منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة أممية لوقف العنف في شرق الكونغو الديمقراطية الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف

نساء يجمعن الماء في مخيم للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNHCR/Hélène Caux
نساء يجمعن الماء في مخيم للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

دعوة أممية لوقف العنف في شرق الكونغو الديمقراطية الذي أدى إلى نزوح مئات الآلاف

المهاجرون واللاجئون

كررت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوتها لجميع الجهات الفاعلة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية "لوقف العنف الذي يلحق خسائر فادحة بالسكان المدنيين".

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سالتمارش، إن الاشتباكات العنيفة بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية دفعت مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم في المنطقة.

وقد فر ما يقرب من 300 ألف شخص عبر أقاليم روتشورو وماسيسي في مقاطعة شمال كيفو في شهر شباط / فبراير وحده.

وقال المتحدث: "يواصل المدنيون دفع الثمن الدموي الباهظ للنزاع، بمن فيهم النساء والأطفال الذين نجوا بالكاد من العنف، وينامون الآن في العراء".

تعيش عائلة نازحة الآن في مخيم مؤقت في بلين سافو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNHCR/Hélène Caux
تعيش عائلة نازحة الآن في مخيم مؤقت في بلين سافو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

"أفظع الشهادات"

أدى تجدد أعمال العنف في المنطقة إلى نزوح أكثر من 800 ألف شخص على مدى العام الماضي. وقال السيد سالتمارش إن احتياجات السكان النازحين المستضعفين تتضاعف مع تدهور الأوضاع الصعبة بالفعل، كما تتهاوى الموارد في المواقع المزدحمة تحت ضغط وصول الوافدين الجدد.

وأضاف: "تلقت فرق المفوضية أفظع الشهادات عن انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المتضررة، لا سيما في منطقتي روتشورو وماسيزي، بما في ذلك القتل التعسفي والخطف والابتزاز والاغتصاب".

وقال المتحدث إن فرق المفوضية متموضعة بشكل يمكنها من تقديم الدعم النفسي والمجتمعي للتعامل مع الصدمات التي يعاني منها النازحون في المناطق التي تستطيع الوصول إليها.

وأضاف أن المفوضية السامية وشركاءها تقوم على وجه السرعة بتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية والحماية، لتلبية الاحتياجات العاجلة الناجمة عن الاكتظاظ وعدم كفاية المأوى في المواقع العشوائية، فضلاً عن محدودية الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة.

كما قامت بنقل أكثر من 14 ألف نازح إلى موقع للنازحين في بوكاغارا، الذي يبعد خمسة كيلومترات عن غوما.

توزيع مواد الإغاثة على النازحين في بلين سافو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© UNHCR/Hélène Caux
توزيع مواد الإغاثة على النازحين في بلين سافو في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

الاحتياجات تفوق الموارد

وقال السيد سالتمارش: "من المقرر إرسال المزيد من المواد الإغاثية هذا الشهر على شكل مجموعات تحتوي على بطانيات وصفائح المياه، إلا أن الاحتياجات المتزايدة تفوق الموارد المتاحة ".

وأعرب المتحدث باسم اللجنة عن قلقه العميق إزاء تقييد وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان النازحين في أجزاء من مقاطعة كيفو الشمالية، حيث تعذر الوصول إلى الطرق الرئيسية المؤدية إلى تلك المناطق المتضررة في الأشهر الأخيرة نتيجة الصراع المستمر.

وأضاف: "نكرر بقوة دعوتنا لجميع الجهات الفاعلة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لوقف العنف الذي يلحق خسائر فادحة بالسكان المدنيين".

تعتبر أزمة النزوح الداخلي في جمهورية الكونغو الديمقراطية الأكبر في أفريقيا على الإطلاق، حيث هناك ما يقرب من ستة ملايين نازح داخلي، معظمهم في شرق البلاد.

كما تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ من البلدان المجاورة، وهي واحدة من أكثر عمليات المفوضية التي تعاني من نقص التمويل على مستوى العالم.

تحتاج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى 232.6 مليون دولار أمريكي لتمويل عملياتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية لعام 2023، إلا أنها لم تتلق حتى الآن سوى 8 في المائة فقط من هذا المبلغ.