منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع الدكتورة ديما النائب، مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظة دير الزور بسوريا

حوار مع الدكتورة ديما النائب، مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظة دير الزور بسوريا

​أخبار الأمم المتحدة: الدكتورة ديما النائب، أنت أول فتاة سورية من جميع أنحاء البلاد حصلت على درجة الدكتوراه في الجراحة العامة التي تعنى بجودة حياة المرضى، أنت أيضا مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظة دير الزور، بسوريا...

نستضيفك اليوم في مناسبة أليمة، ألا وهي الذكرى العاشرة للصراع السوري. دكتورة ديما كيف تقيمين الوضع في الميدان بعد عشر سنوات من هذا الصراع الدامي، خاصة لدى الفئات السكانية التي يهتم بها صندوق الأمم المتحدة للسكان؟

الدكتورة ديما النائب: استمرار أزمة لمدة عشر سنوات حمل أعباء كبيرة جدا، وأدى إلى مخاطر كبيرة جدا على كافة فئات المجتمع، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي وجائحة كـوفيد-19، كل هذه الأمور مع بعضها أدت إلى تدهور الوضع في سوريا، وتحديدا النساء والفتيات هن من دفع الثمن الأغلى لهذه الأزمة.

بحسب بعض المؤشرات السكانية والتقارير الأممية، عدد الناس المحتاجين في سوريا يتجاوز 13.7 مليون إنسان محتاج؛ عدد النازحين داخليا يتجاوز 6.1 مليون نسمة؛ عدد اللاجئين السوريين يتجاوز 5.6 مليون شخص.

في عام 2020 وحده، اضطرت 450,000 امرأة وفتاة إلى النزوح داخليا في سوريا. هذا كله يعكس مؤشرات تفاقم الأزمة والوضع الحالي في سوريا.

هناك مؤشرات أخرى أيضا: الدمار الذي حصل في سوريا طال نصف المؤسسات الخدماتية من ضمنها المشافي، المستوصفات الطبية التي تعنى بصحة المرأة والفتاة اللواتي يعتبرن الفئات المستهدفة في عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان.

هجرة العقول والأدمغة هي أيضا من بين الأشياء التي أثرت كثيرا على جودة العمل وتأمين الخدمات للنساء السوريات إضافة للفتيات واليافعات. نقص التجهيزات، هذا كله أثر وفاقم الوضع من حيث قدرة الفتيات والنساء السوريات على الحصول على الخدمات الأساسية. واستمرار الأزمة ما زال يزيد الوضع سوءا.

الجهود المبذولة كبيرة. فخلال عشر سنوات تم بذل الكثير من الجهود لنقدم الخدمات الأساسية المنقذة للحياة والمناهضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الفتيات والنساء. ومع ذلك، أدى استمرار الأزمة وتدهور الوضع الاقتصادي إلى زيادة حاجة السيدات والفتيات إلى المزيد من الخدمات والضغط على الخدمات الموجودة حاليا.

أخبار الأمم المتحدة: بحسب الوكالات الأممية، انخفضت قيمة العملة السوريّة بشكل كبير وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل هائل، في ظل رفع الدعم عن السلع الأساسية مثل الخبز، هذا بالإضافة إلى جائحة كوفيد-19 كما ذكرت، التي زادت الطين بلة. كيف يؤثر كل ذلك على عمل الصندوق؟

الدكتورة ديما النائب: الأزمة بحد ذاتها أثرت بشكل خاص على العملة السورية وأدت إلى تدهورها بشكل متسارع وكبير. إضافة إلى ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تدهور اقتصادي ملحوظ جدا، وخفض قيمة العملة السورية.

من جهة أخرى، بسبب استمرار الأزمة لفترة طويلة في سوريا، لا توجد إمكانية لرفع مستوى دخل الفرد السوري. بالتالي متوسط دخل الفرد لا يتجاوز ثلاثين دولارا شهريا، مما أدى إلى انخفاض القوة الشرائية وعدم مقدرة الأسرة على تأمين الاحتياجات الأساسية. نحن نتكلم هنا عن غذاء ودواء فقط، ولا نتكلم عن أشياء أخرى. وقد أصبح إرسال الطفل أو الطفلة إلى المدرسة أمرا مرهقا جدا بالنسبة للأسر.

