوات مع المنظمات الإقليمية، لا سيما الاتحاد الأفريقي، حاسمة لنجاح المبادرة، التي تظهر بالفعل نتائج".

وأوضح غوتيريش أن مبادرة "العمل من أجل السلام" قد بدأت العمل بالتوصيات الواردة في تقرير سانتوس كروز بشأن تحسين سلامة وأمن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، الأمر الذي انعكس على اتخاذ عمليات حفظ السلام الآن وضعا أكثر استباقية وتبني إجراءات مبتكرة لتدريب وتجهيز القوات.

وفي الوقت نفسه، ستؤدي الإصلاحات في هيكل الأمم المتحدة للسلم والأمن إلى تحسين الأداء، كما أعلن الأمين العام.

"التكامل الأوثق لمنع نشوب الصراعات وحفظ وبناء السلام سيسمح لنا بوضع التنمية المستدامة في صميم عملنا. وزيادة عدد النساء في عمليات حفظ السلام على جميع المستويات هي طريقة أخرى لتحسين فعالية عملياتنا."

وفي هذا الشأن، أشار غوتيريش إلى الخطوات المتخذة لضمان تنفيذ استراتيجية التكافؤ بين الجنسين في جميع بعثات حفظ السلام، وزيادة أعداد القوات النسائية والشرطة، فضلا عن تنفيذ سياسة عدم التسامح مطلقا مع الاستغلال والاعتداء الجنسيين في الأمم المتحدة، بما في ذلك بعثات حفظ السلام. وقال:

إحدى أفراد حفظة السلام الروانديين، من وحدة الشرطة المشكلة في بعثة الأمم المتحدة في مالي، مع الأطفال أثناء قيامها بدوريات في شوارع غاو في شمال مالي.
UN Photo/Marco Dormino
إحدى أفراد حفظة السلام الروانديين، من وحدة الشرطة المشكلة في بعثة الأمم المتحدة في مالي، مع الأطفال أثناء قيامها بدوريات في شوارع غاو في شمال مالي.

"لقد انتهى عصر الصمت والمحظورات حول هذه القضية، وبدأ عصر المساءلة."

ولكن حفظ السلم والأمن في القارة الأفريقية أمر مكلف، لا سيما في ضوء تنامي التحديات، بحسب الأمين العام الذي دعا المجتمع الدولي إلى تقديم "دعم يمكن التنبؤ به".

"كما قلت لهذا المجلس من قبل، علينا أن نفهم أن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام لها حدود. إننا نواجه المزيد والمزيد من الحالات التي نحتاج فيها إلى تنفيذ السلام ومكافحة الإرهاب، ولا يمكن أن يقوم بذلك سوى شركائنا، أي الاتحاد الأفريقي ومختلف المنظمات شبه الإقليمية. من الضروري أن يتم تزويد عمليات السلام بقيادة أفريقيا التي تعمل تحت سلطة مجلس الأمن بولايات قوية وتمويل مستدام يمكن التنبؤ به ومرن."

وأضاف الأمين العام أن التحديات الأمنية في أي من القارات تشكل خطرا على العالم بأسره، وأكد أن العوامل التي تدفع الصراعات في أفريقيا، مثل الفقر وبطالة الشباب وتغير المناخ والتنافس على الموارد والجريمة العابرة للحدود، تهدد الأمن العالمي.