منظور عالمي قصص إنسانية

زيد يحذر من تفاقم الوضع في غزة خلال الأشهر المقبلة

مخيم جباليا للاجئي فلسطين في غزة. المخيم هو أكبر ثمانية مخيمات للاجئين في القطاع.
Suhair Karam/IRIN
مخيم جباليا للاجئي فلسطين في غزة. المخيم هو أكبر ثمانية مخيمات للاجئين في القطاع.

زيد يحذر من تفاقم الوضع في غزة خلال الأشهر المقبلة

حقوق الإنسان

أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين عن القلق البالغ بشأن الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، "بما فيها الوضع في قطاع غزة المحتل الذي تصاعد بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة في ظل احتمال أن يسفر عن تهديدات للسلم بأنحاء المنطقة."

وفي كلمته عبر دائرة تليفزيونية أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، أشار زيد إلى أن الأسبوعين الأخيرين شهدا أعنف تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية والجماعات المسلحة في غزة، منذ صراع عام 2014.

وقال إن الوضع كان على وشك الانفجار قبل ثلاثة أيام بسبب قتل جندي إسرائيل أعقبه مقتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين.

وأشار المفوض السامي إلى القصف الجوي الذي نفذته القوات الإسرائيلية قبل أسبوع مما أدى إلى مقتل طفلين فلسطينيين وإصابة 35 شخصا بجراح. وقال إن الجماعات الفلسطينية المسلحة أطلقت، في نفس الوقت، 184 صاروخا وقذيفة هاون باتجاه إسرائيل مما أدى إلى إصابة ثلاثة إسرائيليين بجراح. وأشار أيضا إلى إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من قبل الفلسطينيين.

 "أذكـّر كل الأطراف بأن أي استخدام غير متناسب أو عشوائي للأسلحة، يؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين، هو محظور وفق القانون الإنساني الدولي."

وأضاف المفوض السامي أن الجهود التي بذلتها مصر والأمم المتحدة نجحت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن الوضع ما زال هشا للغاية حسب وصفه. وحث الأطراف، وكل من يتمتع بنفوذ لديها، على فعل أقصى ما يمكن لتجنب اندلاع جولة جديدة من العنف والبؤس.

وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للمظاهرات الأخيرة، بما في ذلك الظروف المعيشية الصعبة لسكان غزة، وغالبيتهم من اللاجئين، بسبب الاحتلال والإغلاق المفروض من إسرائيل على القطاع منذ 11 عاما. وقال إن القيود التي فرضت من مصر في الآونة الأخيرة، فاقمت تلك الأوضاع أيضا.

وأضاف المفوض السامي لحقوق الإنسان:

"في الأشهر المقبلة قد يتفاقم الوضع بشكل حاد بسبب الأزمة المالية التي تواجهها وكالة الأونـروا...اعتماد قانون الدولة القومية في إسرائيل الأسبوع الماضي، الذي يرسخ التمييز المتأصل ضد المجتمعات غير اليهودية، وخاصة المواطنين العرب في إسرائيل وسكان القدس الشرقية المحتلة، قد يزيد حدة التوترات أيضا."
 

وأشار المفوض السامي إلى الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان في 18 مايو أيار، وقرر فيها إيفاد لجنة تحقيق دولية مستقلة لتقصي الحقائق. وقال إن مكتبه يساعد في تشكيل اللجنة التي من المقرر أن تقدم إفادة للمجلس عن عملها في سبتمبر أيلول، على أن تقدم تقريرها النهائي في مارس آذار 2019.
وشدد زيد رعد الحسين على ضرورة أن تتعاون السلطات، في المستقبل، مع اللجنة لتعزيز المساءلة عن ارتكاب أعمال القتل وجميع ادعاءات انتهاك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.
"على الرغم من أن إسرائيل وضعت عددا من آليات المساءلة، إلا أن هناك قلقا جادا بشأن عدم امتثال تلك الآليات للمعايير الدولية للاستقلال والحياد والفعالية. لقد أجري عدد قليل للغاية من التحقيقات، وفي الحالات النادرة التي يؤدي فيها التحقيق إلى إدانة، يتم تخفيف العقوبة بما لا يتماشى مع جسامة الجرم المرتكب."

النشاط الاستيطاني

وقال زيد رعد الحسين، أمام لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، إن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية مستمرة بلا هوادة بأنحاء الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ومنذ بداية 2018، ارتفعت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين لتصل إلى أعلى معدلاتها الشهرية على مدى السنوات الثلاث المنصرمة.

وفيما تراجعت أعمال الهدم والإجلاء القسري في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بعد أن وصلت إلى ذروتها العام الماضي، إلا أن الأشهر الاثني عشر الماضية شهدت تدمير 366 مبنى في الضفة الغربية وحدها، منها 11 مدرسة.

وأعرب مفوض حقوق الإنسان عن القلق بشأن وضع الخان الأحمر-أبو الحلو وهو واحد من 46 مجتمعا بدويا فلسطينيا في الضفة الغربية معرضا لخطر النقل الإجباري. كما أنه واحد من 18 تجمعا في منطقة تخطط السلطات الإسرائيلية لاستخدامها للربط بين مستوطنة معالي أدوميم والقدس الشرقية.


اعتقال الأطفال


قال مفوض حقوق الإنسان إن مئات الأطفال الفلسطينيين اعتقلوا من قبل إسرائيل، بعضهم بدون أن توجه لهم اتهامات بموجب ما يعرف بنظام "الاحتجاز الإداري" الذي يعد انتهاكا أساسيا لحقوق الإنسان.
وشدد على أن القانون الدولي ينص على ضرورة عدم اللجوء إلى اعتقال الأطفال إلا كملجأ أخير. 
وقال إن آخر الأرقام تفيد بأن نحو 440 فلسطينيا محتجزا بموجب الاعتقال الإداري. وشدد على ضرورة أن توجه إسرائيل الاتهامات بحقهم على الفور أو تفرج عنهم جميعا.


المدافعون عن حقوق الإنسان


وأبدى زيد انزعاجه بشأن الاعتقالات والاحتجازات التعسفية من قبل السلطات الإسرائيلية للناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان، مع محاولات تقويض عمل المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
وأعرب عن القلق أيضا بشأن تطوير وفرض قيود على المجتمع المدني من قبل السلطة الفلسطينية.

واختتم زيد كلمته بالقول إن إنهاء الاحتلال هو السبيل الوحيد لإحلال السلام الدائم وتوفير الظروف الملائمة للاحترام الكامل لحقوق الإنسان للجميع.