منظور عالمي قصص إنسانية

لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن ستبحث في اجتماع خاص التهديد المتزايد الذي تشكله التكنولوجيا الحديثة على عالمنا

هناك قلق متزايد بشأن إساءة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قبل الإرهابيين، ولا سيما الإنترنت والتكنولوجيات الرقمية الجديدة.
© Unsplash/Philipp Katzenberger
هناك قلق متزايد بشأن إساءة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قبل الإرهابيين، ولا سيما الإنترنت والتكنولوجيات الرقمية الجديدة.

لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن ستبحث في اجتماع خاص التهديد المتزايد الذي تشكله التكنولوجيا الحديثة على عالمنا

السلم والأمن

تعقد لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن اجتماعا خاصا في مدينتي مومباي ونيودلهي الهنديتين ابتداء من يوم الجمعة. وسيركز الاجتماع على التهديد المتزايد الذي تشكله التكنولوجيا الجديدة والناشئة على عالمنا.

وهذا الاجتماع، الذي يستمر ليومين، يعد المرة الأولى التي تعقد فيها اللجنة اجتماعا خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، منذ عام 2015.

وستركز المناقشات على ثلاثة مجالات: الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؛ وتمويل شبكات الإرهاب العالمية؛ وانتشار الطائرات بدون طيار.

وتتطور هذه التقنيات الناشئة بسرعة ويتم استخدامها بشكل متزايد وأكثر انتظاماً من قبل البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لأغراض الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.

إلا أنه يتم أيضاً إساءة استخدام البرامج والأجهزة عالية التقنية من قبل الجماعات الإرهابية لتحقيق غاياتها غير الشرعية.

تكنولوجيا جديدة للإرهاب

تقود الهند لجنة مكافحة الإرهاب حتى نهاية هذا العام. وفي إفادة للصحفيين في نيويورك، قالت رئيسة اللجنة، السفيرة الهندية روشيرا كامبوج، إن الاجتماع الهام سيتناول التطورات الأخيرة وأحدث الأبحاث القائمة على الأدلة حول الإرهاب واستخدام التكنولوجيا.

السفيرة الهندية روشيرا كامبوج، رئيسة لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، خلال مؤتمر صحفي.
UN Photo/Eskinder Debebe
السفيرة الهندية روشيرا كامبوج، رئيسة لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي، خلال مؤتمر صحفي.

وقالت إنه سيجمع "ثروة من المعرفة والخبرة الواقعية حول هذا الموضوع، بمشاركة الدول الأعضاء والشركاء التشغيليين ذوي الصلة وأصحاب المصلحة الرئيسيين."

سيوفر الاجتماع منصة لتبادل الأفكار حول كيفية أن يوفر قطاع التكنولوجيا المساعدة في معالجة انتشار المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت ومكافحة الروايات الإرهابية بشكل فعال.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن يناقش الطرق والابتكارات التكنولوجية التي يستخدمها الإرهابيون البارعون في مجال التكنولوجيا لنقل الأموال، من خلال التمويل الجماعي، ومبيعات البضائع، ونداءات التبرع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الأساليب.

الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي

سيتطرق الاجتماع إلى مصدر قلق آخر وهو الاستخدام المحتمل للطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والأنظمة الجوية بدون طيار، والتكنولوجيا الحيوية الاصطناعية، لأغراض غير قانونية.

وقالت منسقة تكنولوجيا المعلومات في اللجنة، جينيفر برامليت، إن الدول الأعضاء قد اتخذت بالفعل بعض الخطوات لمعالجة قضية الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار.

وأضافت: "بالطبع، هناك مناطق حظر طيران حول المطارات والبنى التحتية الحيوية. وبالطبع، اتخذت الشركات نفسها خطوات لبناء آليات للإغلاق الجغرافي بحيث إذا تم العثور على طائرات بدون طيار تحلق في أماكن معينة، فيمكن تعطيلها تلقائيا."

وقالت إن هناك أيضاً "عدداً من المناقشات" الجارية حول كيفية بيع الطائرات بدون طيار و "من يمكنه شرائها."

الطائرات بدون طيار قادرة على مراقبة متقدمة للغاية.
© Unsplash/Peter Fogden

الاتفاق النهائي

نظراً لتعقيد القضية وتطورها السريع، من المتوقع أن يعمل الأعضاء على إعداد وثيقة نهائية توفر نظرة عامة حول كيفية استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا، بهدف دحر رواياتهم ووقف استخدامهم للتكنولوجيا.

من المرتقب أيضاً أن تدلي الدول الأعضاء بإحاطات حول التطورات الأخيرة والبحوث المتعلقة بالتهديدات وأن تتبادل أفضل الممارسات التي تتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.

كما ستتم مناقشة التدابير المشتركة التي يمكن اتخاذها من خلال التعاون الصناعي، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والاستجابات التشريعية والسياساتية والتنظيمية.

حول اللجنة

أُنشئت لجنة مكافحة الإرهاب بقرار بالإجماع من مجلس الأمن في 28 أيلول /سبتمبر 2001، في أعقاب هجمات 11 أيلول /سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، ويشارك فيها جميع أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر.

اللجنة مكلفة بمراقبة تنفيذ التدابير الرامية إلى تعزيز قدرات البلدان القانونية والمؤسسية في مجال مكافحة الإرهاب، على كل المستويات، محلياً ودولياً.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحيي ذكرى ضحايا هجمات 26/11 الإرهابية في فندق تاج محل بالاس في مومباي يوم الأربعاء خلال زيارته للهند.
UN Photo/Vinay Panjwani
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحيي ذكرى ضحايا هجمات 26/11 الإرهابية في فندق تاج محل بالاس في مومباي يوم الأربعاء خلال زيارته للهند.

وفي كلمة للصحفيين، شددت رئيسة اللجنة على أن "جميع الأعمال الإرهابية غير مبررة، بغض النظر عن الدوافع."

وأشارت السفيرة كامبوج إلى أن اليوم الأول من الاجتماع سيعقد في فندق تاج محل بالاس في مومباي، نظراً لرمزيته ولتكريم عشرات الضحايا الذين قتلوا هناك في عام 2008 على يد الإرهابيين خلال حصار استمر أربعة أيام. وكان قد قتل أيضاً العشرات في أنحاء المدينة في هجمات منسقة أخرى شنها مسلحون.

أما اليوم الثاني، فسيقام في العاصمة الهندية نيودلهي. وقالت رئيسة اللجنة إنه من الواضح أن بلاء الإرهاب قضية "عابرة للحدود الوطنية"، لذا فإن التعاون بين الدول الأعضاء أمر بالغ الأهمية لتوفير حلول فعالة.