منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: ثلثا سكان البلاد يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ والصراع

نساء يمهدن طريقًا في بانتيو، جنوب السودان، حيث يعاني ثلثا البلاد حالياً من فيضانات.
© UNHCR/Charlotte Hallqvist
نساء يمهدن طريقًا في بانتيو، جنوب السودان، حيث يعاني ثلثا البلاد حالياً من فيضانات.

جنوب السودان: ثلثا سكان البلاد يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب تغير المناخ والصراع

المساعدات الإنسانية

حذرت الأمم المتحدة اليوم الخميس من أن الجوع وسوء التغذية آخذان في الارتفاع في المناطق المتضررة من الفيضانات والجفاف والنزاع في جنوب السودان، حيث من المحتمل أن تواجه بعض المجتمعات المجاعة في حال عدم استمرار المساعدة الإنسانية وتوسيع نطاق تدابير التكيف مع آثار المناخ.

يُظهر أحدث تصنيف لمراحل الأمن الغذائي المتكامل، الذي تم إصداره اليوم الخميس، أن حوالي ثلثي سكان جنوب السودان (7.76 مليون شخص) من المحتمل أن يواجهوا انعداما حادا في الأمن الغذائي خلال موسم العجاف من نيسان/أبريل إلى تموز/يوليو 2023- بينما سيعاني 1.4 مليون طفل من سوء التغذية.

وحذرت منظمتا الفاو واليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي من أن نسبة الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي وصلت أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة المستويات التي تم تسجيلها حتى أثناء النزاع في عامي 2013 و2016.

ويعزى الانخفاض في الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية إلى مزيج من العوامل المتمثلة في الصراع وسوء الظروف الاقتصادية والظواهر المناخية المتطرفة، وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود.

في الوقت نفسه، حدث انخفاض في التمويل المخصص للبرامج الإنسانية على الرغم من الارتفاع المطرد في الاحتياجات الإنسانية.

فيضانات غير مسبوقة

وحذرت ماكينا ووكر، القائمة بأعمال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان قائلة: "جنوب السودان على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ. يوما بعد يوم، تفقد العائلات منازلها وماشيتها وحقولها وأملها بسبب الطقس القاسي. بدون المساعدات الغذائية الإنسانية، سيجد ملايين آخرون أنفسهم في وضع صعب ولن يتمكنوا من توفير حتى أبسط المواد الغذائية لأسرهم".

أدت الفيضانات غير المسبوقة التي ظلت تجتاح البلاد لسنوات عديدة إلى تفاقم مستويات الجوع المرتفعة بالفعل الناجمة عن الصراع المستمر وأزمة الغذاء العالمية.

تعاني المناطق الوسطى من البلاد- والتي تعد الأكثر تضررا من الفيضانات التي استمرت لسنوات- من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي.

فتاة تخوض المياه عائدة إلى المنزل من المدرسة في ضواحي عاصمة جنوب السودان، جوبا.
© UNICEF/Bullen Chol

 

حاجة إلى استثمارات عاجلة

وأكد ميشاك مالو، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في جنوب السودان على أهمية دعم سبل العيش بهدف تسهيل اعتماد جنوب السودان على الذات في إنتاج الغذاء.

وأضاف: "نحن نعلم أن الإمكانات موجودة حيث تم إنتاج حوالي 840 ألف طن من الحبوب في عام 2021، خلال عام صعب مصحوب بآثار تغير المناخ والفيضانات والصراعات وعوامل أخرى. مع العجز الحالي في الحبوب البالغ 541 ألف طن، هناك حاجة إلى استثمارات عاجلة في سبل المعيشة الريفية لزيادة الإنتاج والاكتفاء الذاتي".

على الرغم من حدوث تحسن طفيف في الأمن الغذائي في بعض أجزاء البلاد، إلا أن أزمة التغذية في جميع أنحاء جنوب السودان تتعمق. تظهر جميع المقاطعات باستثناء واحدة تدهورا في وضعها الغذائي حتى حزيران/يونيو 2023، بما في ذلك 44 مقاطعة حيث يعتبر الوضع حرجا.

الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفا

وقال جيسبر مولر، ممثل اليونيسف في جنوب السودان بالإنابة:

 "على مدى السنوات الثلاث الماضية، أثرت الفيضانات بشكل كبير على عدد متزايد من الناس في جميع أنحاء جنوب السودان. ومن بين المتأثرين، نجد عددا متزايدا من الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وهو أمر لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله. في سبيل حماية الأطفال بشكل فعال من آثار تغير المناخ، يجب أن نضمن وصولنا إلى الأطفال الأكثر ضعفا بحزمة أساسية من تدخلات الخدمات الاجتماعية متعددة القطاعات".

امرأة تطعم طفلها في موقع للتغذية في جنوب السودان.
© WFP/Eulalia Berlanga

 

بدورها، قالت سارة بيسولو نيانتي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان:

"تقرير تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل هو نتاج شهور من جمع البيانات وتحليلها، بمشاركة من الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين. مثل هذه البيانات الجيدة ضرورية لصياغة خطط الاستجابة الإنسانية للمساعدة في تلبية احتياجات الناس في البلاد، وتظهر هذه الأرقام أن شعب جنوب السودان بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى. من الأهمية بمكان أن نتلقى التزامات من المانحين لعام 2023 حتى نتمكن من منع تدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد".

هناك حاجة ماسة إلى توفير الموارد للاستجابة الإنسانية لعام 2023 في جنوب السودان في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وإلا فلن تتمكن الوكالات من توفير المساعدة الإنسانية مسبقا في الوقت المناسب للعام المقبل، مما يترك ملايين العائلات عرضة لخطر الانزلاق إلى براثن الجوع.