منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو إلى جعل الفقر مجرد ذكرى في صفحات التاريخ

وقع نصف سكان زيمبابوي في براثن الفقر خلال جائحة كورونا.
UNDP Zimbabwe
وقع نصف سكان زيمبابوي في براثن الفقر خلال جائحة كورونا.

الأمين العام يدعو إلى جعل الفقر مجرد ذكرى في صفحات التاريخ

حقوق الإنسان

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن نجعل الفقر مجرد ذكرى في صفحات التاريخ. جاء ذلك في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي تحييه الأمم المتحدة في 17 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.

وإذ نحتفل باليوم الدولي للقضاء على الفقر، أشار الأمين العام إلى أننا نقف بإزاء حقيقة مؤلمة: العالم يتحرك إلى الخلف.

"فقد ألقى كوفيد-19 بالملايين في هوّة الفقر، الأمر الذي أتى على أكثر من أربع سنوات من تقدم ما أُحرز إلا بشق الأنفس. وهذه مظاهر عدم المساواة تتفاقم. وأما اقتصادات الأمم والأسر المعيشية فقد وقعت تحت ضربات فقدان فرص العمل، والتهاب أسعار المواد الغذائية والطاقة، وتكاثف ظلال الركود في الاقتصاد العالمي".

وفي الوقت نفسه، تتسبب أزمة المناخ والنزاعات المستعرة في معاناة هائلة يتحمل أفقر الناس الجزء الأوفر منها، وفقا للأمين العام.

وأشار إلى أن البلدان النامية تتعرض لضغوط تستنزفها، "وهي إلى ذلك توصد في وجهها سبل الحصول على الموارد والاستفادة من إجراءات تخفيف عبء الدين لكي تستثمر فيما يحقق لها الانتعاش والنمو".

وحذر الأمين العام من أن أهداف التنمية المستدامة ماضية في التحول إلى حلم بعيد المنال.

مناسبة لشحذ الهمم

وقال إن اليوم الدولي للقضاء على الفقر يعد مناسبة لقرع أجراس الإنذار لعل العالم يصحو، مشيرا إلى أن موضوع هذا العام: "صون كرامة الجميع في الممارسة العملية" ينبغي أن يكون صرخة تحشد الهمم للعمل العاجل على صعيد العالم:

"العمل من أجل الاستثمار في حلول يكون الإنسان محورها - من الصحة والعمل اللائق إلى المساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية والنظم الغذائية والتعليمية المنبثقة عن عملية تحوُّل".

وأكد أيضا على ضرورة العمل من أجل إحداث تحوُّل في نظام مالي عالمي مفلس أخلاقيا، وضمان حصول جميع البلدان على التمويل واستفادتها من إجراءات تخفيف عبء الدَّين.

كما شدد على ضرورة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ودعا إلى أن يكون احتفالنا بهذا اليوم البارز مناسبة نجدِّد فيها التزامنا بعالم أفضل للجميع.

القضاء على الفقر هو أول أهداف التنمية المستدامة لعام 2030
© UNICEF/UN039294/Popov

 

تقرير أممي جديد يسلط الضوء على الفقر متعدد الأبعاد

وبالتزامن مع هذا اليوم العالمي أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم الاثنين تقرير مؤشر الفقر متعدد الأبعاد الجديد (MPI).

جاء ذلك خلال فعالية عقدت بصورة شخصية وعبر الإنترنت تحدث فيها من بين آخرين أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهالة حلمي السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر، والتي تطرقت إلى الجهود التي تقوم بها حكومة بلادها في سبيل الحد من الفقر.

وأشارت إلى مبادرة "حياة كريمة" التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الفئات الأكثر احتياجا.

ووجد التقرير أن الحد من الفقر على نطاق واسع أمر ممكن.

وكشف عن "ملامح الفقر" الجديدة التي يمكن أن تقدم اختراقا في جهود التنمية لمعالجة الجوانب المترابطة للفقر.

ينظر هذا التحليل الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية في جامعة أكسفورد إلى ما هو أبعد من الدخل كمقياس للفقر لفهم كيف يعاني الناس من الفقر في جوانب مختلفة من حياتهم اليومية - من الوصول إلى التعليم والصحة، إلى مستويات المعيشة مثل الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء.

حزم الحرمان

ويحدد التقرير بشكل ملحوظ سلسلة من "حزم الحرمان" - أنماط الفقر المتكررة - التي تؤثر بشكل عام على أولئك الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد في جميع أنحاء العالم.

حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19 وأزمة تكلفة المعيشة الحالية، تظهر البيانات أن 1.2 مليار شخص في 111 دولة نامية يعيشون في فقر حاد متعدد الأبعاد، أي ما يقرب من ضعف عدد الذين يُنظر إليهم على أنهم فقراء عندما يتم تعريف الفقر على أنه العيش على أقل من 1.90 دولار في اليوم.

بعد عشر سنوات من بدء الأزمة السورية، تعيش أسرة لاجئة ظروفا صعبة مع الفقر ومشاكل الصحة العقلية
© UNHCR/Haidar Darwish

 

انتشال 100 مليون شخص من الفقر

وقال أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:

"سيكون مؤشر الفقر متعدد الأبعاد أمرا حيويا للتوعية بجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جميع أنحاء العالم حيث نعمل مع شركائنا من الأمم المتحدة وخارجها للوصول إلى هدفنا الجريء المتمثل في المساعدة في انتشال 100 مليون شخص من الفقر متعدد الأبعاد بحلول عام 2025".

وتقول سابينا ألكير، مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية: "يُعد المؤشر مكملا مهما للمقاييس النقدية لأنه يضيء حزم الحرمان بشكل مباشر. نأمل في أن تمكن بيانات هذا العام عن حزم الحرمان الاستجابات من المضي قدما... للحد من الفقر المدقع في هذه الأوقات المضطربة".

أفريقيا وجنوب آسيا

يقدم المؤشر أيضا تحليلا متعمقا للفقر عبر المناطق.

يعيش معظم الأشخاص الذين يعانون من فقر متعدد الأبعاد (83 في المائة) في أفريقيا جنوب الصحراء (ما يقرب من 579 مليونا) وجنوب آسيا (385 مليونا). ويعيش معظم الفقراء في البلدان المتوسطة الدخل، و83 في المائة في المناطق الريفية.

وعلى الرغم من التقدم المذهل في فترة ما قبل الجائحة، كانت الهند لا تزال موطنا لـ 229 مليون فقير.

وجاءت نيجيريا في المرتبة الثانية حيث بلغ عدد الفقراء فيها 97 مليون شخص.