منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: يجب على الحكومة الجديدة في كولومبيا توطيد عملية السلام

بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا تلعب دورا هاما في عملية إعادة إدماج المقاتلين السابقين في المجتمع.
UNVMC
بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا تلعب دورا هاما في عملية إعادة إدماج المقاتلين السابقين في المجتمع.

الأمم المتحدة: يجب على الحكومة الجديدة في كولومبيا توطيد عملية السلام

السلم والأمن

تهدد سلسلة من التحديات تنفيذ اتفاق السلام في كولومبيا، وسيتوجب على حكومة الرئيس المنتخب إيفان دوكيه العمل على معالجة الانقسامات القائمة بين الكولومبيين، وعدم اليقين بين المقاتلين السابقين، وذلك وفق أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بشأن كولومبيا.

ومن بين التحديات التي أشار إليها التقرير، العنف في مناطق النزاع، لا سيما ضد قادة المجتمع والمدافعين عن حقوق الإنسان، وانتشار الجماعات غير القانونية ونمو الاقتصادات غير المشروعة، إلى جانب شعور المقاتلين السابقين والمجتمعات الريفية بالإحباط والخوف إزاء تجاهل عملية السلام لهم، بما لا يترك أي مجال للشك حول حجم المشاكل التي تنتظر الحكومة الجديدة.

وأثناء استعراض تقرير الأمين العام أمام مجلس الأمن اليوم الخميس، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا جان أرنو:

"في حين تعد مشاركة ممثلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (الفارك) في الكونغرس خطوة كبيرة، فإن إعادة إدماج أعضائها السابقين لم يتحقق بعد. وقد شدد الأمين العام في التقارير السابقة على البيئة الصعبة التي تجري فيها عملية إعادة الإدماج هذه. إكمال العمل الذي بدأته الحكومة الحالية سوف يتطلب بلا شك التفاني والموارد. ولكن الوفاء بالضمانات المقدمة لأولئك الذين تخلوا عن أسلحتهم ويمرون الآن بتحول صعب إلى الحياة المدنية أمر ضروري لكولومبيا، وأيضا لأن تكون كولومبيا مصدر إلهام لأطراف الصراعات في أماكن أخرى من العالم."

ويتزامن صدور التقرير مع تتويج إحدى مراحل عملية السلام في كولومبيا، مع تنصيب الكونغرس الجديد الذي يضم أعضاء سابقين من الفارك الأسبوع الماضي، وأداء الرئيس الجديد إيفان دوكيه اليمين الدستورية في الـ 7 آب/أغسطس.

وكان الرئيس المنتخب قد أعلن في خطابه، بعد إعلان فوزه، أن نيته هي توحيد البلاد و "طيّ صفحة الاستقطاب"، معربا عن التزامه بعدم إنهاء اتفاق السلام. إلّا أنه اقترح إدخال بعض "التصحيحات" تتعلق بالعدالة الانتقالية مما أثار نقاشا مكثفا، بحسب التقرير.

مقاتلون سابقون من القوات المسلحة الثورية الكولومبية مع قادة المجتمعات المحلية ومراقبين من بعثة الأمم المتحدة في كولومبيا يتحدثون عن التحديات والفرص في إعادة دمجهم في المجتمع.
Jennifer Moreno/UN Verification Mission
مقاتلون سابقون من القوات المسلحة الثورية الكولومبية مع قادة المجتمعات المحلية ومراقبين من بعثة الأمم المتحدة في كولومبيا يتحدثون عن التحديات والفرص في إعادة دمجهم في المجتمع.

وفي هذا الصدد، أشاد الأمين العام أنطونيو غوتيريش بعزم الرئيس المنتخب على العمل لمعالجة الانقسامات القائمة بين الكولومبيين، وأكد مجددا التزام الأمم المتحدة الراسخ بمواصلة دعم كولومبيا في تعزيز التقدم في السلام وتحقيق المصالحة بعد سنوات من الصراع.

وردا على ارتفاع وتيرة اغتيالات القادة الاجتماعيين والناشطين الحقوقيين بشكل حاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية، قال جان أرنو، الممثل الخاص للأمين العام في كولومبيا، إن هذه هي المرة الأولى التي يقابـَل فيها العنف ضد القادة الاجتماعيين بشعور قوي بالغضب في الشارع الكولومبي:

"في سياق حملة انتخابية مطولة تميزت بالاستقطاب، وفي مجتمع لا يبالي في بعض الأحيان بالتطورات في مناطق الصراع، فإن هذا الإجماع الوطني ضد الهجمات على القادة الاجتماعيين أمر مهم."

وأعرب أرنو عن أمله في أن يعطي هذا التوافق والشعور بالاستعجال من جانب المجتمع الكولومبي زخما لتنفيذ التدابير المنصوص عليها في اتفاق السلام، وتحفيز الجهود لمحاكمة المسؤولين عن هذه الهجمات.

وأكد أن أهم تدابير اتفاق السلام المتعلقة بتحسين أمن المجتمعات قد بدأت تنفذ، حتى وإن كان تأثيرها غير كاف بشكل واضح حتى الآن. "فالمهمة التي يتعين القيام بها الآن هي تعزيز السلام،" كما أشار الأمين العام غوتيريش في تقريره.