منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم العالمي للمدن، الأمين العام يدعو إلى العمل مع المدن لبناء عالم يحتضن الجميع ويتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود

يعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليا في مناطق حضرية. وسيتجاوز عدد قاطنها الثلثين بحلول عام 2050.
© UN-Habitat/Kirsten Milhahn
يعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليا في مناطق حضرية. وسيتجاوز عدد قاطنها الثلثين بحلول عام 2050.

في اليوم العالمي للمدن، الأمين العام يدعو إلى العمل مع المدن لبناء عالم يحتضن الجميع ويتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود

التنمية الاقتصادية

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين إن الإجراءات التي تتخذها المدن محليا لخلق عالم مستدام سيتردد صداها عالميا، مشددا على الحاجة إلى تكثيف التقدم نحو مستقبل أكثر عدلا وإنصافا للناس والكوكب.

في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمدن، سلط الأمين العام الضوء على الدور الحاسم للمناطق الحضرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتحدد أهداف التنمية المستدامة الإجراءات والأهداف العالمية عبر 17 مجالا حاسما بما في ذلك الحد من الفقر والمساواة بين الجنسين والطاقة النظيفة.

وقال: "في يوم العالمي للمدن، فلنعقد العزم على العمل مع المدن لبناء عالم يحتضن الجميع ويتسم بالاستدامة والقدرة على الصمود".

وإن لم نقم بذلك "فإن العواقب فادحة: تصاعد الفوضى المناخية، وتزايد الفقر، وتفاقم عدم المساواة، والمزيد."

تغيير المسار الآن

وشدد الأمين العام على أنه "يجب علينا تغيير مسارنا – وبوسعنا أن نغيره".

تماشيا مع موضوع اليوم - "العمل المحلي للوصول إلى العالمية" - قال إن أهداف التنمية المستدامة "عالمية النطاق، لكن التنفيذ محلي النطاق"، مما يعني أن تنفيذها يحدث إلى حد كبير في المدن.

ويعيش أكثر من نصف سكان العالم حاليا في مناطق حضرية. وسيتجاوز عدد قاطنها الثلثين بحلول عام 2050.

كما تولد المدن أكثر من 80 في المائة من النشاط الاقتصادي العالمي، ويصدر منها أكثر من 70 في المائة من انبعاثات الكربون.

قيادة التحول "الأخضر"

وأشار الأمين العام إلى أن مدنا عديدة تقود بالفعل الانتقال إلى الطاقة المتجددة، إذ تضع أهدافا موثوقة للوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر وتنشئ بنى تحتية قادرة على الصمود أمام تغير المناخ.

ونصح قائلا: "أشجعها على العمل مع حكوماتها والمدن الشقيقة في جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات والمساعدة في زيادة الطموح".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن الإجراءات التي تتخذها المدن محليا لإقامة عالم مستدام سيتردد صداها في جميع أنحاء العالم.

علاوة على ذلك، أضاف أن "السياسات التحويلية التي تقودها المدن اليوم يمكن أن تحفز التغيير الذي من شأنه أن ينقذ الأرواح وسبل العيش في كل مكان غدا".

عودة الاحتفالات إلى شنغهاي

وتقام الاحتفالات العالمية بيوم المدن العالمي في مدينة مختلفة كل عام. استضافت شنغهاي الاحتفالات الأولى في عام 2014، وعادت الاحتفالات إلى هناك هذا العام.

شنغهاي
Unsplash/Denys Nevozhai
شنغهاي

وتعد شنغهاي أكبر مدينة في الصين، وقد بعث رئيس الدولة برسالة تهنئة قرأها سكرتير الحزب في بلدية شنغهاي، تشين جينينغ.

ومن الشخصيات البارزة الأخرى التي تحدثت في حفل الافتتاح، وزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية، ني هونغ، وعمدة حكومة بلدية شنغهاي، غونغ تشنغ.

شهر أكتوبر الحضري

اليوم العالمي للمدن، الذي يُعقد سنويا في 31 تشرين الأول/أكتوبر، يختتم شهرا من المناصرة نحو التحضر المستدام، وهو ما يعرف بـ "أكتوبر الحضري".

مثل الأمين العام، سلطت رئيسة الموئل، الوكالة الأممية التي تروج لمستقبل حضري أفضل للجميع، الضوء على سبب وجوب تسريع الدول لإجراءاتها.

وقالت السيدة ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة: "لم يتبق لدينا سوى 87 شهرا أو 380 أسبوعا أو 2600 يوم لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. أفضل طريقة للقيام بذلك هي كفالة استدامة مدننا ومجتمعاتنا. لقد حان وقت العمل الآن".

أولوية حكومية

ودعا موئل الأمم المتحدة إلى إضفاء الطابع المحلي على أهداف التنمية المستدامة منذ اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويسترشد عمل الوكالة في هذا المجال بما يسمى نهجا إقليميا قائما على الشراكة وحقوق الإنسان والحوكمة متعددة المستويات.

قال سيدهارث تشاترجي، المنسق المقيم للأمم المتحدة في الصين: "إن الأولوية بالنسبة لأي حكومة مسؤولة هي ضمان جودة الحياة لمواطنيها وجعل المدن أكثر ملاءمة للأطفال، وأكثر يسرا لوصول كبار السن إليها، وأكثر اخضرارا وودية".

أقيمت الاحتفالات العالمية باليوم العالمي للمدن 2022 شخصيا وعبر الإنترنت. تم بثها على الهواء مباشرة في مجمع الأمم المتحدة في نيروبي، كينيا- مقر موئل الأمم المتحدة.

حضر ممثلون من الصين وإريتريا وكينيا حفل نيروبي، بينما انضم أكثر من 350 شخصا من جميع أنحاء العالم إلى الحدث. وقد شاركت أكثر من اثنتي عشرة دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عبر الإنترنت من نيروبي.