منظور عالمي قصص إنسانية

ميانمار: نسبة الفقر تقترب من 40% والمقرر الخاص يحث المجتمع الدولي على وضع استراتيجية منسقة لتقويض المجلس العسكري

ديلدار بيجوم، 25 عاما مع ابنتها نور كاليما، 12 عاما، وهي تدير متجراً في مخيم حكيمبارا. وقد قُتل زوجها وأطفالها الآخرون بوحشية في ميانمار.
UN Women /Allison Joyce
ديلدار بيجوم، 25 عاما مع ابنتها نور كاليما، 12 عاما، وهي تدير متجراً في مخيم حكيمبارا. وقد قُتل زوجها وأطفالها الآخرون بوحشية في ميانمار.

ميانمار: نسبة الفقر تقترب من 40% والمقرر الخاص يحث المجتمع الدولي على وضع استراتيجية منسقة لتقويض المجلس العسكري

المساعدات الإنسانية

أفادت وكالات الأمم المتحدة بزيادة في أسعار المواد الغذائية وما يحمله ذلك من آثار خطيرة على الأمن الغذائي. في الوقت نفسه، قدّم المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار، توم آندروز، إحاطة للصحفيين أطلعهم فيها على الوضع في البلاد.

وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال المتحدث الرسمي، ستيفان دوجاريك إن ارتفاع الأسعار يستمر في إجبار الناس على اعتماد آليات التكيّف السلبية والتي تشمل خفض تناول الطعام، وبيع الأصول والأنشطة غير المشروعة والتسرب من المدرسة والزواج المبكر.

ونقل دوجاريك عن برنامج الأغذية العالمي قوله إن تكلفة سلة الغذاء الأساسية في ميانمار أعلى الآن بنسبة 64 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع ارتفاع أسعار الأرز بنسبة 53 في المائة.

وفي بعض المناطق، بما في ذلك ولاية راخين، التي تواجه بالفعل الكثير من التحديات، "أبلغ زملاؤنا عن زيادة في أسعار المواد الغذائية بنسبة 110 في المائة. وارتفع متوسط سعر زيت الطهي بنسبة 137 في المائة مقارنة مع العام الماضي، ومتوسط سعر الوقود بما يقرب من 94 في المائة."

وتقدّر مستويات الفقر على الصعيد الوطني في ميانمار بنحو 40 في المائة – وتصل إلى 75 في المائة في راخين. والمدّخرات الأسرية آخذة في النضوب. وفي حين أن انعدام الأمن الغذائي هو الأعلى في مناطق النزاع في البلاد، فإنه لا يزال يؤثر على الناس في جميع أنحاء ميانمار.

وتابع دوجاريك يقول: "يؤكد فريقنا على أهمية استكمال تدخلات المساعدة الغذائية الإنسانية المستمرة وتقديم الدعم لتعزيز قدرة المجتمع على الصمود، بما في ذلك من خلال دعم سبل العيش وتعزيز الإنتاجية."

سكان يانغون يستقلون القطاع الدائري الذي يربطهم بضواحي المدينة. ميانمار.
Asian Development Bank/Lester Ledesma
سكان يانغون يستقلون القطاع الدائري الذي يربطهم بضواحي المدينة. ميانمار.

العشرات من الصحفيين في السجون

ومباشرة بعد المؤتمر الصحفي، حلّ توم آندروز، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار، ضيفا على الصحفيين في نيويورك.

وقال إنه يقسّم الأوضاع في ميانمار إلى "الأفضل والأسوأ والذي لا يمكن فهمه" وأوضح بالقول: "أعني بالأفضل القادة الرائعين في منظمات المجتمع المدني وهم شجعان ومبتكرون ويعملون في الميدان، ليس فقط لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن أيضا لإنقاذ الأرواح." 

وأضاف أن عمل الصحفيين في ميانمار محفوف بالمخاطر إذ إن العشرات من الصحفيين رهن الاعتقال الآن وكذلك جرى اعتقال أكثر من 16,000 شخص من بينهم عشرات الأطفال بمن فيهم أطفال أخذوا كرهائن للضغط على الأهالي الذين يعملون مع المعارضة لتسليم أنفسهم.

وأشار إلى أن انتقاد المجلس العسكري (جونتا/Junta) يعتبر ضد القانون في ميانمار.

إحراق قرى ومنازل

وقال إن أعضاء جونتا: "أحرقوا قرىً بأكملها، وأحرقوا أكثر من 28,000 منزل عبر البلاد، وفي تموز/يوليو الماضي أعدموا أربعة من المعتقلين السياسيين، بمن فيهم برلماني سابق. الآن يوجد 84 من السجناء السياسيين بانتظار تنفيذ حكم الإعدام." 

وأضاف أنهم أيضا قاموا بتعذيب عدد لا يحصى من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال. و150,000 من الروهينجا محاصرون داخل معسكرات اعتقال فعلية، والآن توجد أزمة غذاء تلوح في الأفق والاقتصاد ينهار إضافة إلى انهيار قطاع الرعاية الصحية، وثمّة ارتفاع كبير في سوء التغذية بين الأطفال.

انتخابات عبارة عن "مهزلة"

وتطرق إلى الانتخابات العام المقبل، وقال: "أعمل في العمل الديمقراطي في آسيا وحول العالم لعقود، ويمكنني أن أخبركم أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة إذا اعتقلتم واحتجزتم وعذبتم وأعدمتم المعارضة."

وشدد على أهمية ألا يقوم المجتمع الدولي بإضفاء أي نوع من الشرعية أو المصداقية على "هذه المهزلة" التي يحاول جونتا أن يصفها بالانتخابات العام المقبل.

وقال آندروز إنه ثمّة بضعة أمور ينبغي على المجتمع الدولي القيام بها: "يبدو لي أنه إذا لم نتمكن من الحصول على قرار قوي من مجلس الأمن يتم تمريره بدون فيتو ويفرض عقوبات وحظرا على السلاح ويؤسس مرجعية للمحكمة الجنائية الدولية – لا يمكننا الحصول على ذلك لأننا جميعا نعلم ما الذي سيحصل: (استخدام) الفيتو، فماذا بإمكاننا أن نفعل؟ هل نرفع أيدينا (نستسلم) أم نجرّب أمورا أخرى؟".

وأشار إلى أنه يحث الدول الأعضاء على تأسيس تحالف من الشعوب للوقوف إلى جانب شعب ميانمار، واستراتيجية منسقة يمكن من خلالها تحديد مواطن ضعف المجلس العسكري (جونتا) وقطع التدفق المالي له.

وقال إن بعض الأسلحة المستخدمة في الحرب على أوكرانيا هي ذاتها المستخدمة في قتل سكان ميانمار، مشيرا إلى أنها تأتي من المصدر نفسه، من روسيا. 

وردّا على سؤال يتعلق بأي دولة أخرى تمدّ المجلس العسكري (جونتا) بالسلاح، قال آندروز إن ثمة قائمة تتضمن الدول التي تنقل الأسلحة إلى ميانمار بعد الانقلاب على الرغم من معرفتها بأن الأسلحة ستستخدم لقتل الناس، والدول الثلاثة التي كانت تزود ميانمار بالأسلحة هي الصين وروسيا وصربيا، لكنه أشار إلى أن صربيا مؤخرا رفضت أن تكون على القائمة، وأعلنت أنها لن تسمح بنقل الأسلحة إلى ميانمار.