تدهور الاقتصاد أدى إلى ظهور مظاهر جديدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي وأدى إلى عجز الأسر عن الوصول إلى الخدمات الصحية بشكل كبير جدا. إذا لم تكن الأسر قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية من غذاء ودواء، فهي غير قادرة على الوصول إلى خدمات أخرى كثيرة. النقطة الأخرى المهمة هي أن التدهور الاقتصادي مع انهيار التيار الكهربائي في سوريا يشكل إحدى المشاكل الأساسية في الحياة اليومية للأسرة والمرأة والفتاة بالإضافة إلى عدم توافر الوقود.

كل ذلك أدى إلى إضعاف قطاع المهن الصغيرة، الذي بشكل أساسي يدعم الأسر وخاصة تلك التي تعيلها السيدات. مما أدى إلى تدهور زائد في الوضع الاقتصادي. إذا هناك علاقة تبادلية بين الوضع الاقتصادي وقدرة المرأة على الوصول إلى الاحتياجات الأساسية. خمسة وسبعون في المئة من السيدات يعملن في القطاع الزراعي في مجتمعنا. وعندما تدهور الاقتصاد وتدهورت قيمة العملة السورية أصبحت هؤلاء السيدات غير قادرات على الوصول إلى مراكز الخدمات. هذا لم يؤثر فقط على ناحية تلبية الاحتياجات، بل أدى إلى أنواع وظواهر جديدة من العنف سواء المنزلي أو الاستغلال الجنسي للسيدات والفتيات فيما يحاولن تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهن وأطفالهن، فمعظم النساء السوريات أصبحن معيلات لأسرهن.

أخبار الأمم المتحدة: في أحد خطاباته وجه الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا نداء لوقف إطلاق النار يتجاوز ساحات القتال التقليدية ليشمل أيضا "المنازل وأماكن العمل والمدارس ووسائل النقل العام، حيث تواجه النساء والفتيات جائحة العنف." ما الذي يقوم به صندوق الأمم المتحدة للسكان في الميدان للتوعية حيال هذه المسألة الهامة؟

الدكتورة ديما النائب: من صلب مهام صندوق الأمم المتحدة للسكان وأهم أولوياته هي مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي بكافة أشكاله وممارساته سواء كان ما قبل الأزمة أو خلال الأزمة السورية. مازال الصندوق يقدم مجموعة من الخدمات ويدعم مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتسليط الضوء على مظاهر العنف الاجتماعي الحديثة أو التي كانت شائعة، وتقديم الدعم لكافة الجهات التي تعمل على مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي سواء كانت حكومية أو غير حكومية، ونشر التوعية وثقافة مناهضة العنف بما في ذلك التدريبات والورشات، واستخدام وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه رسائل توعية عبر شبكات الشباب المجتمعية وذلك للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

لا شك أن الأزمة أدت إلى زيادة مظاهر العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة على الفتيات والنساء، وأدت إلى الاستغلال الجنسي رغم أننا نعيش في بلد محافظ، لكن هذا الشيء حدث نتيجة ظروف وضغوطات معينة. لذلك يركز الصندوق كثيرا على كافة الفئات التي تعمل على مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، ودعم وكالات الأمم المتحدة، وإلغاء كافة أنواع العنف القائم على النوع الاجتماعي -العنف المنزلي، العنف ضمن المدارس، وضمن أماكن العمل، التمييز ما بين المرأة والرجل، دعم اتجاه المساواة ما بين المرأة والرجل.

