منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد أهمية العملية السياسية الشاملة لتحقيق مستقبل آمن لليمنيين

الفتيات الصغيرات تلقين التطعيم ضد شلل الأطفال خلال النزاع في اليمن.
© UNICEF/Mahmoud Fahdl
الفتيات الصغيرات تلقين التطعيم ضد شلل الأطفال خلال النزاع في اليمن.

الأمم المتحدة تؤكد أهمية العملية السياسية الشاملة لتحقيق مستقبل آمن لليمنيين

السلم والأمن

أكد المبعوث الخاص لليمن هانس غروندبرغ أن العملية السياسية الشاملة الجامعة وحدها الكفيلة بصياغة شراكة سياسية جديدة وتحقيق الوعد بمستقبل آمن ومستقر اقتصاديا تعود فيه لليمن علاقاته السلمية مع جيرانه.

وقال إن الحلول الجزئية أو المؤقتة ليس بمقدورها التصدي للمصاعب والتحديات الكثيرة التي تواجه اليمن.

وعقد مجلس الأمن جلسة اليوم الأربعاء حول الوضع السياسي والإنساني في اليمن، قدم خلالها المبعوث الأممي إحاطة بشأن الجهود التي يبذلها من أجل التوصل إلى اتفاق يمكن أن ينهي النزاع بشكل مستدام.

وشدد على أهمية أن يكون استئناف العملية السياسية- بقيادة يمنية وتحت رعاية الأمم المتحدة- ركيزة أي اتفاق للمضي قدما.

وقال المبعوث الأممي إنه واصل العمل مع الأطراف اليمنية والمتحاورين الإقليميين للتوصل لوقف لإطلاق النَّار وبدء عملية سياسية، حيث التقى برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في عدن، وبالسيد مهدي المشاط من قيادة أنصار الله في صنعاء، وكذلك بمسؤولين إقليميين ويمنيين رفيعي المستوى في الرياض وأبو ظبي ومسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن العاصمة الأمريكية.

ووصف نقاشاته مع الأطراف بأنها "مشجعة"، قائلا إن جميع المتحاورين أبدوا تفهمهم لجسامة ما هو على المحك كما أبدوا الاستعداد للانخراط بشكل بنَّاء بشأن سبل للمضي قدما. ورحب بالجهود المستمرة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان في دعم دور الوساطة الأممية.

فوائد الهدنة مستمرة

وقال الممثل الخاص إن الهدنة أتاحت بيئة مواتية ونقطة بداية للبناء عليها من أجل اتخاذ الخطوات القادمة، مشيرا إلى أن الهدنة- وبعد سبعة أشهر على انقضائها- مستمرة في تقديم المنفعة لليمنيين.

لكنَّ السيد هانس غروندبرغ قال إن هشاشة الوضع العسكري، وتردي الوضع الاقتصادي والتحديات اليومية التي تواجه الشعب اليمني "تذكرنا على الدوام بالسبب الذي يجعل الوصول إلى اتفاق شامل أمرا ضروريا للغاية".

انطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء في اليمن بعد ما يقرب من ست سنوات عن توقف الرحلات الجوية.
© OSESGY/Ahmed Marii

 

تفاؤل حذر

وأشار المبعوث الأممي إلى ما وصفه بـ "التفاؤل الحذر" في خضم هذه التحديات، مسلطا الضوء على الخطوات الإضافية الإيجابية التي اتخذتها الأطراف في الأسابيع الماضية.

"فبعد إطلاق سراح 887 محتجزا الشهر الماضي- بتيسير من مكتبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر ودعم سخي من الحكومة السويسرية- أطلقت كلا من المملكة العربية السعودية وأنصار الله- سراح مزيد من المحتجزين بشكل أحادي الجانب".

وأعرب عن ثقته بأنَّ تعزز عمليات الإفراج هذه المزيد من الثقة بين الأطراف وستدعم تهيئة بيئة مواتية للحوار، داعيا الأطراف إلى مواصلة العمل مع مكتبه للوفاء بالتزاماتها بالإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النِّزاع طبقا لاتفاق ستوكهولم.

