منظور عالمي قصص إنسانية

في الذكرى الـ20 لتأسيس الاتحاد الأفريقي، الأمين العام يشيد بالشراكة الفريدة بين الأمم المتحدة والاتحاد

من الأرشيف: الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد.
UN /Manuel Elias
من الأرشيف: الأمين العام أنطونيو غوتيريش ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد.

في الذكرى الـ20 لتأسيس الاتحاد الأفريقي، الأمين العام يشيد بالشراكة الفريدة بين الأمم المتحدة والاتحاد

السلم والأمن

أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش بتفاني الاتحاد الأفريقي ومثابرة قادته من أجل بناء قارة متكاملة تنعم بالسلام والازدهار.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم الثلاثاء حول التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتزامنت الجلسة مع الاحتفالات بالذكرى العشرين لتأسيس الاتحاد.

وقال الأمين العام إن القادة الأفارقة تعهدوا في عام 2002 بالعمل معا لمنع الصراع وتعزيز السلام والتنمية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

"قبل عشرين عاما، قرر القادة الأفارقة التعلم من الماضي وألهموا العالم من خلال إنشاء الاتحاد الأفريقي: اتحاد يقوم على التعاون والتضامن بين الشعوب الأفريقية - ويطمح إلى أن يصبح لاعبا أكثر أهمية في الساحة الدولية".

وأضاف أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي طورا- خلال عقدين من الزمان- شراكة فريدة ترتكز على مبادئ التكامل والاحترام والملكية الأفريقية - لتصبح حجر الزاوية في تعددية الأطراف.

معالجة الأسباب الجذرية

التنمية المستدامة- التي تسترشد بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وجدول أعمال الاتحاد الأفريقي لعام 2063- هي أفضل فرصة لنا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب، وفقا للأمين العام، الذي دعا جميع القادة - في مجلس الأمن وفي القارة الأفريقية وخارجها - إلى عدم ادخار أي جهد في دعم الاتحاد الأفريقي في تحقيق هذه الأهداف.

من الأرشيف: جنود حفظ السلام التابعين لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) يتحدثون إلى القرويين حول الصعوبات التي يواجهونها في غاو ، شمال شرق مالي.
MINUSMA/Harandane Dicko

 

تحديات متعددة الأوجه في القارة الأفريقية

ورغم أن التعاون بين المنظمتين أقوى من أي وقت مضى، إلا أنه لا تزال هناك تحديات جسام لا يمكن تلبيتها إلا من خلال نهج محلي ومكيف، بالإضافة إلى تصميم كبير من المجتمع الدولي.

"يُنظر إلى استخدام القوة في كثير من الأحيان على أنه الطريقة الوحيدة لحل النزاعات. التغييرات غير الدستورية للحكومات آخذة في التزايد. في منطقة الساحل، يواصل عناصر داعش والقاعدة هجماتهم المميتة ويسعون إلى بسط سيطرتهم. في القرن الأفريقي، وإثيوبيا، وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان، وليبيا، تدفع النزاعات- التي طال أمدها- والوضع الإنساني المتردي الناس إلى اليأس. العنف ضد المرأة، ولا سيما المدافعات عن حقوق الإنسان، آخذ في الازدياد. نشهد أيضا زيادة في المعلومات المضللة وخطاب الكراهية - اللذين يستخدمان غالبا كأسلحة حرب".

مشيرا إلى مبادرة "إسكات البنادق"، دعا الأمين العام الدول إلى ضرورة أن تطور قدراتها على اكتشاف النزاعات وإخمادها في مهدها.

ومن المهم بنفس القدر معالجة أوجه القصور في الحكم، بما في ذلك القيود المفروضة على حقوق الإنسان والحريات، التي تقوض الاستقرار والتنمية المستدامة، على حد تعبير الأمين العام.

تغير المناخ حقيقة يومية في أفريقيا

في هذا الإطار، حذر الأمين العام من أننا نتجه مباشرة نحو هاوية مناخية، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس تهديدا بعيدا، ولكنه حقيقة يومية بالنسبة للعديد من الأفارقة.

لافتا الانتباه إلى أن أفريقيا تدفع ثمنا باهظا لتأثيرات تغير المناخ، على الرغم من أنها لا تساهم إلا بالقليل في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية:

"في القرن الأفريقي، على سبيل المثال، يواجه الناس خطر المجاعة بعد احتجاب الأمطار لأربعة مواسم متتالية فاشلة - لأول مرة منذ أكثر من 40 عاما. في منطقة الساحل، يؤدي الجفاف وتدهور الأراضي إلى تفاقم التوترات بين المزارعين والرعاة. في الوقت نفسه، تواجه المجتمعات في الجنوب الأفريقي الأعاصير والفيضانات المفاجئة".