هناك شيء خاص يختص به الصندوق حاليا ضمن الأزمة وهو التركيز على فئة الشباب واستخدام المنصات الشبابية لتغيير الواقع والأفكار المغلوطة التي انتشرت بسبب الأزمة ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة وأن الشباب هم الفئة التي ستصنع القرار في المستقبل والقادرة على تغيير المفاهيم الخاطئة والمغلوطة ضد المرأة بحيث نصل إلى مجتمع لا يحتوي على أي شكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي خاصة ضد النساء والفتيات السوريات. 

أخبار الأمم المتحدة: خلال زياراتك الميدانية إلى المخيمات والأحياء المتأثرة بالصراع في سوريا، ماذا يقول لك الناس عن احتياجاتهم الأكثر إلحاحا اليوم؟ وماذا يطلبون؟

الدكتورة ديما النائب: بالنسبة للمخيمات وإذا تكلمنا بشكل عام، الاحتياجات كبيرة في سوريا. احتياجات الفتيات والنساء كبيرة جدا بسبب استمرار الأزمة. نحن نتكلم عن أزمة مستمرة منذ عشر سنوات. هذا ما يؤدي إلى بروز مشاكل جديدة لا سيما فيما يخص حماية المرأة، وحقها بالعيش بكرامة، وحماية الفتيات من الزواج القسري، والزواج المبكر.

هناك مجموعة عناصر ظهرت خلال السنوات العشر الماضية ومازالت تتفاقم بسبب تدهور الأوضاع واستمرار الأزمة. بشكل عام، إذا كنّا لنلخص الاحتياجات التي تطلبها السيدات بالذات في المخيمات -والمخيمات هي نقاط ساخنة وفيها تكدس سكاني- فأكثر شيء يمكن أن يُطلب خلال زيارتنا واحتكاكنا مع السيدات هو الخدمات المنقذة للحياة.

للأسف، الناس يأتون أصلا من مناطق ظروفها صعبة، وظروف المخيمات صعبة كثيرا أيضا – مخيم الهول هو من المخيمات المشهورة عالميا بسبب كثافته السكانية، والظروف الصعبة التي يعاني منها النازحون في الموقع. إذا الشيء الذي يطلب في المخيمات هو الخدمات الأساسية المنقذة للحياة لا سيما خدمات الصحة الإنجابية، الصحة الجنسية، والدعم.

إذا انتقلنا إلى الأماكن الأكثر استقرارا، تطلب سيدات كثيرات مساحات آمنة وأسواقا آمنة لتصريف البضائع أو المنتجات التي تعلمن تصنيعها في المساحات الآمنة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويدعم الصندوق بعض نشاطات التدريب المهني وتمكين المرأة وتأمين دخل خاص لها لإعالة أسرتها. فأحد المطالب التي تتكرر دائما هي أسواق آمنة لحمايتهن- سواء حماية جسدية أو حماية من الاستغلال المادي والجنسي خلال تصريف بضائعهن.

وفئة الشباب التي يهتم بها أيضا صندوق الأمم المتحدة للسكان لديها مطلب تأمين مساحات آمنة وصديقة للشباب لهدفين أساسيين: فهم بحاجة إلى تطوير أنفسهم ومواكبة العصر ومواكبة الدول الأخرى إذ إن العديد من المهارات محجوبة عنهم بسبب الأزمة. السبب الثاني هو تأمين بيئة آمنة محمية من عناصر الانحراف التي صارت موجودة بسبب الأزمة مثل الإدمان وغيره. وهذا ما يطلبه الشباب سواء من الذكور أو الإناث.

الشيء الذي أتذكره أيضا أن الفتيات خلال جولات التوعية وتسليط الضوء على مظاهر العنف القائم على النوع الاجتماعي -مثلا عندما نتكلم عن أضرار الزواج المبكر الصحية والنفسية وعن المستقبل وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأضرار على دراسة الفتاة، إلى آخره- تقول لنا الصبايا إنه يجب أن تتوجهوا بهذه التوعية إلى آبائنا وإخواننا الذكور لأنهم في مجتمعنا هم من يصنعون القرار. فهذا مطلب يتكرر كثيرا لدى الصبايا والفتيات اليافعات في سوريا أي توجيه الرسائل التوعوية، بالذات في الأمور المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى الآباء والإخوة الذكور.

