منظور عالمي قصص إنسانية

خبراء حقوق الإنسان لواشنطن: لا تحتجزوا الأطفال المهاجرين أو تفصلوهم عن والديهم

أحد الناجين من عنف العصابات في السلفادور مع ابنته، وتم الاعتراف به وبعائلته كلاجئين في المكسيك
UNHCR/Markel Redondo
أحد الناجين من عنف العصابات في السلفادور مع ابنته، وتم الاعتراف به وبعائلته كلاجئين في المكسيك

خبراء حقوق الإنسان لواشنطن: لا تحتجزوا الأطفال المهاجرين أو تفصلوهم عن والديهم

حقوق الإنسان

قال عدد من خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قرار الحكومة الأميركية مؤخرا بإنهاء سياسة فصل الأطفال عن آبائهم المهاجرين غير النظاميين أثناء عبورهم الحدود، لا يساعد آلاف الأطفال الذين احتجزوا بالفعل، مطالبين بالإفراج عنهم ولم شملهم مع عائلاتهم.

وتؤكد المجموعة، المؤلفة من 11 من المقررين الخاصين المستقلين والخبراء، على أن احتجاز الأطفال المهاجرين – وغالبيتهم من طالبي اللجوء من غواتيمالا والسلفادور وهندوراس - داخل الولايات المتحدة يؤثر على تطورهم ونموهم بشدة، وقد يصل ما يتعرضون له إلى حد التعذيب، في بعض الحالات.

وأشار الخبراء، الذين يعينهم مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن الأمر ببساطة "لا يعالج وضع هؤلاء الأطفال الذين تم فصلهم بالفعل عن والديهم".

ودعا البيان حكومة الولايات المتحدة إلى إطلاق سراح هؤلاء الأطفال من مركز احتجاز المهاجرين وإعادة لم شملهم مع أسرهم على أساس المصالح الفضلى للطفل، وحقوقه في الحرية ووحدة الأسرة.

وقد سبق لمجموعة الخبراء أن أعربت عن قلقها البالغ بشأن تأثير ما أطلق عليها "سياسة عدم التسامح المطلق" التي أقرتها حكومة الولايات المتحدة في أوائل شهر نيسان/أبريل، وأشاروا إلى أن هذه السياسة جعلت جميع البالغين والأطفال الذين يحاولون عبور الحدود عرضة للملاحقة الجنائية كرادع عقابي.

وقال البيان إن عمليات الفصل تمت دون إشعار أو معلومات أو فرصة لنقضها. وأضاف أن الوالدين والأولاد لم يتمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض، ولم تكن لدى الوالدين أي معلومات عن مكان وجود أطفالهما."

وتشعر مجموعة الخبراء بقلق عميق إزاء الأثر طويل الأجل والصدمة، بما في ذلك الضرر الذي لا يمكن إصلاحه والذي قد يحدثه الانفصال القسري على الأطفال، مشددة على معارضة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لفصل الأطفال عن أسرهم لأغراض مراقبة الهجرة.

أم من هندوراس مع طفلتها الرضيعة في مركز إيواء في المكسيك (عام 2016). يستمر تدفق اللاجئين والمهاجرين من أميركا الوسطى، متجهين إلى الولايات المتحدة على الرغم من الرحلات المحفوفة بالمخاطر.
UNICEF/Adriana Zehbrauskas
أم من هندوراس مع طفلتها الرضيعة في مركز إيواء في المكسيك (عام 2016). يستمر تدفق اللاجئين والمهاجرين من أميركا الوسطى، متجهين إلى الولايات المتحدة على الرغم من الرحلات المحفوفة بالمخاطر.

 

كريستوف بوليارك، المتحدث باسم اليونيسف أكد معارضة المنظمة للتقارير غير المؤكدة التي تفيد بأن الأطفال سيبقون مع آبائهم أثناء الاحتجاز، مضيفا أن البديل هو اتباع نهج آخر لتوفير الرعاية للأطفال.

وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى أن من ضمن المحتجزين بعض الأطفال من ذوي الإعاقة وهم بحاجة إلى رعاية خاصة، وأن بعض الرضع قد تم فصلهم عن أمهاتهم.

وأكد الخبراء أن عدم التسجيل الدقيق للأطفال يجعل تعقبهم وإعادة توحيدهم مع عائلاتهم أمرا صعبا للغاية. كما أن هناك مخاوف مشروعة من ألا يتم لم شمل بعض الأطفال مع أسرهم  بعد أن تم إرسالهم إلى مناطق مختلفة في الولايات المتحدة بينما قد يتم ترحيل والديهم.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد، يوم الاثنين، ضرورة معاملة اللاجئين والمهاجرين دوما باحترام وبشكل يضمن كرامتهم، بما يتفق مع القانون الدولي، باعتبار ذلك مسألة مبدأ.

وأكد بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام ضرورة عدم تعريض الأطفال للصدمات أو فصلهم عن آبائهم. وشدد على أهمية الحفاظ على وحدة الأسرة.

وفي جنيف تحدث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أمام مجلس حقوق الإنسان اليوم عن عدة قضايا منها حماية المهاجرين.

وقال، في آخر خطاب شامل له قبل انقضاء ولايته بعد نحو شهرين، إن كفالة حقوق الإنسان يجب ألا تفقد بمجرد عبور الناس الحدود بدون تأشيرات. واستنكر اعتماد الكثير من الدول سياسات تزيد من معاناة المستضعفين. ودعا واشنطن إلى وقف سياسة فصل الأطفال عن آبائهم المهاجرين غير النظاميين الذين يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة من المكسيك.

"أشعر بالقلق البالغ بشأن السياسات المعتمدة مؤخرا والتي تعاقب الأطفال على أفعال آبائهم. خلال الأسابيع الستة الأخيرة، تم فصل ما يقرب من ألفي طفل، قسرا، عن آبائهم. لقد وصفت الجمعية الأميركية لطب الأطفال هذه الممارسة القاسية بأنها انتهاك ضد الأطفال مخول من الحكومة بما قد يؤدي إلى إحداث ضرر لا يمكن إصلاحه وعواقب تدوم طيلة العمر."