منظور عالمي قصص إنسانية
دمار واسع بالبنية التحتية في أوكرانيا بسبب الحرب

منسقة الأمم المتحدة: وصف الحالة في أوكرانيا بالأزمة يبدو ضئيلا مقارنة بالواقع اليومي على الأرض

UNOCHA/Serhii Korovayny
دمار واسع بالبنية التحتية في أوكرانيا بسبب الحرب

منسقة الأمم المتحدة: وصف الحالة في أوكرانيا بالأزمة يبدو ضئيلا مقارنة بالواقع اليومي على الأرض

السلم والأمن

يصادف يوم 24 شباط/فبراير 2023 مرور عام على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، ويظل شعب أوكرانيا صامدا بعد مضي عام على هذا الغزو. لكن المساعدات الإنسانية باتت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، وفقا للسيدة دينيس براون، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أوكرانيا.

تعمل السيدة براون- ومقرها العاصمة كييف- جنبا إلى جنب مع حوالي 20 وكالة تابعة للأمم المتحدة يبلغ عدد موظفيها نحو 2600 شخص، غالبيتهم من الأوكرانيين.

تحدثت براون مع أخبار الأمم المتحدة حول التحديات التي تواجه دعم المجتمعات في بلد يمر بحالة حرب. فيما يلي ما جاء على لسانها حول الوضع الميداني في أوكرانيا:

"كانت الظروف صعبة للغاية في أوكرانيا خلال العام الماضي وكان علينا التكيف مع بعض الظروف القاسية.

تدوي صافرات الإنذار من الغارات الجوية باستمرار، مما يعني أننا في حالة دخول وخروج مستمر من المخابئ طوال اليوم. بلغت عدد الأيام التي قضيناها في عقد الاجتماعات المختلفة- في الأشهر الـ 12 الماضية- ما يوازي أكثر من شهر هناك، بما في ذلك مع الفريق القُطري الإنساني أو مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

المنسقة الأممية المقيمة ومنسقة الشؤون دنيس براون تلتقي بطفلتين من سكان مدينة ميكولايف الواقعة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا.
UNOCHA/Saviano Abreu

 

دعم الشعب الأوكراني

أيامنا هنا متقلبة ولا يمكن التنبؤ بما تحمله. لا يوجد يوم عادي، لكن اليوم الذي أتذكره بوضوح كان العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عندما تعرض وسط مدينة كييف لغارات جوية عند الساعة 8.20 صباحا على بعد 1.2 كيلومتر فقط من مكتبي.

عندما سمعت دوي الانفجار وبدأ المكتب يهتز، قلت لنفسي: "إنها اللحظة المناسبة" للدخول إلى ذلكم المخبأ.

ينصب تركيزنا الرئيسي على دعم الشعب الأوكراني، لا سيما من خلال تسليم مواد الإغاثة. نحن نعمل بأقرب ما يمكن من خط المواجهة، الأمر الذي يتطلب تخطيطا وتنسيقا دقيقين.

أزور بانتظام المجتمعات المحلية الموجودة على خط المواجهة لأنني مصرة على انخراط موظفي الأمم المتحدة في هذه العمليات الصعبة. لدينا القدرة والخبرة والموارد.

لذلك، نقضي وقتا طويلا في أماكن مثل خيرسون، ولكن أيضا في مجتمعات مختلفة في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك.

تولد الأمل في تشرين الثاني/نوفمبر عندما استعادت الحكومة الأوكرانية السيطرة على خيرسون. وصلنا إلى هناك بعد ثلاثة أيام، وقد كان الأمر مؤثرا للغاية. كان هناك أشخاص في الشوارع يلوحون لنا بأيديهم عندما دخلنا المدينة بشاحنات مليئة بالإمدادات. لكن بعد عدة أشهر، كما رأيتم الأسبوع الماضي، تواصلت الغارات الجوية في وسط المدينة ولقي مدنيون حتفهم. قُتل متطوعون وأصيب عمال الإغاثة.

يبدو الأمر كما لو أن الحرب لن تتوقف في خيرسون. ولكن عزيمة وأمل الناس في خيرسون لن ينضبا أبدا. أخبرني الأشخاص الذين بقوا هناك أنهم لن يغادروا. هذه شهادة حقيقية على قوة وتصميم الشعب الأوكراني وقدرته على الصمود.

