منظور عالمي قصص إنسانية

الصومال: نزوح نحو مليون شخص هذا العام فقط بسبب الجفاف ونصف مليون شخص آخر بسبب انعدام الأمن

طفل يبلغ من العمر عامين يعالج من سوء التغذية الحاد في مستشفى في الصومال.
© UNICEF/Mulugeta Ayene
طفل يبلغ من العمر عامين يعالج من سوء التغذية الحاد في مستشفى في الصومال.

الصومال: نزوح نحو مليون شخص هذا العام فقط بسبب الجفاف ونصف مليون شخص آخر بسبب انعدام الأمن

المهاجرون واللاجئون

دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إلى الإسراع في توسيع نطاق الدعم الإنساني المقدّم للصومال من أجل المساعدة في تجنّب تدهور الوضع الإنساني في البلد الذي يعاني من الجفاف.

وقد دفع الجفاف الكارثي المجتمعات إلى حافة المجاعة؛ ويعاني أكثر من 4.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء البلاد حيث تواجه منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما.

وأجبِر آلاف الأشخاص مؤخرا على الفرار من منازلهم بحثا عن الطعام والماء لأسرهم ومواشيهم.

وكان المفوض السامي غراندي في البلاد لتقييم ومناقشة حالة الطوارئ المتفاقمة، وناشد المجتمع الإنساني النهوض للمساعدة. وقال "الجوع لا ينتظر (تدفق) الموارد، ولا يستطيع النازحون انتظار الموارد. الأشخاص الذين ليس لديهم مرحاض أوعيادة ليأخذوا أطفالهم إليها لا يستطيعون انتظار الموارد. إنه أمر ملح، وهناك حاجة إليه الآن."

عدد النازحين يقترب من المليون

Tweet URL

وفقا لشبكة مراقبة الحماية والعودة التي تقودها المفوضية، فإن عدد الأشخاص النازحين بسبب الجفاف هذا العام فقط يقترب من مليون شخص، مع نزوح ما يقرب من 500,000 شخص آخر بسبب النزاع وانعدام الأمن في الصومال.

ويعيش معظم النازحين في ظروف صعبة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، مع فرص ضئيلة للغاية للعودة إلى ديارهم.

وتقول لاجئة صومالية تُدعى سودي سالاد ديري: "يمكنك أن تتخيل شخصا فقد ماشيته واضطر إلى المغادرة. مشينا لمدة يومين ونصف ثم توقف أحدهم واصطحبنا معه بمركبته على طول الطريق. هكذا وصلنا إلى هنا."

وقد عبر أكثر من 16,000 صومالي أيضا إلى دولو أدو في إثيوبيا، منذ نهاية عام 2021 حتى حزيران/يونيو 2022. ووصل ما يُقدّر بنحو 20 ألف لاجئ صومالي إلى كينيا هذا العام، هربا من مزيج معقّد من الصراع والجفاف.

منح الصومال مستقبلا أكثر تفاؤلا

وقد شددت المفوضية السامية على الحاجة إلى التعجيل بتكثيف المساعدة الإنسانية للبلد الأفريقي. وأكد غراندي على الحاجة إلى الاستثمار بمساعدة من الوكالات الإنسانية وأيضا من المؤسسات المالية من أجل "منح الصومال وشعبه مستقبلا أكثر تفاؤلا."

في وقت سابق من يوم الجمعة (21 تشرين الأول/أكتوبر)، التقى غراندي بالرئيس حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء حمزة عبدي بري، ورؤساء وكالات الأمم المتحدة الإنسانية في مقديشو لاستكشاف حلول دائمة للسكان النازحين.

كما زار المفوض السامي خلال زيارته التي استغرقت يومين العائلات النازحة في جالكعيو وسط الصومال، الذين تحدثوا عن التحديات التي يواجهونها في إعالة أطفالهم.

وزار غراندي موقعا للحلول الدائمة شمال جالكعيو، حيث تعمل المفوضية مع الحكومة والشركاء الآخرين على تزويد العائلات النازحة بالمساعدة النقدية والمواد غير الغذائية والمأوى اللائق.

وأكد غراندي على الحاجة الماسة للاستثمار في سبل العيش والصمود وتطوير البنية التحتية والتكيّف مع المناخ والحلول الدائمة لضمان قدرة المتضررين على التكيّف والازدهار في المستقبل.