منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: الأمين العام يؤكد ضرورة الاستثمار في التعافي المرن لمنع الأزمة الحالية من التحول إلى فقر وجوع وعوز بالنسبة لملايين الأوكرانيين

عائلات تغادر من زابوريزهزهيا إلى مناطق أخرى من أوكرانيا، في أيلول/سبتمبر 2022.
UNOCHA/Matteo Minasi
عائلات تغادر من زابوريزهزهيا إلى مناطق أخرى من أوكرانيا، في أيلول/سبتمبر 2022.

أوكرانيا: الأمين العام يؤكد ضرورة الاستثمار في التعافي المرن لمنع الأزمة الحالية من التحول إلى فقر وجوع وعوز بالنسبة لملايين الأوكرانيين

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الحرب في أوكرانيا "كابوس إنساني لا هوادة فيه" ويزداد سوءاً مع مرور الأيام وانخفاض درجات الحرارة.

هذا ما جاء في رسالته المسجلة إلى المؤتمر الدولي للمانحين من أجل أوكرانيا الذي عقد اليوم الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس.

وقال السيد غوتيريش إن المدنيين يدفعون ثمناً باهظاً بشكل خاص خلال فصل الشتاء، وخاصة الأشخاص الذين يعيشون على الخطوط الأمامية، وأولئك الذين انقطعت عنهم التدفئة والمياه والخدمات الأساسية الأخرى. وأشار إلى أن جميع المحطات الرئيسية لتوليد الطاقة وأنظمة نقل الكهرباء في أوكرانيا "تكبدت أضرارا بسبب القصف الروسي"، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرة ملايين مستهلك، بما في ذلك العائلات والشركات والمستشفيات والمدارس.

"قطرة في المحيط"

سلط الأمين العام الضوء على جهود العاملين في المجال الإنساني على الأرض الذين وصلوا إلى أكثر من 630 ألف مدني بمساعدات مباشرة لمواجهة فصل الشتاء، ووزعوا 400 مولد كهربائي على المرافق الحيوية، لكنه شدد على أن هذه المساعدات "قطرة في المحيط"، إذ إن الدمار الشديد الذي لحق بالمنازل وسبل العيش والبنية التحتية الحيوية سوف يستغرق سنوات لإعادة بنائه.

بينما تسببت الحرب في أوكرانيا في معاناة رهيبة للأطفال وعائلاتهم ، مع اقتراب درجات الحرارة المنخفضة في الشتاء ، فإن الوضع سيصبح أكثر صعوبة.
© UNICEF/Denys Vostrikov

أشار الأمين العام إلى أن حجم الدمار في جميع أنحاء البلاد يتطلب دعماً قوياً من المجتمع الدولي يتجاوز المساعدات الإنسانية، وقال: "يجب أن نستثمر في التعافي وإعادة الإعمار المرن لأوكرانيا لمنع الأزمة الحالية من أن تتحول إلى فقر وجوع وعوز بالنسبة لملايين الأوكرانيين."

وشدد السيد غوتيريش على أن المجتمع الدولي يجب أن يعمل معاً لتهيئة الظروف لإرساء السلام بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

زيارة إلى خيرسون

Tweet URL

وفي سياق متصل، تستمر زيارة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، إلى البلاد حيث أمضى يومه الثاني في خيرسون، بعد شهر من استعادة الحكومة الأوكرانية سيطرتها عليها.

وكانت المدينة، التي لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن خط الجبهة، قد تعرضت للهجوم المستمر على مدار الشهر الماضي، وقد ألحق القصف أضراراً بالعديد من المنازل والبنى التحتية المدنية الأخرى، بما في ذلك المدارس والمنشآت الطبية، خلال الأيام القليلة الماضية، وفقا للسلطات المحلية.

التقى السيد غريفيثس اليوم بعمدة خيرسون، هالينا لوهوفا، وحاكم المنطقة، ياروسلاف يانوشفيتش، اللذين شكرا الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني على دعمهما في الوقت المناسب لسكان خيرسون.

وزار المسؤول الأممي الرفيع واحدة من 22 نقطة مرونة، وهي أماكن يستطيع الناس اللجوء إليها بحثاً عن الدفء عندما تنقطع إمدادات الكهرباء والتدفئة عن منازلهم.

وفيما بدأت الثلوج تتساقط بالفعل في البلاد، شدد السيد غريفيثس على ضرورة استمرار الدعم لمساعدة الناس على تجاوز فصل الشتاء.

يذكر أن القوافل الإنسانية كانت قد نقلت خلال الشهر الماضي المياه والطعام والأدوية والبطانيات وغيرها من المواد الأساسية إلى سكان خيرسون، بما في ذلك المولدات لضمان استمرار المستشفيات والمدارس في العمل على الرغم من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة.