منظور عالمي قصص إنسانية

جدري القردة لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة

طبيب يعمل في عيادة للصحة الجنسية في لشبونة، البرتغال ، ينظر إلى صورة مريض مصاب بجدرى القردة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به.
© WHO/Khaled Mostafa
طبيب يعمل في عيادة للصحة الجنسية في لشبونة، البرتغال ، ينظر إلى صورة مريض مصاب بجدرى القردة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به.

جدري القردة لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة

الصحة

أعلن مدير منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس أن فيروس جدري القردة الذي تفشى منذ حوالي عام لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.

ويأتي هذا الإعلان بعد يوم من نصيحة تلقاها الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس من لجنة الطوارئ الخاصة باللوائح الصحية الدولية بهذا الشأن.

ولكن الدكتور تيدروس حذر من أن هذا الإعلان- ومثلما هو الحال مع كوفيد-19- لا يعني أن العمل قد انتهى، منبها إلى أن جدري القردة لا يزال يفرض تحديات كبيرة على الصحة العامة التي تحتاج إلى استجابة قوية واستباقية ومستدامة، على حد تعبيره.

وأفاد بتسجيل أكثر من 87 حالة إصابة بالمرض و140 حالة وفاة من 111 دولة حول العالم.

ماذا تعرف عن جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض يسببه فيروس جدري القردة. ويمكن أن يتسبب في حدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم للغدد الليمفاوية وحمى. ويتعافى معظم الناس منه تماما، في غضون أسابيع قليلة، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد.

ينتشر المرض بطرق عدة من بينها مخالطة المصابين، عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي، أو ملامسة الحيوانات المصابة لدى صيدها أو سلخها أو طهيها.

وقد انتشر المرض بسرعة في تموز/يوليو الماضي، لكن الدكتور تيدروس قال إن منظمة الصحة العالمية شعرت بالتفاؤل إزاء الاستجابة السريعة للبلدان. وأضاف:

"نرى الآن تقدما كبيرا في السيطرة على تفشي المرض بناء على الدروس المستقاة من فيروس نقص المناعة البشرية والعمل بشكل وثيق مع المجتمعات الأكثر تضررا".

شاب يظهر على يديه تفشي جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية
CDC

 

انخفاض حالات الإصابة بنسبة 90%

انخفضت الحالات التي تم تسجيلها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنسبة 90 في المائة، مقارنة مع الأشهر الثلاثة التي سبقتها.

وأشاد الدكتور تيدروس بعمل المجموعات المجتمعية، وسلطات الصحة العامة، قائلا إن عملهم كان "حاسما لإبلاغ الناس بمخاطر المرض، وتشجيع ودعم تغيير السلوك، ومناصرة إيصال الاختبارات واللقاحات والعلاجات لتكون في متناول الناس الأكثر احتياجا".

وتركزت حالات الإصابة بالفيروس بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وخاصة أولئك الذين يمارسون الجنس مع أكثر من شريك.

خطر خاص يتهدد مرضى الإيدز

وعلى الرغم من أن وصمة العار كانت مصدر قلق رئيسيا بشأن إدارة جدري القردة- ولا تزال تعيق الوصول إلى الرعاية، إلا أن الدكتور تيدروس أعرب عن امتنانه لعدم حدوث ردة فعل عنيفة ضد المجتمعات الأكثر تضررا.

وعلى الرغم من الاتجاه التنازلي في عدد الحالات، لكن الفيروس مستمر في التأثير على جميع المناطق، بما في ذلك أفريقيا، حيث "لا يزال انتقال العدوى غير مفهوم بشكل جيد".

ولفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الانتباه إلى الخطر الخاص الذي يتهدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج، وحث البلدان على الاستمرار في توفير القدرة على الاختبار والاستعداد للاستجابة السريعة إذا ارتفعت الحالات مرة أخرى.

"يُوصى بدمج الوقاية من الجدري ورعايته في البرامج الصحية الحالية، للسماح باستمرار الوصول إلى الرعاية، والاستجابة السريعة لمعالجة حالات تفشي المرض مستقبلا".

ستواصل منظمة الصحة العالمية العمل من أجل دعم الوصول إلى التدابير المضادة مع توفر المزيد من المعلومات حول فعالية التدخلات.

احترسوا من عودة ظهور كوفيد وجدري القردة

وبرغم الإعلان عن انتهاء حالتي الطوارئ الخاصتين بمرضي جدري القردة وكوفيد-19 إلا أن الدكتور تيدروس حذر من أن خطر عودة ظهور موجات المرضين لا يزال قائما.

وأضاف أن كلا الفيروسين يستمران في الانتشار وكلاهما يستمر في القتل.

وبينما انتهت حالتا طوارئ تتعلقان بالصحة العامة خلال الأسبوع الماضي، تواصل منظمة الصحة العالمية كل يوم الاستجابة لأكثر من 50 حالة طوارئ على مستوى العالم.

التطعيم ضد كوفيد-19 من أبرزالأدوات المهمة في مكافحة الجائحة.
© UNICEF/Sandeep Biswas

 

تحديات وفرص

وأشار الدكتور تيدروس إلى أن هناك العديد من التحديات المقبلة، وأيضا الفرص غير المسبوقة بالتزامن مع اقتراب موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية القادمة وثلاثة اجتماعات رفيعة المستوى حول الاستعداد لمواجهة الجوائح والسل والتغطية الصحية الشاملة.

وأفاد بإمكانية تحقيق فوائد حقيقية للأجيال القادمة، إذا تم تقديم التزامات حقيقية، مشيرا إلى أن كل اجتماع من الاجتماعات الثلاثة سيمثل فرصة لتحفيز الالتزام السياسي لدفع التقدم وتوليد إجراءات ملموسة وموارد مالية.

"للاستثمار في توسيع نطاق الوصول إلى الوقاية والاختبار والعلاج واللقاحات والأبحاث الخاصة بمرض السل؛ لتقوية دفاعات العالم ضد الأوبئة؛ ولتعزيز النظم الصحية، وخاصة الرعاية الصحية الأولية، حتى لا يفوت أي شخص الرعاية التي يحتاجها بسبب هويته أو مكان إقامته أو مقدار ما يكسبه من أجر".