منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولان أمميان: لن يكون هناك سلام دائم في أفغانستان بدون حل أزمة النزوح

منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك (يمين)، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي (الثاني من اليمين) خلال اجتماع مع شيوخ أفغانيين، بعضهم نازحين وبعضهم من العائدين الذين كانوا لاجئين سابقين في باكستان.
UNHCR/Andrew McConnell
منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك (يمين)، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي (الثاني من اليمين) خلال اجتماع مع شيوخ أفغانيين، بعضهم نازحين وبعضهم من العائدين الذين كانوا لاجئين سابقين في باكستان.

مسؤولان أمميان: لن يكون هناك سلام دائم في أفغانستان بدون حل أزمة النزوح

المساعدات الإنسانية

في ختام زيارة مشتركة، استمرت يومين إلى أفغانستان، دعا مسؤولان أمميان مجتمع المانحين إلى زيادة ودعم استمرار الاستجابة الإنسانية واتخاذ التدابير العاجلة لإيجاد حلول دائمة للملايين من الأشخاص المتأثرين بأزمة التشرد المعقدة والمتسارعة في أفغانستان، حيث يبلغ عدد النازحين 1.9 مليون نسمة.

ففي العاصمة الأفغانية كابول، التقى المسؤولان الأمميان بالرئيس محمد أشرف غاني وبعض كبار المسؤولين الحكوميين، فضلا عن الجهات المانحة والشركاء في التنمية والشؤون الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والعائلات المتضررة من النزاع.

وقال مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بيان "إن تجذر العنف مقرونا بالجفاف، حاليا، يؤثران على مئات الآلاف من الأسر في جميع أنحاء البلاد، حيث بلغ حجم الخسائر في صفوف المدنيين أعلى مستوى له على الإطلاق. تعرض 40 ألف مدني إلى القتل أو التشويه خلال السنوات الأربع الماضية. وعلى الرغم من البيئة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر في كثير من الأحيان، فإن العاملين في المجال الإنساني الشجعان، الذين تعرضوا للهجوم بشكل متكرر للغاية، قد أثبتوا عاما تلو آخر إمكانية الوصول إلى المحتاجين بفعالية."

أما المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي فقال إن "أفغانستان في مفترق طرق، حيث يتسبب مزيج من الصراعات والكوارث الطبيعية وعدم كفاية الوصول إلى الخدمات الأساسية والفرص الاقتصادية في استمرار موجات النزوح الداخلي. يحتاج البلد الآن أكثر من أي وقت مضى إلى دعم المجتمع الدولي، لأنه يخطو خطوات نحو تحقيق السلام والاستقرار، وربط العمل الإنساني بجهود التنمية الأوسع نطاقا. من دون حل للنزوح، لن يكون هناك سلام دائم."

كما رحب غراندي بالتزام أفغانستان بنموذج معزز لإعادة اللاجئين وإعادة إدماجهم في المجتمع، يشمل أيضا الجهات الفاعلة في التنمية، ويعزز الابتكار ويشجع مشاركة القطاع الخاص. وأشار إلى أن إدراج قضايا اللاجئين كجزء من حوار أكبر بين أفغانستان وباكستان كان أيضا خطوة إيجابية.

ومع إدراك التحديات الهائلة التي تواجهها أفغانستان، أشاد المسؤولان الأمميان بإدراج الأشخاص المشردين والعائدين في البرامج الوطنية، وتناول قضايا أراضي العائدين، والاستثمار في المناطق ذات العودة المرتفعة والعمل معا لضمان استدامة العودة وإعادة الإدماج على المدى الطويل وضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزوح والأزمات الإنسانية.

وعلى الرغم من الظروف الصعبة، فقد عاد حوالي 12 ألف لاجئ إلى أفغانستان حتى أوائل سبتمبر من هذا العام، في إطار برنامج إعادة التوطين الطوعي للمفوضية، إضافة إلى أكثر من 5.2 مليون لاجئ أفغاني تمت مساعدتهم للعودة إلى ديارهم منذ عام 2002. ومع ذلك، فلا يزال هناك 2.6 مليون لاجئ في باكستان وإيران إلى جانب عدد أكبر من الأفغان غير المسجلين، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين.

وأكد غراندي التزام المفوضية بالدعم المستمر للاجئين الأفغان البالغ عددهم 2.6 مليون لاجئ في بلدان اللجوء في المنطقة، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تيسير عودتهم الطوعية وإعادة إدماجهم في أفغانستان على نحو مستدام. كما جدد العزم على العمل مع الحكومة الأفغانية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركاء آخرين بهدف إيجاد حلول دائمة للنازحين.

لاجئات أفغانيات في مركز إعادة التوطين الطوعي لمفوضية شؤون اللاجئين في بيشاور، والذي يوفر الإدارة والخدمات لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم.
UNHCR/Andrew McConnell
لاجئات أفغانيات في مركز إعادة التوطين الطوعي لمفوضية شؤون اللاجئين في بيشاور، والذي يوفر الإدارة والخدمات لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم.

وجاءت زيارة غراندي ولوكوك في وقت يعاني فيه 4.2 مليون شخص في أفغانستان من الحاجة الماسة إلى المساعدة الإنسانية بسبب النزاع والنزوح والكوارث الطبيعية، بما في ذلك الجفاف المستمر. إذ يحتاج 8.7 مليون شخص إضافي إلى المساعدة بسبب الفقر المدقع، وارتفاع معدلات البطالة وخسارة سبل العيش بسبب آثار تغير المناخ.