منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن: المنظمة الدولية للهجرة تنظم أول رحلة للعودة الطوعية الإنسانية هذا العام وتعيد 129 مهاجرا إثيوبيا

مهاجران يأخذان قيلولة في منتصف النهار تحت الظل في عدن.
Photo: IOM/Rami Ibrahim
مهاجران يأخذان قيلولة في منتصف النهار تحت الظل في عدن.

اليمن: المنظمة الدولية للهجرة تنظم أول رحلة للعودة الطوعية الإنسانية هذا العام وتعيد 129 مهاجرا إثيوبيا

المهاجرون واللاجئون

أقلعت اليوم الثلاثاء أول رحلة للعودة الطوعية الإنسانية من صنعاء هذا العام، وعلى متنها 129 مهاجرا إثيوبياً، إذ تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتيسير هذه الرحلات العائدة إلى أديس أبابا والتي تمثل شريان حياة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن، ويبحثون عن وسيلة آمنة وكريمة للعودة إلى ديارهم.

وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن بالإنابة، مات هوبر، إن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في صنعاء "تُرِكوا معدمين وبدون طعام أو مأوى وبدون تلبية احتياجاتهم الأساسية الأخرى. وكان البعض ينتظر فرصة العودة إلى وطنهم لأكثر من عام." 

 تنقل هذه الرحلة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل نتيجة لانعدام الأمن والقيود المفروضة على حركتهم، وكان من ضمنهم قاصرون غير مصحوبين بذويهم، وكذلك أشخاص من ذوي الحالات الطبية والاحتياجات الخاصة الأخرى. 

وأضاف هوبر يقول: "بفضل التزام الجهات المانحة والسلطات في اليمن وإثيوبيا، أصبح بإمكان المزيد من الأشخاص الآن القيام برحلات العودة الطوعية الإنسانية المنقذة للحياة. ونأمل في أن نتمكن خلال الأشهر المقبلة من الاستمرار في إتاحة هذه الفرصة لأكبر عدد ممكن من المهاجرين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم."

عشرات الآلاف تتقطع بهم السبل

يستعد المهاجرون الإثيوبيون للعودة إلى ديارهم على متن رحلة العودة الإنسانية الطوعية للمنظمة الدولية للهجرة.
IOM/Rami Ibrahim

بحسب المنظمة الدولية للهجرة، تمكن أكثر من 1,800 مهاجر تقطعت بهم السبل في عدن ومأرب من المغادرة على متن رحلات العودة الطوعية الإنسانية حتى الآن من هذا العام.

وتهدف المنظمة الدولية للهجرة إلى دعم حوالي 5,000 مهاجر عالق من أجل العودة طواعية إلى ديارهم من صنعاء، وعدن، ومأرب خلال الأشهر المقبلة. 

وتقدر المنظمة وجود 43,800 مهاجر تقطعت بهم السبل حاليا في مختلف أنحاء اليمن، والعديد منهم محتجزون بين أيدي شبكات تهريب خطيرة. وتأمل الغالبية العظمى من المهاجرين في الوصول إلى المملكة العربية السعودية ولكن هؤلاء المهاجرين غير قادرين على مواصلة رحلاتهم. 

شهادات من المهاجرين

تتطلع أبيبا (27 عاما) إلى لم شملها مع ابنها البالغ من العمر 8 سنوات في إثيوبيا. وتقول: "فقدت أختي في هذه الرحلة، وأصبت بحروق وجروح بالغة في هجوم تعرضنا له. لقد كانت رحلتي مروعة، وأريد العودة إلى بلدي."

يتوق الكثيرون للعودة إلى ديارهم، وغالبا ما يلجأون إلى نفس شبكات التهريب للعودة في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن نفس القوارب التي جاءت بهم.

وأفادت تقارير مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة أن آلاف المهاجرين سافروا بالقوارب عائدين من اليمن إلى جيبوتي والصومال هذا العام. 

عرض عليَّ مهرب آخر دفع ثمن رحلتي إذا تزوجته

وحتى الآن في عام 2022، وصل أكثر من 40,000 مهاجر إلى شواطئ اليمن وفقا لتقديرات مصفوفة تتبع النزوح. وتشكل النساء والأطفال 30 في المائة منهم، مما يجعلهم عرضة لخطر الانتهاكات الجسيمة بشكل متزايد. 

وأوضحت إتينش (اسم مستعار) وهي من المهاجرين الذين يغادرون في رحلة اليوم وتبلغ 18 عاما من العمر: "تعرضت للضرب من قبل المهربين في جيبوتي عندما لم أستطع الدفع لهم. ثم عرض عليَّ مهرب آخر دفع ثمن رحلتي إذا تزوجته. كنت حبلى في الوقت الذي وصلنا فيه إلى الشواطئ اليمنية. لقد تركني زوجي بدون طعام أو مال. واضطررت إلى المشي لأسابيع لكي أصل إلى شمال اليمن."

تقديم المساعدة والدعم النفسي

قدمت المنظمة الدولية للهجرة المساعدة الإنسانية لأكثر من 84,000 مهاجر في اليمن العام الماضي. وشمل ذلك الرعاية الصحية، ومواد الإغاثة، والدعم النفسي، وخدمات الحماية الأخرى. 

وسيحصل المستعدون للسفر على المساعدات اللازمة لتحقيق ذلك. وبالتعاون مع السلطات الحكومية لحماية الطفل ومنظمة اليونيسف، ستقوم المنظمة الدولية للهجرة بتتبع أسر الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم والترتيب للم شملهم. 

حاليا، تتلقى رحلات العودة الطوعية الإنسانية من اليمن، الدعم من قبل حكومات ألمانيا والنرويج والسويد ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومكتب وزارة الخارجية الأمريكية للسكان واللاجئين والهجرة.

وبالإضافة إلى الرحلات الجوية، تقدم المنظمة الدولية للهجرة خدمات التسجيل والتوثيق، والمشورات الطبية، والإقامة الآمنة لضمان حماية المهاجرين المسافرين قبل الإقلاع.

وسيتواصل دعم المنظمة الدولية للهجرة حتى بعد عودة المهاجرين إلى ديارهم في إثيوبيا، حيث سيتم إيواء جميع العائدين في مركز العبور التابع للمنظمة الدولية للهجرة في أديس أبابا. كما سيتم تقديم المزيد من الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي للمحتاجين.