منظور عالمي قصص إنسانية

اليونسكو تؤكد على الدور المهم الذي يمكن للمعلم الاضطلاع به في مكافحة العنف المدرسي والتنمّر

ناتالي (إلى اليمين) خلال ورشة عمل لمكافحة التنمر في مدرسة ثانوية في بالينكي، تشياباس.
Courtesy of Nathaly Raquel Velasco
ناتالي (إلى اليمين) خلال ورشة عمل لمكافحة التنمر في مدرسة ثانوية في بالينكي، تشياباس.

اليونسكو تؤكد على الدور المهم الذي يمكن للمعلم الاضطلاع به في مكافحة العنف المدرسي والتنمّر

الثقافة والتعليم

يّعدّ العنف المدرسي والتنمّر الإلكتروني ظاهرة لا تفتأ تشتدّ وتتفاقم، وتطال عواقبها عددا هائلا من الأطفال واليافعين، ويسفر العنف عن آثار سلبية للغاية تضرّ بالتحصيل الدراسي للتلاميذ، ناهيك عن صحتهم العقلية ونوعية حياتهم بشكل عام.
 

يُحتفل باليوم الدولي لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس ومنها التنمر الإلكتروني هذا العام تحت شعار "ليس أمام ناظريّ: دور المعلمين في منع العنف والتنمّر في المدرسة والتصدي لهما بما في ذلك التنمر الإلكتروني."

وقالت المديرة العامة لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أوردي أزولاي: "في هذا اليوم تحرص اليونسكو على تذكير جميع ضحايا التنمر بأنهم ليسوا وحدهم. المجتمع الدولي بأسره يدعمهم ويقف إلى جانبهم. لقد حان الوقت لوضع حد لهذه الآفة العالمية بشكل نهائي. حان الوقت للقيام بذلك معا."

"منبوذون في المدرسة"

بحسب اليونسكو، تعدّ احتمالات شعور الطلاب المعرّضين للتنمّر بأنهم منبوذون في المدرسة ثلاثة أضعاف احتمال شعور غيرهم من الطلاب بذلك. 

وتبلغ احتمالات غياب ضحايا التنمّر عن المدرسة ضعف احتمالات غياب سائر التلاميذ عنها. هذا ويحرز ضحايا التنمّر نتائج دراسية أسوأ من النتائج التي يحرزها أقرانهم، ويعدّون أكثر عرضة للانقطاع عن التعليم النظامي بعد إتمام التعليم الثانوي.

وقد بحثت حلقة دراسية في باريس بهذه المناسبة دور المعلمين في إيجاد فضاءات آمنة لجميع الطلاب في المدارس.

وتشير اليونسكو إلى أن المناهج الفعّالة القائمة على الأدلة لمنع العنف المدرسي والتصدي له تستخدم النموذج الشامل والذي يُعرف باسم "نهج المدرسة الكلي."

ويتضمن مثل هذا النهج الشامل مجموعة من الإجراءات التكميلية ويتطلب مشاركة مختلف أصحاب المصلحة داخل بيئة المدرسة وخارجها. ويقوم المعلمون بدور مهم ضمن هذا النموذج.

إنشاء فضاء آمن للطلاب

المعلمون أساسيون في إنشاء بيئات مدرسية وفصول دراسية آمنة جسديا ونفسيا، وتُعدّ علاقتهم بالطلاب أساسية في منع العنف المدرسي والتصدي له.

بإمكانهم أن يكونوا نموذجا للعلاقات القائمة على الرعاية والاحترام وتوجيه الطلاب في اتخاذ الإجراءات بأنفسهم من خلال المبادرات التي يرغب بها الطلاب.

المعلمون أيضا في وضع فريد للتعرف على حوادث العنف والاستجابة لها وربط الطلاب بخدمات الإحالة عند الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعلمون رابطا بين المدرسة والمجتمع من خلال علاقتهم مع أولياء الأمور. كما أن المعلمين يشكلون مصدرا مهما في جمع الأدلة وتقييم ما يصلح على مستوى المدرسة.

وتؤكد اليونسكو على حاجة المعلمين إلى التدريب والدعم للعب هذا الدور الحاسم. فقد وجد استطلاع عالمي عبر الإنترنت أجرته اليونسكو عام 2020 أن ما يقرب من نصف المعلمين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إنهم تلقوا تدريبات قليلة أو معدومة عن العنف المدرسي والتنمّر قبل أن يبدأوا بالتدريس.

وقال أكثر من الثلثين إنهم تعلموا كيفية إدارة العنف المدرسي من خلال التجربة. وأفاد ثلاثة من بين كل أربعة معلمين بأن بإمكانهم تحديد العنف الجنسي والجسدي ولكنهم أقل قدرة على التعرف على بعض أشكال العنف النفسي.

ويساعد أربعة من كل خمسة معلمين الضحايا، لكن نصفهم فقط يتعامل مع الطلاب الذين يشهدون العنف.

اليوم الدولي لمكافحة العنف والتنمر

وافقت الدول الأعضاء لدى اليونسكو على إعلان كل أول يوم خميس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر يوما دوليا لمكافحة كل أشكال العنف والتنمر في المدارس، ومنها التنمر الإلكتروني. وإنها وإذ تقوم بهذه الخطوة، إنّما تقرّ بأنّ العنف في البيئة المدرسيّة يمثّل بشتّى أشكاله انتهاكا صارخا لحق الأطفال واليافعين بالتعليم والصحة والرفاهية. ومن هنا، فإنّها تدعو جميع الدول الأعضاء لدى اليونسكو، وشركاء الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والأفراد، وغيرهم من الأطراف المعنيّة، إلى المساعدة في الترويج لهذا اليوم الدولي والاحتفال به بيُسر وبلا عقبات.