منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: الشرق الأوسط يواجه معضلة حقيقية في ظل زيادة الانقسامات

الأمين العام يتحدث في جلسة مجلس الأمن الدولي حول التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين، فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وخاصة سوريا.
UN Photo/Manuel Elias
الأمين العام يتحدث في جلسة مجلس الأمن الدولي حول التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين، فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وخاصة سوريا.

الأمين العام: الشرق الأوسط يواجه معضلة حقيقية في ظل زيادة الانقسامات

السلم والأمن

قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوضع في سوريا يمثل أخطر تهديد للسلم والأمن الدوليين، لما تشهده البلاد من مواجهات وحروب بالوكالة ينخرط فيها عدة جيوش وطنية وعدد من جماعات المعارضة المسلحة، والكثير من الميليشيا الوطنية والدولية، والمقاتلين الأجانب من كل مكان في العالم، ومختلف الجماعات الإرهابية.

وفي جلسة مجلس الأمن حول الشرق الأوسط، جدد غوتيريش الإعراب عن غضبه إزاء التقارير المستمرة حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

"أجدد إدانتي القوية لاستخدام الأسلحة الكيميائية من أي طرف في الصراع تحت أي ظروف. استخدام تلك الأسلحة بغيض وينتهك بوضوح القانون الدولي. إن خطورة الادعاءات الأخيرة، تتطلب إجراء تحقيق شامل باستخدام خبرات محايدة ومستقلة ومهنية. وفي هذا الشأن، أؤكد دعمي الكامل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وبعثتها لتقصي الحقائق في إجراء التحقيق اللازم حول تلك الادعاءات. يتعين السماح لبعثة تقصي الحقائق بالوصول الكامل (لأي مكان) بدون عوائق من أجل تأدية مهامها. لقد وصل الفريق الأول من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا بالفعل، ومن المتوقع أن يصل الفريق الثاني اليوم أو غدا."

وأكد غوتيريش على الحاجة لفعل أكثر من ذلك. وأشار إلى الخطاب الذي أرسله إلى مجلس الأمن قبل يومين للإعراب عن خيبة أمله الشديدة لعدم قدرة المجلس على الاتفاق على آلية مخصصة لتحديد مسؤولية استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بعد انتهاء ولاية آلية التحقيق المشتركة.

وأكد الأمين العام عدم وجود حل عسكري للصراع في سوريا. وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر المحادثات السورية-السورية في جنيف وفق قرار مجلس الأمن 2254، وبما يتماشى مع الجهود المتواصلة من المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي مستورا.

وأكد غوتيريش ضرورة احترام القواعد المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية. وقال، نقلا عن الخطاب الذي وجهه لأعضاء مجلس الأمن، إن المسؤولية الجماعية تحتم ضمان المحاسبة على الاستخدام المؤكد للأسلحة الكيميائية.

وأضاف أن غياب المساءلة يعزز موقف من قد يستخدمون تلك الأسلحة، بسبب اطمئنانهم بأنهم سيفلتون من العقاب.

وحث الأمين العام كل الدول الأعضاء على العمل بمسؤولية في مثل هذه الظروف الخطرة. وناشد مجلس الأمن الوفاء بواجباته، وألا يتخلى عن الجهود الرامية إلى الاتفاق على آلية مستقلة ومحايدة ونزيهة مخصصة لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية. وأكد استعداده لدعم مثل هذه الجهود.

"زيادة التوترات، وعدم القدرة على التوصل إلى تسوية لإنشاء آلية للمساءلة، يهددان بالتوجه نحو تصعيد عسكري شامل. خلال تواصلي معكم، وخاصة مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، كررت الإعراب عن قلقي البالغ بشأن مخاطر الجمود الراهن، وشددت على الحاجة لتجنب خروج الوضع عن نطاق السيطرة."

وأضاف غوتيريش أن هذا هو التهديد "الذي نواجهه اليوم: خروج الوضع عن نطاق السيطرة. ويحتم واجبنا المشترك وقف ذلك."

ولم تقتصر كلمة الأمين العام، أمام مجلس الأمن، على سوريا إذ تحدث عن عدد من الأزمات الأخرى بالمنطقة. وقال غوتيريش إن الوضع في الشرق الأوسط يشهد فوضى، أصبحت تهدد السلم والأمن الدوليين.

وقال إن المنطقة تواجه معضلة حقيقية، في ظل تضاعف الانقسامات والتفتت وما لذلك من عواقب إقليمية ودولية كبيرة.

انقسامات

وأشار إلى استمرار الانقسام الفلسطيني الإسرائيلي، والانقسام السني الشيعي، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الآراء المتعارضة بشأن دور جماعة الإخوان المسلمين، ووضع الأكراد، والتهديدات التي تواجه المجتمعات الموجودة في المنطقة منذ زمن بعيد وتعد جزءا من التنوع الثري للمجتمعات في الشرق الأوسط.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

"نرى جراح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتعمق مرة أخرى. العنف الأخير في غزة أدى إلى وقوع وفيات وإصابات لا داعي لها. أكرر دعوتي لإجراء تحقيق مستقل وشفاف في تلك الحوادث. وأناشد أيضا المعنيين، الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى وقوع مزيد من الوفيات والإصابات، وخاصة أي إجراءات يمكن أن تعرض المدنيين للضرر. هذه المأساة تؤكد إلحاح إحياء عملية السلام لتحقيق حل الدولتين الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش في دولتين ديمقراطيتين جنبا إلى جنب، في إطار حدود آمنة ومعترف بها."

وأكد غوتيريش استعداد الأمم المتحدة لدعم تلك الجهود.
 

اليمن

وانتقل أنطونيو غوتيريش إلى الحديث عن اليمن الذي يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

"السبيل الوحيد لحل الصراع في اليمن ومعالجة الأزمة الإنسانية هو التسوية السياسية التفاوضية عبر الحوار اليمني. مبعوثي الخاص مارتن غريفيثس يفعل كل ما يمكن لتيسير هذه التسوية السياسية، وسيقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل."

ليبيا

وبشأن ليبيا، شجع غوتيريش جميع الأطراف على مواصلة العمل مع مبعوثه الخاص غسان سلامة، الذي ينخرط في العملية السياسية مع مختلف الأطراف الليبية بأنحاء البلاد لتطبيق خطة عمل الأمم المتحدة. وشدد غوتيريش على أن الوقت قد حان لإنهاء الصراع في ليبيا.

العراق

وقال الأمين العام إن العراق يظهر إمكانية تحقيق التقدم من خلال الالتزام المتضافر المحلي والإقليمي والدولي.

وأضاف غوتيريش "بعد هزيمة داعش والتغلب على مخاطر التفتت، يتعين على حكومة العراق الآن التركيز على إعادة البناء والإصلاح والمصالحة. وآمل أن تكرس الانتخابات المقبلة هذا التقدم."

لبنان

أشار الأمين العام إلى مؤتمرين عقدا في باريس وروما مؤخرا، وقال إن المجتمع الدولي أكد فيهما دعمه لسيادة لبنان واستقراره والمؤسسات الأمنية التابعة للدولة.

وشدد على ضرورة تجنب اندلاع صراع جديد بين حزب الله وإسرائيل، بما قد يؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا ودمار يفوق ما حدث في الحرب الأخيرة بينهما.

وشدد على أهمية العمل على مسار عدد من المبادئ والالتزامات الرئيسية في لبنان، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن مثل 1701، وسياسة النأي بالنفس.