منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: آلاف الأطفال في خطر بعد ترحيلهم قسرا من أنغولا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية

نادين وأطفالها، مواطنون كونغوليون طردوا من أنغولا، يأخذون قسطا من الراحة في منطقة كاماكو بالقرب من الحدود بين أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNHCR/Ibrahima Diane
نادين وأطفالها، مواطنون كونغوليون طردوا من أنغولا، يأخذون قسطا من الراحة في منطقة كاماكو بالقرب من الحدود بين أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

اليونيسف: آلاف الأطفال في خطر بعد ترحيلهم قسرا من أنغولا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية

حقوق الإنسان

شددت منظمة الـيونيسف على أن عشرات آلاف الأطفال الذين أُعيدوا قسرا من أنغولا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بحاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة.

وأشارت اليونيسف في بيان صحفي إلى وجود ما لا يقل عن 80 ألف طفل من مجموع أكثر من 300 ألف شخص وصلوا إلى منطقة كاساي المضطربة في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ بداية شهر أكتوبر.

يأتي هذا التحذير بعد تحذير مماثل من ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بأن الطرد الجماعي بشكل قسري للمهاجرين الكونغوليين من أنغولا أدى إلى "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان على أيدي قوات الأمن على جانبي الحدود".

ونقل المتحدث باسم اليونيسف كريستوف بوليارك، خلال حديثه للصحفيين في جنيف، قول بعض الشبان إنهم اضطروا إلى مغادرة أنغولا بصورة عاجلة بعد جهود رسمية لإصلاح صناعة تعدين الماس في البلاد، التي ورد أنها تشمل أيضا أعمال عنف عرقي وتدمير منازل العمال المهاجرين من الكونغو الديمقراطية.

وبالإضافة إلى معاناتهم من الجوع وسوء الأحوال الجوية، واجه المطرودين من أنغولا أيضا عمليات ابتزاز عند نقاط التفتيش على طول حدود البلاد مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حسبما أشار بيان اليونيسف.

وبحسب اليونيسف فإن تدفق الكثير من الناس إلى منطقة كاساي يعتبر مدعاة للقلق بشكل خاص لأن المنطقة كانت قد شهدت نزاعات دموية بين السكان المحليين والقوات الحكومية عامي 2016 و2017 أسفرت عن تدمير الخدمات الأساسية الحيوية.

وقال بوليارك، "كانت هناك أزمة خطيرة للغاية في سوء التغذية في كاساي. هؤلاء الأطفال قادمون في وضع سيء للغاية من أنغولا،" كاشفا عن تشخيص مستويات منخفضة من السكر بشكل خطير في الدم. وأضاف أنه "قد تكون هناك زيادة في سوء التغذية وسوء التغذية الحاد، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة لجميع أنواع الأمراض".

وعبرت اليونيسف عن مخاوفها بشأن ارتفاع مستويات سوء التغذية التي تزايدت مع الارتفاع السريع في أسعار الأغذية. ففي كاماكو بمحافظة كاساي تضاعفت أسعار الذرة منذ بداية الأزمة.

وفي الوقت الذي تقوم فيه اليونيسف بتعزيز جهودها في مجال المساعدات الإنسانية والتي تشمل تركيب نقاط مياه صالحة للشرب وملاجئ للطوارئ في 27 مخيما، أعربت عن قلقها أيضا إزاء عدد غير معروف من الأطفال الضعفاء الذين يسافرون بمفردهم.

وأشار بوليارك إلى إدراج 162 طفلا من غير المصحوبين بأسرهم فقط في منطقة كاساي، فضلا عن وجود العديد منهم في مناطق أخرى، حسبما قال. وأضاف أن السلطات تشعر بالقلق من عودة الأوبئة المرتبطة بالوافدين الجدد، الذين يتكدسون في الكنائس والأسواق في المدن الحدودية الصغيرة، لا سيما في ظل وجود أمراض مثل الكوليرا والملاريا المستوطنة بالفعل في البلاد.

وحذرت اليونيسف من أنه وبالإضافة إلى محدودية الوصول إلى المياه الآمنة والغذاء والرعاية الصحية والتهديد بالمرض، يحرم الشباب من التعليم أيضا.

وقال بوليارك، "معظم هؤلاء الأطفال جاءوا من أنغولا، وكان الكثيرون منهم جزءا من أعمال التعدين، وهم يتحدثون البرتغالية وقليلا من لغة لينغالا ولا يتحدثون الفرنسية وبالتالي فمن الواضح أنهم يواجهون صعوبة كبيرة في الذهاب إلى المدارس. من المستحيل حاليا دمجهم في المدارس في كاساي بسبب حاجز اللغة الإضافي."

وناشدت اليونيسف توفير مبلغ 3 ملايين دولار لتمويل استجابتها الفورية بهدف مساعدة الأطفال العائدين وأسرهم.