منظور عالمي قصص إنسانية

بمبادرة من المغرب، الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي لشجرة الأرگان الداعمة للتنمية والتنوع البيولوجي

شجرة الأركان. وجدت المجتمعات المحلية سبلًا ذكية لزراعة هذه الأراضي القاحلة المتسمة بندرة المياه، والحفاظ على المياه وكسب الدخل.
©Abderrahmane Aitlhaj
شجرة الأركان. وجدت المجتمعات المحلية سبلًا ذكية لزراعة هذه الأراضي القاحلة المتسمة بندرة المياه، والحفاظ على المياه وكسب الدخل.

بمبادرة من المغرب، الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي لشجرة الأرگان الداعمة للتنمية والتنوع البيولوجي

أهداف التنمية المستدامة

تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي الثالث لشجرة الأرگان من خلال التركيز على أهميتها بالنسبة للمجتمعات الريفية التي تنتجها، ولا سيما النساء الريفيات.

موضوع اليوم الدولي لهذا العام هو "التنمية الاجتماعية والاقتصادية واستدامة نظام الأرگان البيئي"، ويهدف إلى تسليط الضوء على دور الأرگان في تعزيز المجتمعات المرنة، والمساهمة في الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ، هذا بالإضافة إلى تمكين المرأة الريفية من خلال دعم وتعزيز التعاونيات والمنظمات الزراعية.

حول اليوم الدولي

في آذار /مارس 2021، اعتمدت الجمعية العامة قراراً أعلنت فيه يوم 10 أيار / مايو يوماً دولياً لشجرة الأرگان. تم تقديم القرار من قبل المغرب وبرعاية مشتركة من عدد كبير من الدول الأعضاء، وذلك في سياق جهود المملكة للترويج لشجرة الأرگان باعتبارها تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية ومصدراً موروثاً للتنمية المرنة والمستدامة.

في المذكرة المفاهيمية لحدث الاحتفال الذي سيقام اليوم في مقر الأمم المتحدة، قال المغرب إنه يسعى جاهداً للحفاظ على الممارسات المجتمعية وتطويرها من أجل إدارة نظام أشجار الأرگان البيئي بشكل مستدام، لا سيما في سياق إجهاد الجفاف الحاد وتغير المناخ المتزايد.

وقالت المملكة إنها تود أن تشارك العالم معرفتها لبناء المرونة وهذا النظام الإيكولوجي الرمزي الذي يحمل دراية وخبرة مفيدة لإعادة بناء التنوع البيولوجي والمساهمة في الأمن الغذائي واستعادة صلة متوازنة بين البشر والطبيعة.

شجرة متعددة الفوائد

شجرة الأرگان (أركانيا سبينوزا)، هي نوع متوطن من الأشجار الغابية يوجد في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في المغرب، وتنمو هذه الشجرة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وشجرة الأرگان هي النوع المحدد للنظام البيئي للغابات الغني بالنباتات المستوطنة، الذي يُعرف بـ "ارقانيري". وهذا النظام قادر على الصمود في بيئة قاسية في ظل ندرة المياه، وخطر التعرية والتربة الفقيرة.

يتميز هذا النظام البيئي بجمال استثنائي وهو مهم ليس فقط لصون التنوع البيولوجي، ولكن أيضاً للبحث والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، نظراً لتأثيره في الغابات والزراعة وتربية الماشية.

يتم استخراج زيت الأرگان المشهور عالمياً من البذور وله استخدامات متعددة، خاصة في الطب التقليدي والتكميلي وفي صناعات الطهي ومستحضرات التجميل. يستخدم في الغالب كزيت، وخصائصه المضادة للشيخوخة تحظى بشعبية في مستحضرات التجميل، وقد أدى الطلب عليه في القطاع الغذائي إلى تحويله إلى أغلى زيت صالح للأكل في العالم.

ركيزة للتنمية المستدامة

تدعم شجرة الأرگان توليد الدخل، وتزيد من المرونة وتحسن التكيف مع المناخ، وهي تلعب دوراً مهماً للغاية في تحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة - الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

يساهم قطاع إنتاج الأرگان المستدام في التمكين الاقتصادي والشمول المالي للمجتمعات المحلية، وخاصة النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية. كما تلعب التعاونيات دوراً أساسياً في تعزيز فرص العمل المحلية، ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في المساهمة في الأمن الغذائي والقضاء على الفقر.

كانت شجرة الأرگان الدعامة الأساسية على مدى قرون عدة للمجتمعات الريفية الأصلية من البربر والعرب، والتي طورت ثقافة وهوية محددة، وتقاسمت معارفها ومهاراتها التقليدية من خلال التعليم غير الرسمي، ولا سيما المعرفة الفريدة المرتبطة بعمل النساء في الإنتاج التقليدي لزيت الأرگان.

يذكر أن المنطقة الفريدة التي تُزرع فيها أشجار الأرگان حازت على تقدير وحماية من مختلف الكيانات الأممية. فقد حددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 1988 منطقة الإنتاج بوصفها محمية. كما أُدرجت جميع الممارسات والدرايات الفنية المتعلقة بأشجار الأرگان على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في عام 2014.

وعلاوة على ذلك، اعترفت منظمة الأغذية والزراعة في كانون الأول/ديسمبر 2018 بالنظام الزراعي والرعوي المعتمد على أشجار الأرگان في المغرب بوصفه نظاما تراثيا زراعيا ذي أهمية عالمية.