منظور عالمي قصص إنسانية

لئلا ننسى.. طلاب يشاركون وجهات نظرهم بالأمم المتحدة في ذكرى الاسترقاق

صورة لبعض الطلاب المشاركين في النقاش داخل النصب التذكاري سفينة العودة.
María Morera
صورة لبعض الطلاب المشاركين في النقاش داخل النصب التذكاري سفينة العودة.

لئلا ننسى.. طلاب يشاركون وجهات نظرهم بالأمم المتحدة في ذكرى الاسترقاق

حقوق الإنسان

شارك طلاب من جميع أنحاء العالم في نقاش تفاعلي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الجمعة، حول الاسترقاق وآثاره التي امتدت لقرون من الزمان.
 


 
النقاش الذي يأتي في إطار العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي (2015-2024)، يهدف إلى رفع مستوى الوعي بين الشباب حول ذاكرة العبودية، حتى يفهموا أسبابها وعواقبها بشكل أفضل، ويعوا الدروس المستخلصة من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

فوفق بيانات الأمم المتحدة، وقع أكثر من 15 مليون رجل وامرأة وطفل ضحايا لتجارة الرقيق المأساوية عبر المحيط الأطلسي لأكثر من 400 سنة، فيما يعد واحدا من أحلك الفصول في تاريخ البشرية.

كريستيان كراوتش الأستاذة المشاركة في التاريخ ومديرة الدراسات بكلية بارد في الولايات المتحدة أوضحت للطلاب المشاركين أن "عدد الأشخاص الذين انتزعوا بعنف من القارة الأفريقية على مدى 500 عام تراوح بين 15 إلى 18 مليون شخص،" مشيرة إلى أن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي أدت إلى أكبر حركة للأفارقة إلى الأمريكيتين. وصل 96% منهم إلى موانئ أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي مكدسين في سفن العبيد.

وأضاف السيدة كراوتش، "ولكن حتى مع فظاعة هذه الإحصائيات علينا أن نتذكر كم من الرجال والنساء والأطفال قد نجوا، وتحدوا الأسر، وتخلصوا من العبودية في نهاية المطاف".

وفي هذا العام، تحيي الأمم المتحدة ذكرى الاسترقاق من منظور انتصارات الرقيق ونضالهم من أجل الحرية والمساواة.

"لا يزال الرق يزدهر في أماكن كثيرة، وليس فقط في القارة الأفريقية. إنه موجود بأشكال مختلفة في كل قارة من العالم،" كما قالت كريستيان كراوتش ردا على أحد أسئلة الطلاب. "وأن عواقب تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي ما زالت ملموسة إلى اليوم."

وأشارت السيدة كراوتش إلى أن الدول الأفريقية أحرزت تقدما هائلا في تمكين الأشخاص الذين يقعون ضحية للاتجار بالبشر، وسن تشريعات ضد العبودية.

وكان من بين الحضور، ميّا وليّا طالبتان من نيويورك، جاءتا مع رفاقهن إلى الأمم المتحدة للمشاركة في هذه المناقشة حول العبودية.

وقالت ليّا، "من المهم بالنسبة لنا أن نكون هنا لأننا لا نعرف ما يكفي عن الموضوع." أما بالنسبة لرفيقتها، فالعبودية تمثل قضية تهم الجميع لأن عواقبها ترددت في جميع أنحاء العالم. "من المهم أن نكون مدركين لهذه المشكلة ومن ثم نحاول تغيير عقلية الناس،" كما قالت ليّا.

وقدمت ليّا وميّا عرضا شرحنا فيه آثار الاستعباد غير الواضحة دائما على مجتمع اليوم، مثل تقسيم الأحياء حسب المجتمعات، والتقسيم السياسي للدوائر الانتخابية، وصورة النمطية للمنحدرين من أصل أفريقي في وسائل التواصل الاجتماعي، ووجود نسبة عالية من السكان المنحدرين من أصل أفريقي في السجون.

ولا يتعلق الأمر فقط بتعريف المرء بآثار العبودية، بل أيضا بتاريخ الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي. فكما تقول ميّا "إنه جزء من ثقافة بلدنا. من المهم أن نعرف أنه جزء مما ينبغي تعلمه عند تعلم الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية. فالعبودية هي أحد أسباب الحرب الأهلية الأمريكية، و 4 %فقط من طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة يعرفون أن العبودية كانت السبب الرئيسي للحرب الأهلية."

من جانبها، أشارت ليّا إلى أن تعلم تاريخ العبودية وعواقبها حتى يومنا هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للطلاب. وأضافت معللة، "لأننا، نحن الشباب، المستقبل. ولذلك إذا كنا أكثر تعلما من خلال أخذ جميع وجهات النظر في الحسبان، سيكون هناك فرصة أكبر لإحداث التغيير ".

 

طلاب يشاركون في المناقشة حول العبودية بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
María Morera
طلاب يشاركون في المناقشة حول العبودية بالجمعية العامة للأمم المتحدة.