منظور عالمي قصص إنسانية

إيران: خبير حقوقي يؤكد أن التحقيقات في ملابسات وفاة مهسا أميني لم تلبِ أدنى متطلبات النزاهة والاستقلالية

متظاهرون يتجمعون في مدينة سانتا مونيكا الأمريكية، بولاية كاليفورنيا، بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في إيران.
Unsplash/Craig Melville
متظاهرون يتجمعون في مدينة سانتا مونيكا الأمريكية، بولاية كاليفورنيا، بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في إيران.

إيران: خبير حقوقي يؤكد أن التحقيقات في ملابسات وفاة مهسا أميني لم تلبِ أدنى متطلبات النزاهة والاستقلالية

حقوق الإنسان

اعتبر المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية أن جينا مهسا أميني التي تنتمي للأقلية الكردية وتوفيت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في أيلول/سبتمبر ضحية لوحشية وقمع الدولة. لكنّه قال إنها ليست أول ضحية ولن تكون الأخيرة.

وفي حديثه مع الصحفيين في المقرّ الدائم بنيويورك، ركّز جافيد رحمان، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية، على ملابسات وفاة جينا مهسا أميني والمظاهرات التي أعقبت ذلك.

وقال: "ونحن نجتمع اليوم، توجد اضطرابات في إيران."

إحاطة إعلامية للسيد جاويد رحمان، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية.
UN Photo
إحاطة إعلامية للسيد جاويد رحمان، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية.

يوم أمس كان قد مرّ 40 يوما على وفاة مهسا أميني (22 عاما)، وأضاف رحمان أن الوفاة مهدّت الطريق للعديد من المظاهرات في أنحاء المدن والقرى الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران.

وقال: "يطالب المتظاهرون بالعدالة والمساءلة." وأكد أن المظاهرات تدعو إلى التغيير تحت شعار "النساء والحياة والحرية".

واعتبر أن جينا مهسا أميني التي "قُتلت في 16 أيلول/سبتمبر، ليست أول امرأة تواجه هذه العواقب الوحشية، ولن تكون الأخيرة."

وأوضح أنه تم تلقي العديد من التقارير بشأن نساء وأطفال قُتلوا على يد سلطات الدولة، "قُتل على الأقل 27 طفلا على يد سلطات الدولة منذ أن بدأت المظاهرات، والعدد الإجمالي هو 250 شخصا على الأقل."

وفي بيان صدر يوم أمس الأربعاء أدان عدد من الخبراء، من بينهم السيد رحمان، عمليات القتل والقمع التي شنتها قوات الأمن الإيرانية. وحثّوا على إجراء تحقيق شامل ومستقل ومحاسبة المسؤولين.

تجاهل الدعوات وتحقيقات غير نزيهة

وأشار رحمان إلى أنه أيضا في 22 أيلول/سبتمبر شجب قمع المتظاهرين وحثّ السلطات الإيرانية على "الوقف الفوري لاستخدام القوة المميتة وحفظ الأمن في التجمّعات السلمية" لتجنب المزيد من العنف إضافة إلى ضرورة "إجراء تحقيق مستقل وسريع ومحايد في ملابسات وفاة مهسا أميني" وعرض النتائج على العلن ومحاسبة جميع المسؤولين.

تقع على المجتمع الدولي مسؤولية التحرك والتصدي للإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران

وتابع يقول: "لم يتم تجاهل هذه الدعوات فحسب، ولكن السلطات العليا في الدولة بكل وضوح أصدرت أوامرها لقوات الأمن بقمع المتظاهرين."

وفيما يتعلق بالتحقيقات في وفاة جينا مهسا أميني، أفاد رحمان بصدور عدة تقارير عن الدولة وموظفي قسم التشريح في الدولة، وأكدت هذه التحقيقات أنه لا يوجد سوء سلوك أو مخالفة من جانب الدولة.

وقال: "تم رفض جميع هذه التصريحات من قبل أسرة مهسا أميني، وطلبت تشكيل لجنة من الأطباء المستقلين للتحقيق، وقد تم رفض الطلب."

وكما ورد، تلقت أسرة أميني تهديدات وتعرّضت لضغوط من قبل السلطات. "لهذا فمن الواضح أن ما يُسمّى بالتحقيقات في ملابسات وفاة جينا مهسا أميني أخفقت في تلبية أدنى متطلبات النزاهة والاستقلالية."

تشكيل لجنة تحقيق مستقلة

ردّا على سؤال بشأن الخطوة المقبلة، قال جافيد رحمان إنه في ظل المناخ الحالي وفي ظل غياب أي قنوات محلية لتحقيق المساءلة، "تقع على المجتمع الدولي مسؤولية التحرك والتصدي للإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران."

وأشار إلى أنه دعا إلى التشكيل الفوري لآلية مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان وصولا إلى وفاة جينا مهسا أميني، وما أعقبها من مظاهرات.

وردّا على سؤال آخر يتعلق فيما إذا كانت إيران تستهدف النساء، قال جافيد رحمان إن فرض الحجاب هو انتهاك لحقوق النساء وانتهاك لكرامة النساء الأساسية، ولهذا السبب قادت النساء والفتيات في إيران الحملة وثمّة حركة قوية من داخل إيران لمناهضة ذلك.