منظور عالمي قصص إنسانية

نيجيريا: أسوأ فيضانات منذ عقد تؤدي إلى آثار مدمرة وتودي بحياة المئات وتشرد الملايين من منازلهم

طفلان يقفان في مياه الفيضانات في ولاية بورنو، نيجيريا.
© UNICEF/Vlad Sokhin
طفلان يقفان في مياه الفيضانات في ولاية بورنو، نيجيريا.

نيجيريا: أسوأ فيضانات منذ عقد تؤدي إلى آثار مدمرة وتودي بحياة المئات وتشرد الملايين من منازلهم

المناخ والبيئة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن حزنه لتداعيات الفيضانات الأخيرة في نيجيريا، "والتي تعد الأسوأ منذ عقد."

في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه صدر اليوم الجمعة، أعرب السيد غوتيريش عن أعمق تعازيه لحكومة نيجيريا والأسر المتضررة.

وكان قد لقي المئات من النيجيريين حتفهم، وتشرد 1.3 مليون شخص، وتأثر أكثر من 2.8 مليون شخص جراء الفيضانات. كما تضررت البنية التحتية والأراضي الزراعية، مما أدى إلى تدهور تكلفة المعيشة في جميع أنحاء البلاد.

وأكد الأمين العام مجدداً التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم حكومة نيجيريا في هذا الوقت الصعب.

أكثر من 1.5 مليون طفل معرضون للخطر بسبب الفيضانات المدمرة التي ضربت نيجيريا.
© UNICEF/Esiebo/Abraham Achirga
أكثر من 1.5 مليون طفل معرضون للخطر بسبب الفيضانات المدمرة التي ضربت نيجيريا.

تداعيات الفيضانات على الأطفال

قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن 60 بالمئة من المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في نيجيريا هم من الأطفال، وحذر من زيادة مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه، والغرق، وسوء التغذية.

وقالت اليونيسف في بيان لها إن أكثر من 200 ألف منزل تضرر بشكل جزئي أو كلي بسبب الفيضانات التي أثرت على 34 ولاية من أصل 36 ولاية في البلاد.

وأشارت إلى أن حالات الإسهال والأمراض المنقولة بالمياه والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية آخذة في الازدياد بالفعل. ففي ولايات بورنو الشمالية الشرقية وأداماوا ويوبي وحدها، تم الإبلاغ عن إجمالي 7485 حالة إصابة بالكوليرا و319 حالة وفاة مرتبطة بها حتى 12 تشرين الأول / أكتوبر. وشددت اليونيسف على أنه من المتوقع أن ترتفع الاحتياجات الإنسانية حيث من المنتظر أن تستمر الأمطار لعدة أسابيع.

من جانبها، قالت كريستيان موندويت، ممثلة اليونيسف في نيجيريا: "إن الأطفال والمراهقين في المناطق المتضررة من الفيضانات في وضع ضعيف للغاية. وهم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه والاضطراب العاطفي والنفسي. تعمل اليونيسف بشكل وثيق مع الحكومة والشركاء الآخرين لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها."

الفيضانات في ولاية يوبي، نيجيريا، في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2022.
WFP
الفيضانات في ولاية يوبي، نيجيريا، في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2022.

تفاقم الأزمة الإنسانية

تضيف الفيضانات طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد. وتقول اليونيسف إن الاحتياجات العاجلة ذات الأولوية للأطفال تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة، فضلاً عن المأوى والغذاء. وشددت على أن هناك حاجة إلى تمويل وموارد إضافية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة ومواصلة التدخلات الإنسانية المستمرة، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال ذوو الإعاقة.

وفقاً لمؤشر اليونيسف للمخاطر المناخية على الأطفال، تعتبر نيجيريا "معرضة لخطر شديد للغاية" لتأثيرات تغير المناخ، وتحتل المرتبة الثانية من بين 163 دولة.

ويواجه الأطفال في البلدان "شديدة الخطورة" مجموعة مميتة من صدمات مناخية وبيئية متعددة مقترنة بمستويات عالية من ضعف الأطفال الكامن، بسبب عدم كفاية الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم.

تقول اليونيسف إنها استطاعت حتى الآن دعم استجابة الحكومة في ولايات جيغاوا والنيجر وكادونا، بما في ذلك من خلال توفير المساعدات النقدية، وتوزيع مجموعات الكوليرا، والفرق الصحية المتنقلة التي تقودها الحكومة، ومراكز التعلم المؤقتة، ومجموعات المواد التعليمية.

وقال الصندوق إن الدعم الإضافي سيسمح له بتوسيع استجابته في ولايات أخرى لتوفير المعدات الطبية المنقذة للحياة والأدوية الأساسية، وتعقيم إمدادات المياه والصرف الصحي بالكلور، فضلاً عن دعم الوقاية من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة لهما.