منظور عالمي قصص إنسانية

من كوبا.. الأمين العام ينادى بعولمة عادلة يستفيد من فوائدها الجميع

الأمين العام أنطونيو غوتيريش والسكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أليسيا بارسينا إبارا يقومان بجولة في المدينة القديمة هافانا.
ECLAC
الأمين العام أنطونيو غوتيريش والسكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي أليسيا بارسينا إبارا يقومان بجولة في المدينة القديمة هافانا.

من كوبا.. الأمين العام ينادى بعولمة عادلة يستفيد من فوائدها الجميع

أهداف التنمية المستدامة

دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى بناء عولمة عادلة تشمل الجميع، لاسيما الفئات الأقل نصيبا في جني ثمارها، قائلا "أصبح عدم المساواة المتصاعد وجه العولمة، وتكاثر السخط وعدم التسامح وانعدام الاستقرار الاجتماعي، خاصة بين شبابنا."

السيد غوتيريش، الذي وصل إلى العاصمة الكوبية هافانا للمشاركة في افتتاح الدورة الـ 37 للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، سلط الضوء على العديد من الفوائد التي جلبتها العولمة، مثل انتشال العديد من الأشخاص من الفقر المدقع، وزيادة أعداد المنتمين إلى الطبقة المتوسطة عالميا، وتمتع مزيد من الناس بحياة أطول وأكثر صحة.

ولكنه أشار إلى عدد من التحديات الماثلة أمام العالم والتي تعوق التحاق الكثير من الناس بركب التقدم؛ "فلا يزال احتمال مشاركة النساء في سوق العمل أقل بكثير، وتسبب الفجوة في الأجور بين الجنسين مصدر قلق عالمي، وتنذر مستويات بطالة الشباب بالخطر."

وقال الأمين العام إن عدم المساواة تجعل من الصعب على الناس الحصول على صحة وتعليم أفضل والحصول على العدالة.

"لأكثر من جيل، كان دخل شريحة الواحد في المائة الأشد ثراء في العالم ضعف دخول الـ 50% في الطبقة السفلى. الناس محقون في أن يشككوا في عالم تحظى فيه حفنة من الرجال بنفس الثروة التي تمتلكها نصف البشرية."

وأكد الأمين العام على أن القضاء على الفقر يظل أولوية قصوى للأمم المتحدة، من خلال خطة التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030، والتي تمثل خارطة الطريق للوصول إلى تلك الغاية.

"توضح أهداف التنمية المستدامة طموحنا والتزامنا، لتمكين المرأة، وإشراك الشباب بطرق هادفة، والحد من مخاطر المناخ، وخلق وظائف لائقة، وحشد استثمارات نظيفة لتحقيق النمو الشامل، وتعزيز الكرامة والفرص للجميع على كوكب صحي."

وفي هذ السياق، أثنى السيد غوتيريش على اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لطرحها، باستمرار وشجاعة، رؤية إنمائية عادلة تركز على المساواة التي تتجاوز الدخل كمقياس للرفاه. وقال "بعد مرور سبعين عاما على تأسيسها، لا تزال اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي كما كانت دائما: على الخطوط الأمامية تقود الطريق نحو عولمة عادلة."

ولم يفوت الأمين العام الفرصة لدق ناقوس الخطر من آثار تغير المناخ، بالنظر إلى ما شهدته الجزر الكاريبية من أعاصير مدمرة في الفترة الأخيرة.

"بينما نتطلع إلى تحديات التنمية المستدامة الرئيسية في عصرنا، اسمحوا لي أن أشير إلى أكثر التهديدات النظامية للبشرية، تغير المناخ. في العام الماضي كان موسم الأعاصير هو الأكثر كلفة من أي وقت مضى، ودمر عقود التنمية في لحظة. لقد رأيت ذلك بأم عيني عندما زرت دومينيكا وأنتيغوا وباربودا. شهدت مستوى من الدمار لم أره في حياتي قط."

وأعلن الأمين العام عن نيته عقد قمة مناخية في نيويورك في سبتمبر المقبل، لجلب قادة العالم لتكريم التزامات اتفاق باريس، ووضع خطط أكثر طموحا للتنمية المستدامة تقوم على الاستثمار في تكنولوجيات منخفضة الكربون.