منظور عالمي قصص إنسانية

ناشطة من جنوب السودان: السلام في بلادي لن يستديم دون إشراك النساء في كل المراحل

مقابلة مع الناشطة في حقوق الإنسان وقضايا السلام ريتا لوبيديا من جنوب السودان
UN News/Nabil Midani
مقابلة مع الناشطة في حقوق الإنسان وقضايا السلام ريتا لوبيديا من جنوب السودان

ناشطة من جنوب السودان: السلام في بلادي لن يستديم دون إشراك النساء في كل المراحل

السلم والأمن

الناشطة في حقوق الإنسان وقضايا السلام ريتا لوبيديا مثلت نساء جنوب السودان في العديد من المحافل العالمية، وكرَّست أكثر من عشر سنوات من حياتها العملية لخدمة قضايا النوع الجنساني والمرأة والسلام والأمن في بلادها. وهي حاليا المديرة التنفيذية والمؤسِّسة المشاركة لمنظمة "إييف" لتنمية المرأة في جنوب السودان وأوغندا.

أخبار الأمم المتحدة تحدثت إلى الناشطة الحقوقية على خلفية مساهمتها في فعاليات الحوار السنوي المفتوح حول المرأة والسلام والأمن الذي عقد في مجلس الأمن الدولي مؤخرا. تقول السيدة لوبيديا

"الناس في جنوب السودان بحاجة إلى السلام؛ والسلام لا يعني فقط انتفاء الحرب، بل يعني إتاحة الحرية الكاملة وتوفر البيئة المناسبة للناس كي يمارسوا حياتهم اليومية العادية، وهذا هو ما يطمح الناس إليه في جنوب السودان."

وتضيف لوبيديا بأن ديمومة السلام تتطلب إشراك الجميع، وبالتحديد النساء، في مراحل الحوار من أجله، ومراحل تحقيقه على الأرض أيضا.

ومن ناحية أخرى، تقول الناشطة العاملة في قضايا السلام:

"لقد عاشت البلاد في أجواء الحرب لأمد طويل، ولكن لم تتح للناس الفرصة ليتم الاستماع لمظالمهم، أو ليمروا بشكل من أشكال التعافي، وبعمليات الحقيقة والتصالح، بالإضافة إلى تحقيق العدالة وتحديد المسئولية بالطبع. فالناس ما زالوا يشعرون بالغضب من كل ما حدث لهم من أمور سيئة في حياتهم، وإن لم يبدأ الناس في التحدث عن هذه المظالم، فسيصبح تحقيق السلام المستدام، والمحافظة عليه في غاية الصعوبة. فحين يكون الناس محتقنين، يصبح الحال مثل قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر في أي لحظة."   

وتشدد ريتا لوبيديا على أن جنوب السودان يواجه تحديا مهما وهو ضرورة تأسيس مؤسسات حكم القانون النافذة والحوكمة الرشيدة التي يشعر الجميع أنهم متساوون أمامها، فيتحقق لهم الإحساس بالأمان حين يعرفون أن حقوقهم لا تُغمط. في ذلك الوقت، تقول لوبيديا، سيتحقق الكثير للنساء:

"سيكون بإمكان النساء أن يباشرن حياتهن في العمل في الزراعة، وفي الإنتاج الاقتصادي، وتتوفر لهن الخدمات الصحية الجيدة، وكذلك التعليم. هذاما يتطلع إليه الناس، وهذا هو معنى السلام بالنسبة لشعب جنوب السودان.

وقد عملت السيدة لوبيديا عبر منظمة "إييف" على نطاق واسع منذ عام 2014 مع النازحات والنازحين داخليا، في جوبا وفي ولايات الوحدة وأعالي النيل وجونقلي، وهي تعمل حاليا مع أكبر تجمع في أوغندا والمنطقة للاجئي جنوب السودان، حيث يفوق عددهم المليون لاجئ.

"في أوغندا تحديدا، يتركز جهدنا على الإشكالات التي تواجه الفتيات اليافعات؛ فأعداد من اللاجئين الذين غادروا بلادهم نحو أوغندا تعرضوا للصدمات، وبعض الفتيات تعرضن للعنف الجنسي. وبعض ممن أتيحت لهن فرصة التعليم هناك، تركنَ المدراس لاحقا بسبب آثار ما تعرضن له من صدمات.  لذلك نحن نعمل مع الفتيات لتدريبهن، ونتحدث معهن عن أهمية قدرات القيادة، وما يمكن أن يقمن به من أدوار في بناء السلام. نحاول أن نقول للفتيات إنهن يمثلن مستقبل جنوب السودان؛ لأنه متى ما حل السلام، سيعدنَ إلى هناك بقدرات وتجارب غنية."

ناشطة جنوب السودان الشغوفة بدعم الشباب، وخصوصا الفتيات اللواتي يتطلعن إلى تطوير قدراتهن القيادية، ترى أن ما تقوم به من عمل كبير عبر منظمتها التي تدعمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، هو مساهمتها الأهم مع نساء بلادها في تحقيق السلام المستدام وتثبيته على أرض الواقع.

"يحدوني الأمل في أن يتم تنفيذ اتفاق السلام النهائي نصا وروحا، وأن تكون هناك إرادة سياسية لدى كل الأطراف لضمان استدامة السلام، وأن تتاح الفرصة لكل الفتيات الشابات وللشباب ليعيشوا في انسجام، وليستمتعوا ببلدهم جنوب السودان. وهدفي هو أن أقوم بدوري الصغير ليتحقق السلم في الواقع، وأن تكون النساء في قلب ذلك."