أخبار الأمم المتحدة: دكتورة ديما عبر تلك الزيارات التي تحدثت عنها للتو في جميع أنحاء سوريا، لابد وأنك صادفتِ أناسا عاشوا قصصا فريدة. ما أهم قصة أو تجربة شهدتيها وأثرت بك كثيرا؟

الدكتورة ديما النائب: للأسف هناك الكثير من القصص المؤلمة شهدناها خلال الأزمة وخلال زياراتنا واحتكاكنا مع الناس. وأيضا هناك قصص مشجعة. هناك أناس مرّوا بظروف صعبة واستطاعوا تجاوزها.

إحدى القصص العالقة في ذهني وذاكرتي بشكل قوي جدا هي قصة السيدة سارة. السيدة سارة هي امرأة ترددت على إحدى المساحات الآمنة التي يوفر فيها صندوق الأمم المتحدة للسكان خدمة التدريب المهني لتمكين المرأة من إنتاج منتج معين وبيعه في السوق لتأمين الدخل. السيدة سارة، عندما تعرفت عليها، وهي أم لخمسة أطفال، كانت تبلغ من العمر 45 عاما. قصتها كانت مؤلمة. تيتمت وهي طفلة، توفيت والدتها عندما كانت تبلغ من العمر 5 سنوات. تزوج والدها وعانت من عنف أسري من زوجة الأب. إضافة إلى أن والدها زوجها بعمر 13 سنة. لم تنته القصة عند زواج مبكر. فعندما تزوجت تعرضت إلى تعنيف من الزوج، وتعرضت إلى تعنيف من شقيق زوجها وإلى اغتصاب متكرر. كما قلت القصة لم تتوقف هنا، فالسيدة سارة عندما تعبت كثيرا قررت اللجوء إلى والدها لكي يساعدها على التخلص من الوضع الذي تعيش فيه. عندما أخبرته، بدأ والدها باغتصابها. فأصبح لديها خوف من أن تروي قصتها وأن تطلب مساعدة من أي شخص. لأنه عندما طلبت المساعدة من والدها، أساء إليها وزاد من تعنيفها. فأصبحت سجينة وضعها.

بعد فترة عندما كبر أولادها وتغيرت الظروف قليلا، وأصبحت هناك مساحة آمنة قريبة من بيتها، حاولت اللجوء إليها لدعم نفسها اقتصاديا. فتابعت جلسات دعم نفسي، ووجدت بيئة آمنة تستطيع التحدث فيها بسرية تامة عن ظروفها. فضفضت. تسلحت بالدعم النفسي وتعلمت مهنة. حاليا، هي مستقلة، تعيش لوحدها في بيت، إذ استطاعت أن تستأجر بيتا، واستطاعت أن تأخذ بناتها الخمس وتحميهن من الوضع الذي يحيط بهن ومن المخاطر التي يعشن في ظلها.

أتذكر جملة قالتها لي وأثرت فيّ كثيرا. قالت لي أنا لن أزوج بناتي إلا بعد أن ينهين دراستهن. أريدهن أن يصبحن جميعهن طبيبات.

هذه القصة أثرت فيّ جدا، وأتذكرها دائما، وهي حافز لتأمين خدمات أكثر للنساء المعفنات بصمت.

أخبار الأمم المتحدة: شكرا ديما على هذه الشهادة. تحية لسارة ولكل النساء السوريات والنساء بشكل عام اللواتي يعانين في صمت. وتحية لمن يثابر ويستمر للتخلص من هذا الوضع القائم وأيضا تحية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يساعد هؤلاء النساء.

