منظور عالمي قصص إنسانية

مخاطر متنامية أمام اللاجئات الروهينجا: زواج الأطفال والاتجار بالبشر

نساء و أطفال الروهينجا في انتظار تلقي المساعدات في مخيم كوكس بازار ببنغلاديش حيث يعيش حوالي مليون لاجئ
Olivia Headon/IOM
نساء و أطفال الروهينجا في انتظار تلقي المساعدات في مخيم كوكس بازار ببنغلاديش حيث يعيش حوالي مليون لاجئ

مخاطر متنامية أمام اللاجئات الروهينجا: زواج الأطفال والاتجار بالبشر

حقوق الإنسان

دعت مسؤولتان دوليتان المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لمساعدة المهاجرين الروهينجا في التغلب على محنتهم، وحذرتا من العواقب الوخيمة التي سيواجهها الكثيرون من 700 ألف لاجئ روهينجي مع الأمطار الموسمية المتوقعة.

وبعد أن زارتا مخيمات اللاجئين مؤخرا في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي أثناء الصراعات والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن القلق بشأن التقارير التي أفادت بأن الفتيات والنساء، اللاتي تعرضن لما لا يمكن تخيله من المشاق والعنف والانتهاكات، يواجهن الآن تصاعد مخاطر زواج الأطفال والاتجار بالبشر والعنف القائم على نوع الجنس.

وذكرت المسؤولتان أن ضمان سلامة ورفاه وكرامة النساء والفتيات يجب أن يظل أولوية قصوى. ودعتا إلى الإنهاء الفوري للعنف الجنسي أثناء وبعد الصراعات.

وتزامنا مع اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع أصدرت المسؤولتان بيانا مشتركا ذكرتا فيه أن ضحايا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي ما زالوا يواجهون صدمات نفسية وجسدية، يفاقمها في أغلب الأحيان الوصم الاجتماعي والحمل غير المرغوب فيه.

وقد أقام صندوق الأمم المتحدة للسكان 19 "مكانا صديقا للنساء" يطلق عليها "بيوت السلام" لتقديم الدعم اللازم ومساعدة النساء والفتيات على التعافي واستعادة كرامتهن وأملهن في الحياة.

إلا أن تلك الأماكن لا تفي سوى باحتياجات أقل من ثلث المحتاجات للدعم. وأكد البيان المشترك ضرورة تقديم الدعم المالي اللازم لتلك الأنشطة وغيرها من جهود مساعدة اللاجئين الروهينجا.

وقد تعرضت نساء من الروهينجا في ميانمار إلى حملة عنف جنسي واسعة ومنهجية منذ سبتمبر/أيلول، ليصبح بعضهن حوامل من المقرر أن يلدن في ظروف صعبة للغاية، كما قال أندرو غيلمور مساعد الأمين العام لحقوق الإنسان.

وفي حوار سابق مع أخبار الأمم المتحدة قال غيلمور  إن هناك أكثر من 40 ألف امرأة حامل من اللاجئات الروهينجا وإن عددا كبيرا من حالات الحمل تلك نجم عن الاغتصاب.

"قتل الآلاف، واختفى الآلاف ولكن وقع عدد أكبر من ذلك ضحية للعنف الجنسي. هذا العدد كبير لدرجة أننا نعتقد أنه ناجم عن حملة عنف جنسي واسعة وممنهجة. سيؤدي ذلك إلى زيادة حتمية في عدد المواليد. ولا نعلم بالتحديد عدد النساء الحوامل. وقد وصلتنا تقارير عن محاولات ذاتية كثيرة للإجهاض، وقع بعضها لفتيات في الرابعة عشرة من العمر."

وقد وصل حوالي 700 ألف لاجئ روهينجي إلى بنغلايش منذ أواخر أغسطس آب، فرارا مما يصفه مسؤولو الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمثال منهجي على التطهير العرقي في ميانمار.

وقال غيلمور إن عدد من لقوا حتفهم بيد قوات الأمن في ميانمار ليس معروفا، كما هو الحال بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في ولاية راخين في ميانمار.

وتحدث المسؤول الدولي عن عدم توفر المراكز الصحية في المخيمات في بنغلاديش والافتقار إلى خدمات الرعاية الإنجابية والجنسية بما يعرض حياة أولئك النساء للخطر، بالإضافة إلى اقتراب موسم الأمطار وما سيصاحب ذلك من صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية مع مخاطر تفشي الأمراض مثل الكوليرا.

وأعرب أندرو غيلمور عن القلق بشأن ما يتردد عن استمرار العنف الجنسي في الوقت الراهن في ميانمار ضد نساء من الروهينجا.

وشدد غيلمور على أهمية بذل جهود دولية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم، بما في ذلك العنف الجنسي ولمنع تكرارا أعمال العنف تلك.

"جعل اللاجئون مسألة المحاسبة شرطا مسبقا قبل أن يتمكنوا من العودة إلى ميانمار، لأنهم لا يريدون العودة إذا وجدوا أن الجنود الذين ربما قد ارتكبوا أعمال الاغتصاب والقتل وحرق المنازل، قد أفلتوا من العقاب."

وقد زار غيلمور مخيمات كوكس بازار للاجئين الروهينجا في أوائل مارس آذار.