وأثنى الأمين العام على العديد من الدول والمناطق والبلديات الأفريقية التي تتخذ خطوات جريئة لمكافحة تغير المناخ، على الرغم من التحديات الجسيمة.

سيّدة تقف مع طفلها على أنقاض أحد المنازل المدمرة في موزامبيق عقب إعصار إيداي (2019).
WFP/Deborah Nguyen

 

مؤتمر المناخ في شرم الشيخ- فرصة للوفاء بالتعهدات

ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) في مصر الشهر المقبل، حث الأمين العام القادة - خاصة من دول مجموعة العشرين، المسؤولة عن 80 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري - على اتخاذ الإجراءات العاجلة التي تمس الحاجة إليها. 

كما شدد على ضرورة أن تفي الدول المتقدمة بالتزاماتها، بدءا من تعهدها بتقديم 100 مليار دولار سنويا للبلدان النامية، ومضاعفة التمويل المخصص للتكيف مع آثار تغير المناخ.

تداعيات الأزمة الأوكرانية تتجلى في أفريقيا

وقال الأمين العام إن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية حول العالم تشكل مصدر قلق بالغ، مشيرا إلى أن جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، من بين أمور أخرى، تسببتا في أزمة غير مسبوقة في تكلفة المعيشة.

وعلى الرغم من بعض التخفيف الذي قدمته مبادرة حبوب البحر الأسود، يواجه ملايين الأشخاص ارتفاعا حادا في أسعار المواد الغذائية والطاقة، وأعباء الديون والتضخم الهائل، وعدم القدرة على الوصول إلى التمويل.

وقال السيد غوتيريش إن هذا أمر خطير بشكل خاص في القارة الأفريقية، محذرا من أن حصاد العام المقبل ربما لن يكون كافيا لإطعام العالم بدون إيجاد حل لأزمة توافر الأسمدة.

وقال إن الأمم المتحدة ظلت تعمل- بلا كلل- لضمان وصول الأسمدة الروسية دون عوائق إلى السوق الدولية.

موسى فكي محمد: أفريقيا هي القارة الوحيدة المستبعدة من عضوية مجلس الأمن

وتحدث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمد- عبر دائرة تلفزيونية-مسلطا الضوء على الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.

وأشار إلى التحديات المتعددة التي تواجه القارة الأفريقية من قبيل الإرهاب وعدم الاستقرار والتغيرات غير الدستورية في انعدام الأمن الغذائي وعدم الاستقرار والهشاشة بجميع أنواعها في المسائل الصحية والبيئية.

وقال إن الحرب في أوكرانيا- ذات العواقب المدمرة على صعيد العالم- تؤدي إلى تفاقم هذه التحديات بشكل كبير، مما يزيد من مخاطر عدم الاستقرار والعنف والحرب في جميع مناطق الهشاشة على نطاق القارة.

تحضر النساء دورات محو الأمية في المدرسة المحلية في أم الخيرات، شرق دارفور، السودان.
PBF Secretariat in Sudan

 

وأكد السيد فكي محمد على أهمية تعزيز الشراكة بين وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، داعيا إلى التكاتف من أجل تحقيق نهضة حقيقية لتعددية الأطراف التي يحتاج إليها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف: "تتجسد شراكتنا الاستراتيجية مع الأمم المتحدة في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، والبروتوكول المؤسس لمجلس السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي، من خلال سلسلة من النصوص ذات الصلة، والمثالية من الناحية الفنية. وبالتالي، فإن السؤال لم يعد على مستوى الأداة المعيارية. أين موضعه إذن؟"

وشدد موسى فكي على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة التي حدثت على نطاق التطورات الأفريقية؛ ومستوى الدوغماتية التي تحكم العقيدة السارية تحت هذه الأسطح منذ نهاية الحرب الثانية، مشيرا إلى أن عدد سكان أفريقيا أصبح مليار وأربعة ملايين نسمة.

"أفريقيا هي اليوم مقر 70 في المائة من بعثات حفظ السلام. أفريقيا هي القارة التي تحتل قضاياها صدارة مناقشات الأمم المتحدة. لكن أفريقيا هي القارة الحقيقية الوحيدة المستبعدة من عضويتكم الموقرة. كيف نخفي إحباطنا المؤلم من هذا الإقصاء المهين؟"