منظور عالمي قصص إنسانية

العلاج وإعادة التأهيل محور التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

سيدة تقوم بتدخين مخدر الهيروين في كهف صغير مع زوجها و ابنها في هيرات بأفغانستان
UNAMA / Eric Kanalstein
سيدة تقوم بتدخين مخدر الهيروين في كهف صغير مع زوجها و ابنها في هيرات بأفغانستان

العلاج وإعادة التأهيل محور التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات

أهداف التنمية المستدامة

أصدرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات  تقريرها السنوي الذي يركز على العلاج وإعادة التأهيل، ويقدم توصيات لمساعدة الدول على اتخاذ تدابير فعالة للتصدي للتحديات المتعلقة بالمخدرات مع الامتثال التام للمعايير والقواعد الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

و يتخذ التقرير هذا العام من  قضايا علاج المصابين باضطرابات ناشئة عن تعاطي المخدرات وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع محورا له .

و يقول البروفيسور جلال توفيق عضو الهيئة والخبير المغربي في مجال مكافحة المخدرات إن وصمة العار المقترنة بتعاطي المخدِّرت لا تزال أحد أهم العوائق أمام العلاج من إدمان المخدرات وعقبة رئيسية أمام إعادة الإدماج في المجتمع لذا كان اختيار الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أن يكون العلاج  وإعادة التأهيل  هو محور تقريرها :

" رأينا أن يكون هذا هو محور تقرير 2017 لأنه تبين أن هناك مشكلة  كبيرة في اللجوء للعلاج وثانيا في سهولة الولوج للعلاج بالنسبة للمدمنين. فالإدمان ليس انحرافا سلوكيا ، الإدمان هو مرض، حالة مرضية تصيب بعض الأشخاص. لذا يجب أن نؤسس سياستنا في جميع دول العالم من هذا المنطلق و نختار كيف نعامل  هؤلاء : علاجهم و مصاحبتهم ومساعدتهم في الخروج من الإدمان وإعادة دمجهم في المجتمع أم سياسة المنع  والقساوة والمعاقبة واتباع إجراءات قضائية وجنائية في حقهم، والتي لم تثبت أي نجاعة كما تظهر الدراسات. شخص واحد فقط من بين كل ستة أشخاص في العالم من المحتاجين للعلاج من إدمان المخدرات، يتمكن من الالتحاق ببرامج العلاج. لماذا؟ لأنه لا تزال هناك وصمة عار مقترنة بإدمان المخدرات وهي من أهم العوائق أمام ولوج متعاطي المخدرات ."

وتشدِّد الهيئة  في تقريرها على أهمية زيادة تدابير علاج الاضطرابات الناشئة عن تعاطي المخدِّرات واعتماد استراتيجيات للوقاية  والتنظيم الرقابي على الصعيد الوطني بهدف تحسين سبل الحصول على المواد الخاضعة للمراقبة وتوافرها للأغراض الطبية. وهذه الجهود الوطنية إنما تكون أكثر فعالية عندما تقترن أيضاً بإجراءات دولية في هذا الاتجاه.

ويوجز البروفيسور توفيق توصيات التقرير وأهميتها  والخطوات المرتبطة به من أجل تقليص الاتجار في المخدرات وعلاج المدمنين الذين هم مرضى وليسوا منحرفين  وإعادة تأهيلهم، مشددا على دور الوقاية :

"أولا إيصال التوصيات  ثانيا العمل التشاركي عن قرب  مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة من أجل بناء القدرات المعرفية لأن طب الإدمان صعب جدا. فليس مهم الجدران (أماكن العلاج) ولكن المهم هم الناس المؤهلون . فهناك مغالطات في منطقة شمال أفريقيا. تأهيل الناس هو حجر الأساس. ثالثا بالموازة مع تقليص الأضرار وعلاج الناس: الوقاية الوقاية ثم الوقاية. رابعا الإلحاح في الاستمرار في محاربة الاتجار في المخدرات ومراقبة وتقليص الاتجار والتأكيد على احترام بنود الاتفاقيات الدولية لنضمن للمجتمعات حياة كريمة. لا نقول مجتمعات خالية من المخدرات لأنه صعب جدا في ظل تغيير المنحى و النوع والمخدرات المصنوعة في مختبرات من قبل كيميائيين. المستقبل مخيف و مجهول . ولكن الهيئة مسئوليتها  الاستمرار في النداء لمزيد من الاحترام لبنود الاتفاقيات ومزيد من الجهود في الوقاية والمقاربة الحقوقية وولوج الناس إلى العلاج : علاج كريم وبمعايير علمية"   

وترى الهيئة في توصياتها  أنها تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخصوصاً الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والرفاه. وتشمل هذه التوصيات الاستثمار في البنى التنظيمية متعددة المستويات وتوفيرها لتقديم الخدمات العلاجية، وضمان التنسيق بين القطاعات المتعددة لغرض خفض العرض والطلب وبناء القدرات.