 

 

إعادة بناء المجتمعات

في كانون الثاني/يناير، وصلتُ إلى قرب سوليدار، وعلى جانب الطريق رأيت مجتمعات تم تدميرها بالكامل. أنا مقتنعة بأن تصميم شعب أوكرانيا سيعني أن هذه البلدات والمجتمعات ستتم إعادة بنائها بالكامل- على الرغم من أن هذا الأمر قد يستغرق وقتا طويلا. لدى الناس هنا شجاعة وتصميم كبيران على تحقيق ذلك. إنه شيء يذهلني في جميع الأماكن التي أزورها.

منذ وصولي، خصصت وقتا للتحدث مع الناس في المجتمعات التي أزورها، ولقاء المتطوعين والسلطات المحلية ورؤساء البلديات.

أعتقد أن هناك امرأتين، أتذكرهما جيدا، تترأسان بلديتي خيرسون وأوريخيف، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من خط المواجهة، في منطقة زابوريجيا.

قضيتُ هناك أقل من ثلاث ساعات وخلال ذلك الوقت أحصيت 20 غارة على الأقل في أماكن على بعد 5 إلى 10 كيلومترات من بعضها البعض، بدت سيلا من الانفجارات.

قررت رئيستا البلديتين البقاء هناك والعمل بلا توقف، وهما تعتنيان بمجتمعاتهما، وتمثلان حلقة الوصل بيننا وبين الأشخاص الذين نتواصل معهم باستمرار.

خلال تلكم الرحلة إلى المجتمعات القريبة من سوليدار، قابلت أيضا طبيبة رائعة. أخذتني إلى عيادة تديرها في منزلها بعد قصف المركز الصحي في القرية. أخبرتني كم كانت مصممة على البقاء هناك ودعم من بقوا.

هؤلاء نساء شجاعات أعتقد أنني لن أنساهن أبدا.

 

تسليم الإمدادات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية في منطقتي سوليدار ودونيتسك في أوكرانيا.
© UNOCHA

 

الاحتياجات الإنسانية

تستمر الحرب وتزداد ضراوتها، لذلك يمكننا أن نتوقع أن تستمر آثارها على السكان. هذه أزمة إنسانية، على الرغم من أن وصفها بالأزمة يبدو ضئيلا مقارنة بالواقع اليومي الذي نراه على الأرض.

هناك احتياجات كثيرة. الوضع الأكثر خطورة يقع بالقرب من خط المواجهة، حيث تمت تسوية المنازل بالأرض وتدمير العيادات الصحية. تم تدمير إحدى العيادات التي زرتها في منطقة خاركيف بعد شهر من زيارتي لها.

تحتاج هذه المجتمعات إلى كل شيء، لذلك نحن ملتزمون للغاية بتقديم مواد الإغاثة. نركز بشكل كبير على الصدمات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال بشكل خاص، ولكن العناية بهؤلاء الأطفال تصبح أكثر صعوبة كلما اقتربنا من خط المواجهة.

خط المواجهة

بإمكاننا الوصول إلى جميع الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، ولكن وصولنا إلى أنحاء مناطق خط المواجهة محدود للغاية. لم تتمكن أي قوافل إنسانية من العبور بين المنطقتين، منذ شباط/فبراير 2022.

نطلب من وزارتي الدفاع في أوكرانيا وروسيا منحنا هذا الوصول بشكل منتظم، وبينما نتلقى باستمرار ردا إيجابيا من الجانب الأوكراني، لم نتلق بعد ردا مماثلا من الجانب الروسي.

من الضروري أن نتمكن من الوصول إلى خط المواجهة. سنكون قادرين على الذهاب غدا إذا حصلنا على الضوء الأخضر، ولكن هناك حاجة إلى ضمانات السلامة. من الضروري والعاجل للغاية إرسال الإمدادات ومساعدة الأشخاص الذين يعيشون على الجانب الآخر من خط المواجهة، والذين يمرون بوضع يائس.

المعاناة مستمرة- وإلى حين انتهاء الحرب، علينا أن نواصل دعم شعب أوكرانيا، الذي يعاني من الفظائع الناجمة عن الغزو".