منظور عالمي قصص إنسانية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو ترسلان بذورا إلى الفضاء لصون الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ

(من الأرشيف) منظر للأرض من محطة الفضاء الدولية خلال مهمة ألفا.
ESA/NASA/T. Pesquet
(من الأرشيف) منظر للأرض من محطة الفضاء الدولية خلال مهمة ألفا.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو ترسلان بذورا إلى الفضاء لصون الأمن الغذائي والتكيف مع تغير المناخ

المناخ والبيئة

أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بذورا إلى الفضاء اليوم الاثنين ضمن جهودهما المشتركة لتطوير محاصيل جديدة قادرة على التكيّف مع ويلات تغيّر المناخ هنا على كوكب الأرض.

تسافر البذور من معامل الزراعة والتكنولوجيا الحيوية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الفاو إلى محطة الفضاء الدولية في الوقت الذي يجتمع فيه القادة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP27 في شرم الشيخ لمناقشة التحديات البيئية الملحة، بما في ذلك التأثير الكبير لأزمة المناخ على أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية في العالم.

Tweet URL

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل ماريانو غروسي: "تظهر لنا العلوم النووية مرة أخرى قدرتها الاستثنائية على التصدي لتغير المناخ".

وأعرب عن أمله في أن تحقق هذه التجربة اختراقا: "نتائج نتشاركها بحرية مع العلماء ومحاصيل جديدة تساعد المزارعين على التكيّف مع تغيّر المناخ وتعزز الإمدادات الغذائية."

من جانبه قال شو دونيو، مدير عام منظمة الفاو: "يحتاج ملايين المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في العالم بشكل عاجل إلى بذور قادرة على الصمود وعالية الجودة تتكيف مع ظروف الزراعة الصعبة بشكل متزايد."

وأضاف أن العلوم المبتكرة مثل "الاستيلاد الفضائي" لأنواع المحاصيل المحسنة يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق "لمستقبل أكثر إشراقا لإنتاجٍ أفضل وتغذيةٍ أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل."

تعريض البذور للظروف في الفضاء

سيتم تعريض بذور نبات الأرابيدوبسيس، وهو نبات شائع الاستخدام في التجارب الجينية نظرا لخصائصه الفريدة، والذرة البيضاء - وهي حبوب مغذية تستخدم في أغذية البشر وعلف الحيوانات - والإيثانول، للظروف السائدة في الفضاء داخل محطة الفضاء الدولية وخارجها لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، وستتعرض للجاذبية الصغرى في المقام الأول - أي مزيج معقّد من الإشعاع الكوني ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية.

وعند إعادتها إلى الأرض، سيقوم العلماء في المركز المشترك بين الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية بزراعتها وفحصها بحثا عن سمات مفيدة لفهم طفرات بذور النباتات المستحثّة فضائيا بشكل أفضل – وهي تقنية تُعرف أيضا باسم الطفرات الفضائية – وتحديد أصناف جديدة قادرة على التكيّف مع الظروف الأرضية المتغيّرة المرتبطة بتغيّر المناخ.

النبتة زينيا تطفو داخل مختبر ديستني الأمريكي على متن محطة الفضاء الدولية، والتي كانت جزءا من تجربة المحاصيل المزهرة التي بدأت في 16 نوفمبر 2015 من قبل رائد الفضاء كايل ليندجرن
NASA/Johnson
النبتة زينيا تطفو داخل مختبر ديستني الأمريكي على متن محطة الفضاء الدولية، والتي كانت جزءا من تجربة المحاصيل المزهرة التي بدأت في 16 نوفمبر 2015 من قبل رائد الفضاء كايل ليندجرن

وفقا للتقرير الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ بشأن تغيّر المناخ والأراضي، فإن استقرار الإمدادات الغذائية في العالم سينخفض في المستقبل مما يؤثر بشدة على الأشخاص الأكثر ضعفا.

ويمكن أن تساعد أنواع المحاصيل الجديدة من الفضاء المزارعين وصنّاع القرار الذين يحتاجون إلى إجراء تغييرات واستثمارات كبيرة في التكيّف مع تغيّر المناخ، للحفاظ على إنتاجية الغذاء وجودته.

تجربة هي الأولى من نوعها

تستند التجربة الجارية إلى ما يقرب من 60 عاما من الخبرة التي يتمتع بها المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في إحداث طفرات في النباتات وبالتالي تسريع تكاثرها بمساعدة الإشعاع لتطوير أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية.

حتى الآن، فقد تم إطلاق أكثر من 3,400 نوع متحور من أكثر من 210 أنواع من النباتات رسميا للاستخدام التجاري في 70 دولة، وهي نباتات تم تطويرها باستخدام التباين الجيني المستحث والتكاثر الطفري – بما في ذلك العديد من المحاصيل الغذائية ونباتات الزينة والأشجار.

وستكون هذه التجربة الأولى من نوعها التي تُجري فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو تحليلات جينية وبيولوجية للبذور المعرّضة للطفرات الفضائية.

وفي محطة الفضاء الدولية، ستتعرض البذور لظروف فريدة لا يمكن إعادة إنتاجها في أي معمل على الأرض.

ويتمثل أحد أهداف التجربة أيضا في مقارنة هذه البذور مع تلك التي تعرّضت للإشعاع في ظروف المختبر لدراسة الحمض النووي وتأثيرات النمو.

يشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو ستنظمان حدثا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر على هامش أعمال مؤتمر المناخ COP27 لتسليط الضوء على كيفية مساهمة التخطيط المشترك لموارد الطاقة والغذاء والمياه.