منظور عالمي قصص إنسانية

ترقب دولي لمزيد من الإعفاءات لقيود طالبان على النساء والفتيات

ممرضة تقف في جناح حديثي الولادة في مستشفى في غارديز، أفغانستان.
© UNICEF/Mihalis Gripiotis
ممرضة تقف في جناح حديثي الولادة في مستشفى في غارديز، أفغانستان.

ترقب دولي لمزيد من الإعفاءات لقيود طالبان على النساء والفتيات

المساعدات الإنسانية

بعد زيارته لأفغانستان، أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة أن النساء يلعبن دورا محوريا في تقديم المساعدات ودعا مع عدد من مسؤولي المنظمات الدولية إلى عدم استبعادهن من العمل الإنساني.

وردا على سؤال بشأن الإرشادات المتوقع أن تصدرها طالبان بشأن السماح للنساء بالعمل في عمليات الإغاثة في أفغانستان، قال مارتن غريفيثس "فلننتظر لنرى ما إذا كانت تلك الإرشادات ستصدر وهل ستكون مفيدة، وما المساحة التي ستتيحها للدور الأساسي والمركزي الذي تقوم به النساء في العمل الإنساني".

جاءت تصريحات وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في مؤتمر صحفي في نيويورك، عقده مع ممثلي منظمة كير الدولية، واليونيسف، ومنظمة أنقذوا الطفولة، بعد زيارة مشتركة قاموا بها لأفغانستان.

واستغرقت زيارة الوفد للعاصمة كابول، الأسبوع الماضي، أربعة أيام التقوا خلالها ممثلي المنظمات الإنسانية وفريق الأمم المتحدة وبعثتها السياسية المعروفة باسم يوناما.

كما اجتمع الوفد مع سلطات طالبان، حيث التقوا تسعة من قادة طالبان من بينهم القائمون بأعمال وزراء الخارجية والاقتصاد والداخلية والنائب الأول والثاني لرئيس الوزراء.

مؤتمر صحفي مشترك حول الوضع الإنساني في أفغانستان والقيود المفروضة على عمل النساء في مجال الإغاثة
UN Photo/Loey Felipe

وأشار المسؤول الأممي إلى المرسوم الصادر في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الذي يمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية، وتصريح وزير الصحة بعد ذلك بعدة أيام بأن المرسوم لا ينطبق على القطاع الصحي وذلك من أجل السماح للنساء بمواصلة عملهن في هذا القطاع.

وقال إن ذلك سبق استثناء آخر في القطاع التعليمي ركز بشكل خاص على التعليم الابتدائي إذ توجد مراسيم تمنع الفتيات والنساء من الاستفادة من التعليم في مختلف المستويات.

وأثناء لقاءات الوفد مع مسؤولي طالبان، قال غريفيثس إن الوفد أعرب عن القلق البالغ بشأن هذه المراسيم وقال إن عدم إلغائها يتطلب توسيع الاستثناءات لتشمل كل جوانب العمل الإنساني.

وأضاف "أعربنا عن معارضتنا للحظر (المفروض على النساء) وأبدينا الأمل في إلغائه. وفي حال عدم إلغائه، طلبنا أن تشمل الاستثناءات المتعلقة بدور وعمل النساء مزيدا من القطاعات. وفي كل الاجتماعات قيل لنا إن هذه التدابير ستُقدم بالفعل. وسُئلنا أن نتحلى بالصبر، ولم تكن هذه هي المرة الأولى (التي يُوجه لي فيها هذا الطلب) خلال تجربتي في العمل مع طالبان خلال عقدين أو ثلاثة من الزمن".

عمل منقذ للحياة

وعبر دائرة اتصال مغلقة من كابول، تحدثت صوفيا سبريكمان الأمينة العامة لمنظمة كير الدولية مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك أن تقييد عمل المنظمات غير الحكومية عبر منع النساء من تقديم الدعم المنقذ للحياة، سيؤدي إلى وقوع خسارة في الأرواح.

وقالت إن مجتمع العمل الإنساني يسعى إلى الحصول على مزيد من الإعفاءات للقطاعات الأخرى، بالإضافة إلى ما صدر بشأن قطاعي الصحة والتعليم، كي تتمكن المنظمات المحلية والدولية من مواصلة عملها المنقذ للحياة بشكل لا يتسم بالتمييز.

حرمان من التعليم

عمر عبادي مدير البرامج بمنظمة اليونيسف، الذي شارك في المؤتمر، قال إن أكثر من مليون فتاة من المفترض أن تكون بالمرحلة الدراسية الثانوية، حُرمت من فرص التعلم على مدى ثلاث سنوات، أولا بسبب جائحة كوفيد-19، ثم بسبب الحظر المفروض على التحاق الفتيات بالتعليم الثانوي منذ سبتمبر/أيلول 2021.

وشاركت في المؤتمر الصحفي أيضا جانتي سوريبتو رئيسة منظمة أنقذوا الطفولة، التي شددت على ضرورة أن تكون الإعفاءات ذات مصداقية. وأشارت إلى أن النساء في بعض المقاطعات يُمنعن من العودة إلى عملهن لأن السلطات المحلية لم تتلق المراسلات بشأن الإعفاء أو لعدم موافقتها عليه.

وتواجه أفغانستان أزمة إنسانية غير مسبوقة في ظل مخاطر حقيقية بوقوع كارثة على الصعيد الإنساني.