دكتورة ديما ما هي الرسالة التي توجهينها من خلال موقعنا الإخباري إلى من يسمعُنا من مانحين وأطراف مؤثرة في الصراع السوري؟

الدكتورة ديما النائب: يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان بالرغم من كل التحديات بتقديم الخدمات لكن الأزمة واستمرارها والتدهور الاقتصادي إضافة إلى الجائحة الحالية أثقل كاهل النساء والفتيات السوريات، وجعل احتياجاتهن في نهاية سلم الأولويات. لذلك يجب علينا جميعا أن نعمل معا على وضع كرامة المرأة وصحتها وحقها في العيش الكريم في قمة أولويات المانحين والداعمين لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

رسالة أحب أن أوجهها إلى العالم: في عام 2021 الكثير من السيدات السوريات لأسباب تتعلق بالأزمة غير قادرات على الحصول على مقومات الولادة الآمنة بالرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجي في العالم. كثير من السيدات والفتيات السوريات غير قادرات على اتخاذ قرار يتعلق بأجسادهن بسبب الاستغلال الجنسي نتيجة الوضع والتدهور الاقتصادي. لذلك من واجبنا أن نعمل معا على دعم المرأة السورية، على تمكينها، على حمايتها.

دعم نشاطات صندوق الأمم المتحدة للسكان وقدرته على العطاء من قبل المانحين والممولين هو تجسيد لالتزامهم بحقوق الإنسان، بالحقوق الإنسانية الأساسية، بالمبادئ الإنسانية، بحق المرأة بعيش حياة كريمة. يحق للمرأة السورية أن تعيش حياة كريمة وأن تصنع قرارها. لذلك نطلب من الممولين والداعمين أن يكونوا مع الصندوق لكي نُمكّن ونحمي ولا نترك أي امرأة سورية بدون مساعدة.

تنزيل

"في عام 2021، الكثير من السيدات السوريات، لأسباب تتعلق بالأزمة السورية، غير قادرات على الحصول على مقومات الولادة الآمنة بالرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجي في العالم".

​"كثير من السيدات والفتيات السوريات غير قادرات على اتخاذ قرار يتعلق بأجسادهن بسبب الاستغلال الجنسي نتيجة الوضع الراهن والتدهور الاقتصادي".

هذا ما قالته الدكتورة ديما النائب، مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في محافظة دير الزور بسوريا، في حوار خاص بمناسبة الذكرى العاشرة للصراع السوري.

ودعت الدكتورة ديما المانحين إلى دعم الصندوق من أجل إتمام مشاريعه وبرامجه في سوريا. كما وجهت نداء إلى المجتمع الدولي وجميع الفاعلين بمناسبة هذه الذكرى الأليمة، للعمل معا من أجل دعم المرأة السورية وتمكينها وحمايتها.

إلى جانب كونها طبيبة جراحة، تعمل د. ديما النائب في المجال الإنساني منذ عام 2007. وقبل وظيفتها الحالية، كانت مسؤولة الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية في شمال شرق سوريا، وقبل ذلك عملت مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وكانت الدكتورة ديما أول موظفة من موظفي صندوق الأمم المتحدة للسكان تذهب إلى دير زور في أوائل عام 2019 حيث لم يكن هناك وجود للأمم المتحدة. فأثبتت كأول امرأة وموظفة أممية في منطقة نائية أنه حتى إذا كان من الصعب الوصول إلى الموقع فالأمر ليس مستحيلا!

الأمر الذي شجع أشخاصا آخرين مؤهلين على القدوم إلى المدينة والبدء بتنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية وتحسين حياة الناس هناك.

وفي هذا الحوار الخاص الذي أجري عبر تقنية التواصل عن بعد، تلخص لنا الدكتورة ديما الوضع في الميدان بعد عشر سنوات من الصراع الدامي؛ وتتحدث عن معاناة النساء والفتيات السوريات اللواتي يتعرضن لأشكال عنف غير متناسبة.

كما تخبرنا بقصة سارة، تلك المرأة السورية التي تعد نموذجا لكثيرات شاءت الظروف أن يقعن بين فكّ الصراع وكماشة العنف المنزلي بأبشع أشكاله...

تفاصيل الحوار:

مدة الملف
17'41"
مصدر الصورة
UN Photo