منظور عالمي قصص إنسانية

جهود إنسانية مكثفة لمساعدة آلاف الأسر في الحديدة ومخاوف من أسوأ الاحتمالات إذا لم يتوقف القتال

من الأرشيف - إنزال مساعدات إنسانية في ميناء الحديدة، اليمن.
Photo: UNICEF/Abdulkareem Alayyashi
من الأرشيف - إنزال مساعدات إنسانية في ميناء الحديدة، اليمن.

جهود إنسانية مكثفة لمساعدة آلاف الأسر في الحديدة ومخاوف من أسوأ الاحتمالات إذا لم يتوقف القتال

المساعدات الإنسانية

تسارع الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال العمل الإنساني لتوفير المساعدة المنقذة للحياة لآلاف الأسر الضعيفة في مدينة الحديدة اليمنية التي تصاعد القتال فيها مؤخرا.

وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن العشرات من موظفي الأمم المتحدة موجودون بالمدينة للمساعدة في توفير المياه والغذاء والخدمات الصحية.

وتفيد التقديرات بأن 600 ألف مدني موجودون في الحديدة، يعتمد الكثيرون منهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

المزيد في حوار أجراه موقع أخبار الأمم المتحدة مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي.

غراندي: خلال اليومين الماضيين حدث قصف شديد بالبحرية والمدفعية على الحديدة، وقعت أيضا اشتباكات برية معظمها في الجزء الجنوبي من الحديدة وباتجاه المطار. اليوم اشتد القتال البري حول المناطق الساحلية. نشعر بالقلق البالغ من امتداد القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان في المدينة خلال الأيام المقبلة. الأمم المتحدة وشركاؤها موجودون على الأرض. ولدى الأمم المتحدة عشرات الموظفين في الحديدة يقومون بتوزيع الماء والغذاء وإمدادات الطوارئ. لقد شردت مئات الأسر بالفعل، ونقوم بتزويدها بالمساعدات المنقذة للحياة.

أخبار الأمم المتحدة: في بيان صحفي قلتِ إن سفينة مستأجرة من قبل الأمم المتحدة قامت بإنزال المساعدات في الحديدة تحت القصف، ما الذي يقوله لك العاملون في المجال الإنساني في الحديدة عندما تتحدثين إليهم؟

غراندي: نعلم جيدا مدى أهمية مواصلة عملنا. إن العاملين في المجال الإنساني ملتزمون بالبقاء في المناطق التي يحتاج إلينا الناس فيها. هذا ما نفعله في الحديدة. يوم الأربعاء، أول أيام العملية العسكرية، رست سفينة مستأجرة من برنامج الأغذية العالمي في الميناء وتم إنزال 5000 طن متري من الغذاء. لدى البرنامج سفينتان أخريان خارج الميناء تستعدان للرسو. إن ما يقوم به العاملون في المجال الإنساني على الأرض عمل بطولي عن حق. إن ما نفعله مهم للغاية لضمان حصول الناس على المساعدة التي يحتاجونها.

أخبار الأمم المتحدة: ناشدت الأمم المتحدة مرارا جميع الأطراف تجنب التصعيد العسكري في الحديدة، ما تأثير ذلك التصعيد على الحديدة وسائر أنحاء اليمن؟

غراندي: الحديدة هي شريان الحياة لليمن. إن 90% من كل السلع الأساسية التي يحتاجها الناس في شمال اليمن تأتي عبر هذا الميناء. بالنسبة للأمم المتحدة وشركائنا فإن 70% من كل ما نجلبه لسائر أنحاء اليمن تأتي عبر هذا الميناء. إذا أغلق ميناء الحديدة، حتى لبضعة أيام، فإن التأثير سيكون فوريا وخطيرا.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي سيحدث إذا لم يتم التوصل لوقف لإطلاق النار؟

غراندي: الأمم المتحدة وشركاؤنا يستعدون لأسوأ الاحتمالات. هذا ما يفعله العاملون في المجال الإنساني، نعمل على أساس أرجح الاحتمالات ولكننا نخطط لأسوأ الاحتمالات. أسوأ السيناريوهات سيكون حصارا يستمر لأسابيع أو أشهر مع إغلاق الميناء فيستحيل دخول المساعدات. ما نخشاه في مثل هذا السيناريو هو تفشي وباء الكوليرا. وقد شهد اليمن، العام الماضي، أسوأ تفش للكوليرا في العالم في العصر الحديث. وكانت الحديدة واحدة من مراكز تفشي المرض. إذا خضعت المدينة للحصار، وتعذر توفر المياه النظيفة فسنشهد تفشيا آخر للكوليرا.

وشددت المسؤولة الدولية على أن أطراف الصراع ملزمة، وفق القانون الإنساني الدولي، بفعل كل ما يمكن لحماية المدنيين وضمان وصولهم إلى المساعدات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة.