منظور عالمي قصص إنسانية

خبيرتان أمميتان تؤكدان أن استخدام إسرائيل للقوة في إسكات الفلسطينيين المسالمين "هو أحد أعراض نظام الفصل العنصري، الهش الذي لا يتقبل أي شكل من أشكال النقد"

تعيش العائلات الفلسطينية على مقربة من المستوطنات في منطقة H2 في الخليل بالضفة الغربية.
© UNRWA/Kazem Abu Khalaf
تعيش العائلات الفلسطينية على مقربة من المستوطنات في منطقة H2 في الخليل بالضفة الغربية.

خبيرتان أمميتان تؤكدان أن استخدام إسرائيل للقوة في إسكات الفلسطينيين المسالمين "هو أحد أعراض نظام الفصل العنصري، الهش الذي لا يتقبل أي شكل من أشكال النقد"

حقوق الإنسان

قالت خبيرتان أمميتان* إن على إسرائيل أن ترفع "المنطقة العسكرية المغلقة" التي فرضتها على منزل المدافع الحقوقي الفلسطيني البارز عيسى عمرو فورا.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أقامت "منطقة عسكرية مغلقة" حول منزل السيد عمرو في 31 تشرين الأول / أكتوبر، بعد يوم من محاولته تقديم شكوى للشرطة حول عنف المستوطنين الإسرائيليين، ويتم تجديد الأمر يومياً بشكل شفهي.

السيد عمرو هو مدافع عن حقوق الإنسان يحظى باحترام دولي ورائد في المجتمع المدني في مجال مبادرات تعليم الشباب. وقد تدخل خبراء أمميون في السابق وطالبوا بحمايته إذ إنه يتلقى تهديدات بالقتل بانتظام من قبل المستوطنين والقوات الإسرائيلية.

مدينة الخليل في الضفة الغربية.
UN PHOTO/Video Screenshot

"إن قضية عيسى عمرو هي رمز لمجموعة معقدة من العقبات التي يواجهها المدافعون الفلسطينيون عن حقوق الإنسان الذين ينخرطون في أنشطة غير عنيفة. إن استخدام إسرائيل للقوة العسكرية لردع أو إسكات أو اضطهاد المنظمات والأفراد السلميين وغير العنفيين هو أحد أعراض نظام الفصل العنصري، الهش وغير المتسامح مع أي شكل من أشكال النقد."

جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم الخميس عن الخبيرتين، فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وماري لولور، المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان.

شباب ضد الاستيطان

يستخدم منزل عيسى عمرو في منطقة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة، أيضاً كمركز مجتمعي لمنظمة "شباب ضد الاستيطان"، وهي منظمة من المجتمع المدني الفلسطيني تسعى إلى إنهاء التوسع الاستيطاني من خلال المقاومة المدنية السلمية. وقالت الخبيرتان إن إغلاق المنزل يثير مخاوف جدية بشأن حرية تكوين الجمعيات والتجمع في الأراض الفلسطينية المحتلة.

وبحسب بيان الخبيرتين، فقد تعرض عمرو للاعتداء بالعصي والحجارة طوال شهر تشرين الأول / أكتوبر أثناء قيادته مبادرة لمساعدة العائلات الفلسطينية في موسم قطف الزيتون، وقد صرفته الشرطة بعيدا عندما حاول تقديم شكوى في 30 تشرين الأول / أكتوبر.

وأضافتا: "إسرائيل تستخدم تشريعات مكافحة الإرهاب والأوامر العسكرية لوقف وتقييد وتجريم العمل الحقوقي والإنساني المشروع، وكوسيلة للسيطرة على السكان الفلسطينيين وقمعهم. إن استهداف إسرائيل لعيسى عمرو وإغلاق المركز المجتمعي لـ " شباب ضد الاستيطان" يرقى إلى مستوى هجوم إسرائيلي أحادي الجانب على الفضاء المدني في جميع أنحاء فلسطين المحتلة."

ودعت الخبيرتان إسرائيل مجدداً إلى وقف الهجمات على منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان الفلسطينيين.

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.