منظور عالمي قصص إنسانية

أزمة الروهينجا: تعهدات بـ 335 مليون دولار في مؤتمر دولي للمانحين وتشديد على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة

لاجئون روهينجا في ميانمار. OCHA/Anthony Burke
لاجئون روهينجا في ميانمار. OCHA/Anthony Burke

أزمة الروهينجا: تعهدات بـ 335 مليون دولار في مؤتمر دولي للمانحين وتشديد على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة

على مدى الأسبوعين الماضيين، انطلق عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة في زيارة إلى بنغلاديش للوقوف على آخر الجهود الإنسانية في مساعدة مئات الآلاف من اللاجئين الروهينجا.


فبحسب بيانات الأمم المتحدة، عبر حوالي 600 ألف شخص من ميانمار إلى بنغلاديش منذ اندلاع أعمال العنف الأخيرة في ولاية راخين، وبذلك يقدر أن هناك قرابة مليون ومئتي ألف روهينجي التمسوا اللجوء في بنغلاديش حتى الآن.
ولدى عودتهم من بنغلاديش، أطلق رؤساء وكالات الإغاثة الإنسانية نداء إنسانيا بالتوازي مع جهود إيجاد حلول دائمة للأسباب الجذرية للأزمة.
التفاصيل في هذا التقرير.
قال رؤساء وكالات الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة إن سرعة ونطاق وحجم أزمة اللاجئين الروهينجا تتطلب استجابة إنسانية ضخمة من المجتمع الدولي.
جاء ذلك في مؤتمر إعلان التبرعات لأزمة اللاجئين الروهينجا الذي عقد اليوم الاثنين في جنيف، بحضور كل من وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة وليام لاسي سوينغ، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
وفي كلمته قال لوكوك، إن أزمة اللاجئين الروهينجا الحالية ليست بمعزل عما كان يحدث من قبل، فهي الجولة الأخيرة من دورة الاضطهاد والعنف والتشريد المستمرة منذ عقود في ولاية راخين، وتتطلب استجابة شاملة.
وأضاف وكيل الأمين العام:
"خلال زيارتي إلى بنغلاديش في وقت سابق من هذا الشهر، استمعت إلى روايات مروعة عن عمليات القتل والحرق المتعمد والاغتصاب والتعذيب وسوء المعاملة. الأمين العام وصف الوضع بأنه كابوس للوضع الإنساني ولحقوق الإنسان. الأطفال والنساء والرجال الذين يهربون من ميانمار ويتدفقون إلى بنغلاديش يعانون من الصدمات ومعدومون. منذ أن كنت هناك، عبر 70 ألف لاجئ آخر الحدود، ويصل المزيد يوميا."

وناشد لوكوك الحكومات والشركاء الحفاظ على الزخم على جميع جبهات التمويل لتوسيع نطاق المساعدة وتحويل الكلمات إلى أفعال والتوصل إلى حلول دائمة تعالج السبب الجذري للأزمة وتنهيها تماما.
وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ 25 آب / أغسطس، فرّ قرابة 600 ألف لاجئ روهينجي من أعمال العنف وانعدام الأمن في ولاية راخين في ميانمار، ملتمسين اللجوء في كوكس بازار في بنغلاديش.
وبذلك يصل إجمالي عدد الروهينجا الذين يعيشون في كوكس بازار إلى حوالي تسعمئة ألف شخص، ونحو 1.2 مليون شخص في أنحاء بنغلاديش. ولا يزال التدفق مستمرا، بما يجعله أكبر حركة للاجئين في المنطقة منذ عقود.
وتطالب وكالات الأمم المتحدة بمبلغ قدره 434 مليون دولار لتلبية الاحتياجات المنقذة للحياة للاجئين الجدد والسابقين والمجتمعات المضيفة في بنغلاديش حتى فبراير 2018. وقبل المؤتمر، بلغ التمويل المتاح والتعهدات غير الملتزم بها ما يقرب من مائة مليون دولار.
وفي كلمته، دعا المفوض السامي لشؤون اللاجئين غراندي، إلى دعم حكومة بنغلاديش والمجتمعات المضيفة للاجئين التي تقع في الخطوط الأمامية للأزمة، قائلا إن بنغلاديش كانت "مثالا للعالم أجمع" على كرمها في استقبال اللاجئين المحتاجين.
وشدد على معالجة الأسباب الجذرية للأزمة قائلا:
"كل أزمات اللجوء، وبالطبع هذه أزمة لجوء رئيسية، تحتاج إلى التركيز على حل من اليوم الأول. ولكن ربما ليس هناك أزمة أكثر تحديدا من هذه الأزمة، التي تسببت فيها مشاكل لم تحل بعد. لذلك من الواضح جدا أنه إذا لم نعالج الأسباب الجذرية، في ميانمار على وجه السرعة، فإننا أولا وقبل كل شيء لن نرى نهاية هذه الأزمة قريبا، وسنعود إليكم طالبين مزيدا من الموارد، وثانيا إذا وجدنا حلا مؤقتا فلن يكون مستداما."
من ناحيته، قال وليام لاسي سوينغ، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، إن السرعة الهائلة لأزمة اللاجئين وحجمها ونطاقها، أدت إلى حالة طوارئ إنسانية مروعة "لم يسبق لها مثيل في المنطقة وفي أجزاء كثيرة من العالم".
واعتبر سوينغ أن "وضع الروهينجا يمثل بوضوح وضعا إنسانيا يصرخ للحصول على أعلى درجات المساعدة"، في وقت تتنافس فيه العديد من الأزمات الإنسانية والنزاعات للحصول على تمويل المانحين:
"يجب علينا أيضا بالتوازي مع ذلك أن نحث قادة العالم على الدخول في عملية سياسية تسمح لهؤلاء اللاجئين الروهينجا بالعودة إلى ديارهم بشكل طوعي والقيام بذلك في ظروف آمنة ومأمونة وكريمة تتحلى بتماسك اجتماعي. ينبغي أن نصر أيضا على المسؤولين في ميانمار للوفاء بهذه الشروط."
وفي اختتام المؤتمر، الذي استمر يوما واحدا، بلغ مقدار التعهدات التي تم الحصول عليها 335 مليون دولار، كما قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية.