منظور عالمي قصص إنسانية

معرض للصور في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في مدينة الموصل وجهود إزالتها  

معرض الصور الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.
UNAMS/LARISA KHIRYANOVA
معرض الصور الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.

معرض للصور في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في مدينة الموصل وجهود إزالتها  

شؤون الأمم المتحدة

نظمت دائرة الأمم للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس) معرضا للصور في مدينة نيويورك يوم الخميس للتوعية بمخاطر الألغام وجهود الأمم المتحدة فيما يتعلق بإزالتها وإعادة الحياة الطبيعية في الموصل ليتمكن ملايين النازحين العراقيين من العودة إلى ومنازلهم.

 وتحدث في المعرض كل من جون بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، والسفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، إضافة إلى جينغيز يار المصور الفوتوغرافي وصانع الأفلام الوثائقية الذي قام بالتقاط وإعداد الصور.

واشتمل المعرض على صور تبين الدمار الكبير الذي لحق بالمدينة جراء المعارك التي دارت بين القوات الحكومية وتنظيم داعش.

أخبار الأمم المتحدة تحدثت مع المصور الصحفي جينغيز يار الذي وثق المعارك ضد تنظيم داعش من خلال عمله مع الأمم المتحدة في العراق منذ عامين:

"المعرض القائم حاليا في نيويورك يعود إلى مارس/آذار عندما عدت إلى العراق للعمل مع أونماس في توثيق العمل المستمر الذي يقومون به وبالتحديد عملية إزالة الألغام من الموصل، والتي تعد من أهم أولوياتهم. المدينة القديمة في الموصل مدمرة تماما وملوثة تلويثا كبيرا. الناس لا يستطيعون العودة إلى منازلهم لأنه لا تزال هناك العديد من القنابل والألغام من مخلفات الحرب. في بعض المناطق الجثث المتصلة بالقنابل الانتحارية ما زالت ملقاة في الشوارع. من المستحيل جدا استيعاب حجم التدمير والتلوث في أرجاء العراق وخاصة في الموصل." 

 

 جينغيز يار المصور الفوتوغرافي وصانع الأفلام الوثائقية الذي قام بالتقاط وإعداد الصور  للمعرض الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.
UNAMS/LARISA KHIRYANOVA
جينغيز يار المصور الفوتوغرافي وصانع الأفلام الوثائقية الذي قام بالتقاط وإعداد الصور للمعرض الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.

 

وتحدث جينغز عن حجم الصعوبات التي تواجه جهود إزالة الألغام في العراق فقال:

"تنظيم داعش طور العبوات الناسفة بدائية الصنع إلى درجة لم نشهد لها مثيلا من قبل في تاريخ الحرب الحديثة.  لقد قاموا بزرع أعداد كبيرة جدا من تلك العبوات في مختلف المدن التي كانوا يسيطرون عليها في العراق.  وبعد نهاية معركة الموصل فإن تلك العبوات لن تنتهي. ولذا بدأت التعاون مع أونماس لتوثيق العمل الذي يقومون به.  توثيق عمليات إزالة الألغام التي يقومون بها في أرجاء العراق لجعلها آمنة بهدف عودة الناس إلى منازلهم، وإعادة بناء البنية التحتية التي تدمرت خلال المعركة ضد تنظيم داعش."

وأعرب جينغز عن أمله في أن "يسهم مثل هذا النوع من المعارض في جعل الناس يهتمون بالأمر، ويثقفهم بشأن الوضع الذي يمر به العراقيون. هزيمة داعش جزئيا في بعض أجزاء العراق والشرق الأوسط لا تعني أن الحرب قد انتهت لأن الناس حتى الآن ليس بإمكانهم العودة إلى منازلهم بسبب الدمار والتلوث."

وفي إجابته على سؤال حول انطباعاته الشخصية ولقاءاته بالمواطنين العراقيين وآرائهم فيما يتعلق بعودة الحياة إلى طبيعتها، قال جينغيز "إن إحدى أهداف هذا المعرض هو إظهار عزيمة الشعب العراقي وسعيه لإعادة بناء مدنه المدمرة برغم كل الصعوبات التي يواجهونها."

السفير العراقي: لا يمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها إلا بإزالة الألغام

وبدوره أعرب السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد بحر العلوم عن تقديره لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تنظيف مدينة المواصل وإزالة الألغام منها تمهيدا لعودة الحياة إليها. وقال في حوار مع أخبار الأمم المتحدة:

"هذا الجهد الذي رأيناه حاليا من خلال فيلم فيديو الذي عرض في هذا المعرض ومن خلال الصور المعلقة يحكي جهدا كبيرا. يحكي الدمار الكبير الذي قام به الإرهاب وأهل الظلام الذين أرادوا من خلال عملهم إزالة الحضارة ودمار البشرية...الحق له أصدقاء وأعوان ومناصرون وأونماس والأمم المتحدة هم من ضمن مناصري هذا الحق."

أما فيما يتعلق بإمكانية عودة الحياة إلى طبيعتها في القريب العاجل في الموصل، فقال بحر العلوم:

"لا تعود الحياة إلا بإزالة هذه الألغام. لأن إزالة الألغام هي أهم مرتبة من مراتب عودة الحياة إلى شكلها الطبيعي.  وإذا لم تزل لا يستطيع البشر أن يعودوا. ولا تستطيع الحياة أن تعود ولا المدراس ولا المستشفيات أن تعمل. كل شيء يقف إذا لم تنظف الطرق. وهنا يتبين أثر وأهمية إزالة الألغام وأثر هذه الجهود في أن تمهد لعودة الملايين إلى بيوتهم. الكثير من الناس لا يستطيعون أن يعودوا إلى أماكنهم إلى الآن لأن طرقهم التي يصلوا بها إلى بيوتهم لا تزال ملغمة ولاتزال مليئة بالألغام غير المنفجرة."

السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم متحدثا في معرض الصور الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.
UNAMS/LARISA KHIRYANOVA
السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم متحدثا في معرض الصور الذي نظمته دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في نيويورك للتوعية بمخاطر الألغام في العراق وجهود الأمم المتحدة لإزالتها.

 

وقال السفير العراقي إن "ظاهرة الألغام هي ظاهرة لا تصيب العراق فقط وإنما كل الأماكن التي دخلت في نزاعات لكن العراق بالذات مع الأسف عاش حروبا كثيرة ودمارا كبيرا. وخلف هذا الدمار وهذه النزاعات الألغام غير المنفجرة التي تعرقل نمو الإنسان وتعرقل حياة البشر وتعرقل عودتهم إلى أماكنهم."

 وأشار بحر العلوم إلى أن الشعب العراقي يقدر الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة من خلال برنامج إزالة الألغام، قائلا "إن أهل العراق سيتذكرون دائما كل الجهود التي ساعدتهم في القضاء على داعش وفي مرحلة ما بعد القضاء على داعش لإعادة الحياة وإعادة التنمية وإعادة البسمة إلى شفاه البشر الذين تضرروا من معارك واحتلال وإرهاب داعش."