وبمناسبة الذكرى الثلاثين لليوم الدولي لحرية الصحافة- الذي تم إحياؤه قبل أسبوعين- رحب الممثل الخاص بإطلاق سراح أربعة صحفيين مؤخرا، ضمن اتفاق إطلاق سراح المحتجزين، لكنه قال إن الإعلاميين في اليمن ما زالوا يتعرضون للتهديدات والمضايقات وللاحتجاز كما يتم مصادرة مكاتبهم والممتلكات.

ودعا الأطراف للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي للإفراج الفوري عن جميع الذين لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي.

التزام بتلبية الاحتياجات الإنسانية

كذلك استمع المجلس إلى إحاطة من السيدة إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشارت فيها إلى "الآمال المعلقة" بأن تنتهي الحرب الرهيبة في اليمن، ويتم التوصل إلى اتفاق سلام مستدام كي يتمكن اليمنيون- في جميع أنحاء البلاد- من الحصول على الطعام والمأوى وأن يتمكن أبناؤهم من الذهاب إلى المدرسة أو اللعب في الخارج دون خوف من الإصابة بالألغام الأرضية.

وقالت إن الوصول إلى الخدمات الأساسية والسلامة والأمن لا يزال بعيد المنال بالنسبة لملايين الأشخاص. "لكن المجتمع الإنساني لا يزال ملتزما تماما ببذل كل ما في وسعه لتلبية هذه الاحتياجات الإنسانية وغيرها في اليمن".

وأوضحت أن وكالات الإغاثة تمكنت- حتى الآن من هذا العام- من إيصال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 11 مليون شخص شهريا، بالتعاون مع مئات المنظمات الدولية غير الحكومية والمنظمات اليمنية المحلية.

ولكن برغم ذلك، لا يزال هناك عاملان حاسمان يحدان من قدرة الأمم المتحدة على الوصول إلى الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة.

أولا، الوصول: لا يزال العاملون في المجال الإنساني يواجهون عقبات مزمنة في الوصول، ولا سيما في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع للحوثيين.

وذكّرت السيدة وسورنو جميع الأطراف، مرة أخرى، بالتزامها بتسهيل المرور السريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

ثانيا، التمويل: لا يزال حوالي 80 في المائة من النداء الإنساني لليمن غير ممول بعد مضي خمسة أشهر من العام الحالي وعلى الرغم من سخاء العديد من المانحين.

وحذرت السيدة إديم وسورنو من أن هذا "النقص يهدد بشكل متزايد قدرتنا على توفير المساعدة المنقذة للحياة وسبل العيش".

أخبار سارة

أكدت إديم وسورنو الحاجة أيضا إلى مزيد من التمويل لعملية تحويل النفط من الناقلة صافر إلى ناقلة بديلة بتنسيق من الأمم المتحدة.

ورحبت بفعالية إعلان التعهدات التي استضافتهما المملكة المتحدة وهولندا في 4 أيار/مايو، والتي تم خلالها جمع 8 ملايين دولار إضافية.

وأعربت عن أملها في أن يتم تقديم مزيد من التعهدات لسد فجوة التمويل المتبقية وضمان تمويل العملية بالكامل.

وفي خبر سار، أعلنت السيد أوسورنو وصول السفينة البديلة لخزان صافر إلى جيبوتي في 7 أيار/مايو ومن المتوقع أن تبدأ العملية قبل نهاية الشهر الحالي.

الناقلة نوتيكا في طريقها إلى البحر الأحمر لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة صافر المتهالكة الراسية قبالة ساحل الحديدة اليمني.
UNDP

 

جهود التعافي في اليمن

بينما يبذل المجتمع الإنساني كل ما في وسعه لإنقاذ الأرواح، شددت المسؤولة الأممية على ضرورة تعزيز قدرة اليمن على التعافي.

وقالت إن الأمم المتحدة تعمل على وضع إطار اقتصادي منقح يعالج الدوافع الاقتصادية الأوسع للحاجة الإنسانية في اليمن.

وأشارت إلى أن المجتمع الإنساني يدعم هذه الجهود من خلال الاستثمار في مجالين رئيسيين: الأعمال المتعلقة بالألغام والنتائج المستدامة للمجتمعات النازحة والعائدين.