منظور عالمي قصص إنسانية

اليونسكو تؤكد الحاجة إلى تحويل أنظمة التعليم حتى لا يُحرم مئات ملايين الأطفال والشباب من التعليم الجيد

هناك 235 مليون طالب مسجلين في التعليم العالي في جميع أنحاء العالم.
Unsplash
هناك 235 مليون طالب مسجلين في التعليم العالي في جميع أنحاء العالم.

اليونسكو تؤكد الحاجة إلى تحويل أنظمة التعليم حتى لا يُحرم مئات ملايين الأطفال والشباب من التعليم الجيد

الثقافة والتعليم

أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أن قمة تحويل التعليم التي جرت في أيلول/سبتمبر من هذا العام، تعيد التأكيد على الحاجة إلى التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة، في وقت يمر التعليم فيه بأزمة.
 

وقالت اليونسكو في بيان إن الأزمة التي يمر بها التعليم هي أزمة عدالة وشمولية وجودة وملاءمة، تجعله لا يخدم الغرض الذي من المفترض أن يخدمه، مما يحرم مئات الملايين من الأطفال والشباب من حقهم في الحصول على تعليم جيد.

مع ذلك، ترى الوكالة الأممية المتخصصة بالتعليم أن الوقت لم يفت بعد، حيث يقف المجتمع الدولي متحدا في تطلعه إلى تغيير التعليم – من الشباب الذين يتحدثون على الملأ، إلى البلدان التي تشارك الممارسات الجيدة؛ ومن أصحاب المصلحة المتعاونين في مجال التعليم إلى الحكومات الملتزمة بـ "خضرنة التعليم".

قمة تحويل التعليم من أجل تعليم أخضر

Tweet URL

وقد أعادت قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم التأكيد على الدور الحاسم الذي يلعبه التعليم في الاستجابة للتحديات العالمية، إذ إن أكثر من 130 دولة استجابت للدعوة الرامية إلى إعادة تصور العناصر التحويلية الرئيسية الضرورية لضمان إسهام التعليم في بناء مجتمعات سلمية، وكوكب صحي وتقدم مشترك يعود بالفائدة على الجميع.

خلال القمة التي استمرت ثلاثة أيام، سلّط قادة العالم الضوء على الدور المركزي للتعليم بهدف تحقيق التنمية المستدامة لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحا، وذلك خلال الجلسة الموازية "شراكة تخضير التعليم: تجهيز كل متعلم للمناخ" والتي عُقدت في 17 أيلول/سبتمبر – يوم الحلول؛ وجلسة "تحويل التعليم لتغيير العالم: تعلّم العيش معا بشكل مستدام" في 19 أيلول/سبتمبر – يوم القادة.

خلال الجلسة الموازية، أطلقت اليونسكو شراكة تخضير التعليم والتي تحشد الالتزامات من الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين لجعل المدارس والمناهج التعليمية أكثر خضرة، وتدريب المعلّمين والمجتمعات.

من خلال اتبّاع نهج التعلّم مدى الحياة، بدءا من مرحلة ما قبل الابتدائي وحتى تعليم الكبار، فإن تخضير التعليم سوف يزوّد جميع المتعلمين بالكفاءات الحاسمة التي لا تخدم المعرفة والوعي فحسب، ولكن أيضا المهارات الاجتماعية والعاطفية، بما في ذلك التفكير النقدي والتعاون. وسيتم تمكين المتعلمين من فهم مدى تعقيد الأزمة المناخية والبيئية، وكيف ترتبط تحديات الاستدامة العالمية بعضها ببعض، ودعم حل المشكلات في سياقاتها.

أما الجلسة التي عُقدت في 19 أيلول/سبتمبر فقد قدمت مساحة لحوار رفيع المستوى بين رؤساء الدول والقادة والمؤثرين لتبادل وجهات النظر وتحديد نوع التحول الذي يحتاجه العالم ويريد إعادة تخيّل عالم عادل وسلمي ومستدام.

وشدد المتحدثون على أهمية تحويل أنظمة التعليم (لا سيّما سياسات التعليم والمناهج وطرق التدريس وقدرات المعلّمين وبيئات التعلّم) لتمكين المتعلّمين من اكتساب المعرفة والمهارات والمواقف اللازمة للعمل بشكل فردي وجماعي تجاه هذا الطموح.

مشروع "خضرنة كل مدرسة"

وقدمت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، استراتيجية المنظمة لتحويل التعليم: من خلال تغيير المدارس لتصبح أماكن للتعلم ونماذج للحياة المستدامة وتكييف المناهج وتطوير المعلمين بحيث يتمتع كل متعلم بالمهارات التي يحتاج إليها للإبحار في عالم وسائل التواصل الاجتماعي والخوارزميات والذكاء الاصطناعي.

في هذا الصدد، أطلقت اليونسكو العام الماضي المشروع الرائد "تخضير كل مدرسة" وهي في طور المشاركة في وضع مبادئ توجيهية للمناهج الخضراء مع الشباب.

وقد تم التعهد بالتزامات جديدة وملموسة قدمتها الدول الأعضاء لتحويل التعليم من خلال سياسات وممارسات كليّة وشاملة وتطلعية.

وأكدت اليونسكو أنها ستمضي في هذا الزخم قدما لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في توفير التعليم الجيد للجميع بحلول عام 2030.