منظور عالمي قصص إنسانية

كفاح لاجئ أفغاني من أجل لم شمل عائلته

اللاجئ الأفغاني مجتبى الحسيني يجمع ثمار البرتقال في مزرعة بجزيرة كريت.
فيديو مفوضية شؤون اللاجئين.
اللاجئ الأفغاني مجتبى الحسيني يجمع ثمار البرتقال في مزرعة بجزيرة كريت.

كفاح لاجئ أفغاني من أجل لم شمل عائلته

المهاجرون واللاجئون

منذ أكثر من عام، انطلق مجتبى الحسيني وعائلته من أفغانستان في رحلة نحو المجهول، سعيا إلى الأمن والسلامة. وفي الطريق انفصلوا عن بعضهم البعض، مجتبى انتهى به المطاف في اليونان، فيما حطت بقية العائلة رحالها في ألمانيا. ومنذ ذلك الحين واللاجئ الأفغاني يحاول الالتحاق بزوجته ووالده وإخوته، وأيضا ابنه ذي التسعة أشهر الذي لم يلقاه قط.

في هذا التقرير نتعرف على قصة واحد من بين ملايين اللاجئين حول العالم، وكفاحه في لم شمل أسرته.

 

مع حلول وقت الحصاد في جزيرة كريت، ينشغل اللاجئ الأفغاني مجتبى الحسيني في جمع ثمار البرتقال واليوسفي والأفوكادو في المزرعة التي يعمل بها.

مجتبى كان سائق سيارة أجرة في أفغانستان قبل أن يفر منها منذ أكثر من عام. وأثناء رحلته انفصل عن زوجته الحامل، التي شقت طريقها إلى ألمانيا بصحبة والد مجتبى واخوته.

وبعد أن انتهى به المطاف في جزيرة كريت اليونانية، ما لبث مجتبى أن شرع في البحث عن عمل لادخار المال والالتحاق بعائلته في ألمانيا.

فكما يقول صاحب العمل يورغوس كونتوداكيس أبدى مجتبى رغبة قوية في العمل:

"أراد أن يعمل وأثبت ذلك منذ البداية. كان جادا وفعالا للغاية في كل شيء، وبطبيعة الحال كان يرغب في تعلم العمل ".

وباعتباره طالب لجوء في اليونان، يتمتع مجتبى بالحق في العمل، مثله مثل نحو 600 شخص آخرين من اللاجئين وطالبي اللجوء الذين وجدوا الأمن والسلامة في كريت واتخذوها موطنا لهم.

ولا يساعد العمل اللاجئين مثل مجتبى على توفير دخل ثمين فحسب، بل يمثل كذلك وسيلة للتعامل مع صدمات الماضي، كما يقول مجتبى:

"لم يكن باستطاعتي النوم ليلا، كنت أرى كوابيس كل ليلة. كنت مرهقا. عندما أذهب إلى العمل الآن يصيبني التعب، ويساعدني ذلك على النوم ملء عيني ليلا. "

وفي كريت، يعيش مجتبى مع والدته وأخته، في مسكن توفره مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، في إطار خطة الإقامة الخاصة لمساعدة طالبي اللجوء واللاجئين الضعفاء في اليونان. فقرار الرحيل ليس بالأمر الهين، كما أشار صاحب العمل:

"أن يغادر المرء مكانه وداره، فهذا قرار صعب للغاية. ولا أحد يقوم بذلك لأسباب بسيطة، وبالتأكيد لا يفعل هذا من أجل المال ".

وبالإضافة إلى المسكن، يساعد الأخصائيون الاجتماعيون والمترجمون، اللاجئين في الوصول إلى الخدمات الطبية والتوظيف ودورات اللغة. وإجمالا استفاد حوالي 44 ألف شخص من نظام الإقامة هذا منذ نهاية عام 2015.

ولا يتوقف الأمر عند دعم المفوضية ووكالات الأمم المتحدة للاجئين، فلم يدخر اليونانيون جهدا في الترحيب بالوافدين الجدد، حسبما قال اللاجئ الأفغاني:

"اليونانيون أناس طيبون ومضيافون. فهم لا يبالون بأننا مسلمون، وأن أمي وأختي ترتديان الحجاب ".

ولكن على الرغم من الحفاوة التي شهدها مجتبى في اليونان، إلّا أن موطنه يظل في قلبه. فهو الآن أب لطفل يبلغ من العمر تسعة أشهر، لم يلقاه بعد وينتظره في ألمانيا.

"أتمنى أن أتمكن من المغادرة الآن لرؤية عائلتي. أريد أن يتم لم شمل أختي ووالدتي مع أبي مرة أخرى. ابني وزوجتي هما حياتي كلها ".

وقد قبلت ألمانيا قضية لم شمل أسرة مجتبى. إنها فقط مسألة وقت قبل أن يجتمع شمل الأسرة مرة أخرى.