منظور عالمي قصص إنسانية

الوجبات المدرسية شبكة أمان حيوية للأطفال في ظل أزمة الغذاء العالمية

أطفال يتناولون وجبة غداء يدعمها برنامج الأغذية العالمي في مدرسة في منطقة جنوب أومو بإثيوبيا.
© WFP/Michael Tewelde
أطفال يتناولون وجبة غداء يدعمها برنامج الأغذية العالمي في مدرسة في منطقة جنوب أومو بإثيوبيا.

الوجبات المدرسية شبكة أمان حيوية للأطفال في ظل أزمة الغذاء العالمية

الصحة

قال برنامج الأغذية العالمي إن الوجبات المدرسية توفر فرصة واعدة للمساعدة في تأمين مستقبل الأطفال فيما تقر الحكومات في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد بفعاليتها لضمان حصول الأطفال الضعفاء على الطعام الذي يحتاجون إليه.

في تقرير أصدره اليوم الثلاثاء حول حالة التغذية المدرسية العالمية، قال البرنامج إن حوالي 420 مليون طفل يتلقون وجبات مدرسية وهي تعد شبكة أمان حيوية للأطفال والأسر المعرضة للخطر، خاصة في ظل أزمة الغذاء العالمية التي يواجه بسببها 345 مليون شخص الجوع الحاد.

ويشير التقرير إلى أن 75 حكومة قد انضمت الآن إلى تحالف يهدف إلى ضمان حصول كل طفل على وجبة مغذية يومية في المدرسة بحلول عام 2030، وقد ارتفع عدد الأطفال المستفيدين من هكذا برامج على مستوى العالم بمقدار 30 مليوناً عن عام 2020، ليصل إلى حوالي 41 بالمائة من جميع طلاب المدارس.

وقالت كارمن بوربانو، مديرة قسم التغذية المدرسية في برنامج الأغذية العالمي: "هذه أخبار سارة. تقوم الحكومات بوضع رفاهية الأطفال كأولوية وتستثمر في المستقبل. في الوقت الذي يصارع فيه العالم أزمة غذاء عالمية تهدد بسرقة مستقبل ملايين الأطفال، تلعب الوجبات المدرسية دوراً حيوياً. في العديد من البلدان التي نعمل فيها، قد تكون الوجبة التي يحصل عليها الطفل في المدرسة هي الوجبة الوحيدة التي يحصل عليها ذلك اليوم ".

مكافحة سوء التغذية في مخيم مانتابالا للاجئين في زامبيا
© WFP/Vincent Tremeau
مكافحة سوء التغذية في مخيم مانتابالا للاجئين في زامبيا

التفاوتات بين الدول

إلا أن التقرير سلط الضوء أيضاً على التفاوتات بين الدول الغنية، حيث يحصل 60 في المائة من أطفال المدارس على وجبات الطعام، والبلدان منخفضة الدخل حيث تصل النسبة إلى 18 في المائة فقط. ففي حين أن التعافي كان سريعاً في معظم البلدان، إلا أن عدد الأطفال الذين تلقوا تغذيتهم في المدارس في البلدان منخفضة الدخل لا يزال أقل بنسبة 4 في المائة من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19، مع تسجيل أفريقيا أكبر نسبة انخفاض. هذا على الرغم من قيام البلدان منخفضة الدخل بزيادة تمويلها المحلي للوجبات المدرسية بنحو 15 في المائة منذ عام 2020.

وشددت السيدة بوربانو على ضرورة دعم البلدان منخفضة الدخل في إيجاد طرق أكثر استدامة لإعادة بناء برامجها الوطنية، وأضافت: "إن الاستثمارات هي الأدنى حيث يحتاج الأطفال إلى الوجبات المدرسية أكثر من غيرهم".

تعبئة الباذنجان في بنغلاديش
Photo: WFP/Sayed Asif Mahmud
تعبئة الباذنجان في بنغلاديش

الفوائد الأخرى

من بين المنافع التي حددها التقرير لبرامج الوجبات جذب الأطفال، وخاصة الفتيات، للالتحاق بالمدارس، وتمكينهم من التعلم بشكل أفضل، ومساعدتهم في الحفاظ على صحة جيدة. وأشار التقرير أيضاً إلى أن مزيجاً من الصحة والتعليم يوفر للأطفال في البلدان منخفضة الدخل أفضل طريق للخروج من الفقر وسوء التغذية.

واستشهد التقرير أيضاً ببحوث تظهر أن برامج التغذية المدرسية يمكن أن يكون لها آثار مفيدة على الزراعة والتعليم والصحة والتغذية والحماية الاجتماعية، ويمكن أن تصل عوائدها إلى حوالي 9 دولارات لكل دولار يتم استثماره.

وأكد التقرير أن هذه البرامج تفيد أيضاً الاقتصادات المحلية وتدعم إنشاء أنظمة غذائية أكثر استدامة، خاصة عندما يتم ربطها بالمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة المحليين. فمقابل كل 100 ألف طفل تتم تغذيتهم من خلال برنامج الوجبات المدرسية، يتم توفير ما يقرب من 1400 وظيفة - مما خلق حوالي 4 ملايين وظيفة في 85 دولة.