منظور عالمي قصص إنسانية

ملادينوف: أحداث غزة الأخيرة تذكير بضرورة إحلال السلام في المنطقة

أرشيف: نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، في كلمته أمام مجلس الأمن
UN Photo/Kim Haughton
أرشيف: نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، في كلمته أمام مجلس الأمن

ملادينوف: أحداث غزة الأخيرة تذكير بضرورة إحلال السلام في المنطقة

السلم والأمن

قال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إن الأحداث الأخيرة في غزة تمثل تذكيرا آخر بضرورة إحلال السلام في المنطقة. كما أنها تمثل تذكيرا بمدى سهولة اندلاع العنف في قطاع غزة، الذي قال إنه على حافة الانهيار وأن شعبه، الذي نجا من ثلاثة صراعات مدمرة وعاش لأكثر من عقد من الزمان تحت سيطرة حماس وحصار إسرائيلي خانق وآمال متناقصة لإنهاء الاحتلال والحل السياسي، يائس بشكل متزايد.

 

وأشار ملادينوف، في إحاطة إلى مجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية اليوم الأربعاء، إلى مقتل نحو 76 فلسطينياً بينهم 11 طفلاً على أيدي القوات الإسرائيلية باستخدام الذخيرة الحية ووسائل أخرى خلال أحداث غزة وأن عدد القتلى آخذ في الازدياد. واصفا تلك الأحداث بأنها الأسوأ منذ عام 2014. داعيا إلى التحرك بشكل عاجل لتجنب حرب أخرى ولتخفيف معاناة الناس وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها في غزة.

وكرر ملادينوف الدعوة إلى إدانة إسرائيل وإجراء تحقيق في أحداث غزة وأضاف:

"اسمحوا لي أن أكرر ما قلته الأسبوع الماضي في هذه القاعة من خلال دعوة الجميع للانضمام إليّ في الإدانة بأقوى العبارات الممكنة لتلك الأحداث التي أدت إلى فقدان الكثير من الأرواح في غزة. تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية معايرة استخدامها للقوة وعدم استخدام القوة المميتة إلا كملجأ أخير تحت تهديد الموت الوشيك أو الإصابة الخطيرة. يجب عليها أن تحمي مواطنيها، ولكن يجب عليها أن تفعل ذلك بشكل مناسب وأن تحقق في كل حادثة أدت إلى خسارة في الأرواح. أما حماس التي تسيطر على غزة فيجب عليها ألا تستخدم الاحتجاجات كغطاء لمحاولة وضع قنابل عند السياج فضلا عن وسائل الاستفزازات. يجب ألا يختبئ ناشطو حماس بين المتظاهرين ويخاطروا بحياة المدنيين. للفلسطينيين الحق في الاحتجاج السلمي. وبينما من المرجح أن تستمر المظاهرات في شهر حزيران / يونيه، أكرر مرة أخرى دعوتنا إلى جميع الأطراف لممارسة ضبط النفس."

وأشار ملادينوف إلى مقترحات لمعالجة الوضع في غزة، تماشيا مع التزامنا بتطوير البنية التحتية العاجلة ومشاريع التنمية الاقتصادية، وتحسين الوصول والحركة، ودعم عملية المصالحة بقيادة مصرية. قائلا إن البنية التحتية في غزة على حافة الانهيار التام، لا سيما شبكات الكهرباء والماء، فضلاً عن نظامها الصحي.

وقال ملادينوف إن التقاء الصراعات في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا واليمن، يؤثر بشكل واضح على المسار الإسرائيلي الفلسطيني.

"وسط الجمود السياسي، يتصاعد إحباط الشتات الفلسطيني. إنهم يراقبون الأحداث هنا عن كثب. يواجه اللاجئون الفلسطينيون على نحو متزايد وضعا لا يمكن تحمله، وأزمة إنسانية موسعة والمزيد من عدم الاستقرار خصوصا في ظل الأحداث التي تجري في مخيم اليرموك في سوريا، الذي يمر بظرف مأساوي بسبب الحرب في سوريا، إضافة إلى الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها الأونروا."

وكرر ملادينوف تأكيد موقف الأمم المتحدة بشأن قضية القدس خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس:

"نظراً لأهميتها بالنسبة لليهود والمسيحيين والمسلمين، فإن القدس قضية حساسة ومشحونة للغاية بالنسبة لملايين المؤمنين حول العالم. لذلك، فإن الحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة يبقى حاسما للسلام والاستقرار. وألاحظ أيضا انتقال سفارات الولايات المتحدة وغواتيمالا وباراغواي في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس."

وقال ملادينوف في خطابه إن العالم بحاجة إلى نهج موحد لتغيير الواقع الحالي على الأرض في غزة. ويجب على القادة من جميع أطراف الصراع إظهار الإرادة السياسية والتصميم على تحقيق تقدم حقيقي ومواصلة العمل لإنهاء الاحتلال وتقديم حل عادل ودائم وشامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده على أساس دولتين، بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقات السابقة ذات الصلة.