منظور عالمي قصص إنسانية

تفشي الكوليرا يهدد بقاء الأطفال في منطقة الشرق الأوسط - واليونيسف بحاجة إلى 40.5 مليون $ لتوسيع استجابتها الطارئة في سوريا ولبنان

تعلم عامر  كيفية غسل يديه جيدا من فريق الصحة والتغذية المتنقل المدعوم من اليونيسف. هذه الأنشطة هي جزء من استجابة اليونيسف المستمرة للكوليرا في دير الزور ، بسوريا.
@UNICEF Syria
تعلم عامر كيفية غسل يديه جيدا من فريق الصحة والتغذية المتنقل المدعوم من اليونيسف. هذه الأنشطة هي جزء من استجابة اليونيسف المستمرة للكوليرا في دير الزور ، بسوريا.

تفشي الكوليرا يهدد بقاء الأطفال في منطقة الشرق الأوسط - واليونيسف بحاجة إلى 40.5 مليون $ لتوسيع استجابتها الطارئة في سوريا ولبنان

الصحة

قال بيرتران بانفيل، نائب المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن الوتيرة المقلقة لتفشي الكوليرا في سوريا ولبنان وخطر انتشارها إلى بلدان أخرى في المنطقة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية. كما أن توسيع نطاق الاستجابة للوقاية من المرض واحتوائه يتطلبان دعما عاجلا.

جاء ذلك في بيان صادر اليوم الاثنين عن المنظمة الأممية التي تعنى بالطفولة يشير إلى أن اليونيسف بحاجة إلى ما يزيد عن أربعين مليون دولار أمريكي لتعزيز استجابتها الطارئة للكوليرا في كل من لبنان وسوريا فقط، لافتا الانتباه إلى احتمال انتشار المرض إلى بلدان أخرى محيطة مما يزيد من الأعباء المترتبة على الوكالات الأممية والحكومات في السعي لاحتوائه.

التدخل السريع للحكومات والمجتمع الدولي حاسم لاحتواء التفشي

وبحسب اليونيسف، خلّف وباء الكوليرا الحاد في سوريا أكثر من 20 ألف حالة مشتبه بها، تعاني الإسهال المائي الحاد، و75 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا منذ بدايته، بحسب ما ورد عن مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا، اعتبارا من 15 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

Tweet URL

أما في لبنان، فقد وصلت حالات الكوليرا المؤكدة إلى 448 حالة خلال أسبوعين فقط، فيما وصل عدد الوفيات المرتبطة بها إلى عشر حالات، وفق مكتب منظمة الصحة في لبنان اعتبارا من 22 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

وفي نفس السياق، كان ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في لبنان، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، قد أوضح في حوار هاتفي مع أخبار الأمم المتحدة، أنه "من الممكن الوقاية من المرض بسهولة، عبر معرفة طرق إدارته ومنع انتشاره بشكل واسع"، داعياً الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي إلى "تنفيذ خطوات جدية والتدخل السريع لاحتواء هذا التفشي."

وقال أبو بكر إن المنظمة تعمل بشكل وثيق وعن كثب مع وزارة الصحة اللبنانية، وتقدم الدعم الفني والمالي الذي تحتاجه الوزارة، لتنفيذ مسؤولياتها تجاه الحد من انتشاره.

كما تعمل منظمة الصحة العالمية في لبنان مع منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة، كاليونيسف، وغيرها من الشركاء، لدعم لبنان في التدخلات الصحية ومحاربة هذا المرض، ويتمثل ذلك بتوفير المستلزمات والأدوية المطلوبة والتجهيزات اللازمة.

وإضافة إلى تحضير عدد كبير من الفحوصات الفورية، وتحضير مختبرات مرجعية في حال تفاقمت الأمور، تعمل المنظمة مع الشركاء على تطوير ترصد مرن وقابل للتكيف لتحديد تفشي الكوليرا بشكل أفضل.

 

الكوليرا لا تعرف حدودا

وقال بيرتران بانفيل، نائب المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيانه اليوم، إن بعض البلدان المجاورة الأخرى تعاني فعلاً من مستوى عالٍ من حالات الإسهال المائي الحاد وقد تكون معرضة لخطر تفشي الكوليرا فيها.

 كما أن تفشي الكوليرا والإسهال المائي الحاد يضيفان إلى معاناة الأطفال الموجودة أصلاً في هذه البلدان.

وأشار إلى "أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا الشديد، وأن تفشي الكوليرا يمثل ضربة أخرى للأنظمة الصحية المنهكة بالفعل في المنطقة."

هذا وشدد المسؤول باليونيسف على أن "الكوليرا لا تعرف الحدود وخطوط السيطرة، وتنتشر مع تحركات السكان، بما في ذلك النزوح."

وقال إن ما يعزز انتشار الأمراض في البلدان الأشد تضرراً، هو ضعف أنظمة المياه والصرف الصحي، وسوء إدارة المياه، وزيادة الفقر، وتغير المناخ، والنزاعات – وجميع تلك العوامل تجعل المياه الصالحة للشرب أكثر ندرةً للأسر وأطفالها. واعتمادهم على المياه غير الآمنة سيعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

اليونيسف تحتاج بشكل ماس إلى 40.5 مليون دولار

ومنذ بداية تفشي المرض، تعمل اليونيسف على تقديم إمدادات وخدمات الصحة والمياه والنظافة والصرف الصحي المنقذة للحياة إلى المناطق المتضررة، بينما نعمل على مساعدة العائلات على تحسين ممارسات النظافة. في الوقت نفسه، يتم تكثيف جهود التأهب والاستجابة في البلدان المجاورة.

وبحسب البيان الصادر اليوم، تحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 40.5 مليون دولار أمريكي لتوسيع استجابتها الطارئة للكوليرا في سوريا ولبنان وحدهما في الأشهر الثلاثة المقبلة، بينما هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لجهود الاستجابة والتأهب في البلدان المجاورة.