منظور عالمي قصص إنسانية

أنغيلا ميركل تهدي جائزة نانسن للاجئ التي تقدمها مفوضية اللاجئين، إلى كرم وانفتاح الشعب الألماني

حصلت الدكتورة أنغيلا ميركل، المستشارة السابقة لألمانيا الاتحادية، على جائزة نانسن للاجئين لعام 2022.
© Bundesregierung/Steffen Kugler
حصلت الدكتورة أنغيلا ميركل، المستشارة السابقة لألمانيا الاتحادية، على جائزة نانسن للاجئين لعام 2022.

أنغيلا ميركل تهدي جائزة نانسن للاجئ التي تقدمها مفوضية اللاجئين، إلى كرم وانفتاح الشعب الألماني

المهاجرون واللاجئون

في حفلٍ جرى مساء يوم الاثنين (10 تشرين الأول/أكتوبر) في جنيف، قدّم مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، جائزة نانسن للاجئ 2022 للدكتورة أنغيلا ميركل، لما أظهرته من "قيادة وشجاعة وعطف" في ذروة الصراع السوري في 2015-2016، حيث استقبلت ألمانيا أكثر من 1.2 مليون لاجئ وطالب لجوء.

وتُمنح جائزة نانسن للاجئ لفرد أو مجموعة أو منظمة تقوم بما يفوق مجرد نداء الواجب، بغية توفير الحماية للاجئين أو النازحين داخليا أو الأشخاص عديمي الجنسية.

وقد أهدت المستشارة الألمانية السابقة الجائزة "لكرم وانفتاح الشعب الألماني" الذي اتخذ إجراءاتٍ للترحيب باللاجئين في ذروة الأزمة السورية.

وتحدث المفوض السامي لشؤون اللاجئين غراندي عن الرؤية والشجاعة والثبات، وقال: "هي ثلاث صفات أعتقد أننا جميعا نتفق أنها مطلوبة لتتوفر في قائد."

وأعرب عن فخره لأن الفائزة في جائزة نانسن تتمتع بهذه الصفات، "بل وأكثر."

وقال موجّها كلمته للمستشارة الألمانية السابقة: "دكتورة ميركل، آمل في ألا تمانعي أن أقول إنه تقريبا لمن الأسطوري أن المستشارة ميركل ترى أزمة ما وتعلم أن هذا سيكون تحديا، ولكنها دائما ما تسعى للحلول، عبر تفكيك الأزمة ومعالجتها."

وأضاف أن اللاجئين، اعتمد معظمهم في الحصول على الحماية والأمان في تلك اللحظة على آخرين. ولتحقيق ذلك، "أظهرتِ بالفعل الرؤية والشجاعة والثبات. وأظهرتِ بوصلة أخلاقية لم تعمل على إرشادك في العمل وأعمال بلدك فحسب، لكنّها أرشدت العديد أيضا منا في أوروبا والعالم."

وأشار إلى أنه كان شاهدا على ذلك بشكل شخصي.

تحديات واجهاتها ألمانيا ودول أخرى

Tweet URL

من جانبها قالت أنغيلا ميركل إنه في نهاية 2021 كان هناك أكثر من 98 مليون لاجئ ونازح في العالم، وهذا العدد ازداد لأكثر من 100 مليون في ضوء الصراع في أوكرانيا "هذا يعني أن أكثر من 1 في المائة من سكان العالم أصبحوا لاجئين ونازحين داخليا."

وأضافت أنه علاوة على هذا الرقم المريع، فإن 40 في المائة من اللاجئين أطفال.

وتابعت تقول: "حقيقة أنني أتحدث معكم كحائزة على هذه الجائزة، يعود إلى أن ألمانيا استقبلت العديد من اللاجئين من الشرق الأوسط وخاصة سوريا، بدءا من 2014، وفي 2015. العديد منهم وصل حيث كانت ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية تواجه تحديات جسيمة."

وأشارت إلى وجود نقاش اجتماعي مثير الجدل في الكثير من الأحيان. "في بداية ولايتي في عام 2016 قلت إنه ليس أمرا متعلقا بأولئك الذين دعوا إلى أن تكون ألمانيا فقط للألمان وأرادوا إقصاء آخرين. المهم هو أن تكون دولة تتمتع بالثقة بالنفس وحرّة، ومنفتحة على البشر الآخرين، ويسعدها النجاح ويمكن لها أن تنجح إذا بذلنا قصارى جهدنا."

وأعربت عن شكرها للعاملين في البلديات في المدن والبلدات الألمانية الذين قدموا العديد من الخدمات للاجئين وعملوا على إدماجهم.

وأوضحت أن الوضع كان مليئا بالتحديات لألمانيا في ذلك الوقت – لكن دولا أخرى واجهت تحديات أكبر: "الكثير من اللاجئين أرادوا البقاء ليس بعيدا عن بلدهم الأصلي، ولهذا السبب استقبلت تركيا 3.8 مليون لاجئ من الشرق الأوسط."

وأضافت أن دولا أخرى - مثل لبنان والأردن - تستقبل عددا كبيرا من اللاجئين، ففي لبنان "الوضع العام متوتر وعبء استقبال اللاجئين أكبر بكثير مما شهدناه في ألمانيا."

ودعت إلى احترام حقوق اللاجئين وألا يتم إعادة أي لاجئ إلى بلده حيث يواجه الاضطهاد، ودعت إلى إيجاد حل دائم للاجئين وتشجيعهم على العودة إلى بلدهم إذا كان الوضع آمن.

وأهدت أموال الجائزة إلى الفائزين الإقليميين الأربعة، لدعم عملهم.

تكريم أربعة فائزين آخرين

فقد كرّمت المفوضية أيضا فرقة إطفاء أمبرة من قارّة أفريقيا، وهي مجموعة من اللاجئين المتطوعين في موريتانيا تعمل على إطفاء الحرائق.

وعن الأمريكتين، فيسينتا غونزاليس، والتي تضمن عملها الذي استمر لما يقرب من 50 عاما تقديم الخدمات للنازحين وغيرهم من الأشخاص الأكثر ضعفا.

عن قارة آسيا والمحيط الهادئ، منظمة "أصدقاء ميانمار"، وهي منظمة إنسانية تساعد المجتمعات المحتاجة، بما في ذلك النازحون داخليا، بمواد الطوارئ والرعاية الصحية والتعليم وفرص كسب العيش.

عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الدكتورة نغم حسن، وهي طبيبة نسائية عراقية تقدم الرعاية الطبية والنفسية للفتيات والنساء الإيزيديات اللاتي تعرضن للاضطهاد والاستعباد والانتهاكات الجنسية على أيدي الجماعات المتطرفة في شمال العراق.

وقالت باربرا هندريكس التي عيّنتها المفوضية كسفيرة للنوايا الحسنة في عام 1987 لتصبح سفيرة النوايا الحسنة الأطول خدمة لدى المفوضية: "عندما أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة قبل 35 عاما، أعطاني ذلك الفرصة لوضع موضع التنفيذ إيماني الصادق أن سلامي الداخلي والسلام في العالم يجب أن يقوم على مبادئ حقوق الإنسان للجميع."

وحثت على العمل معا لتجاوز التحديات العالمية الشاقة التي نواجهها. "يجب أن يجد المجتمع الدولي طريقة لمنع الاضطهاد والصراعات التي تتسبب بنزوح العائلات، والتضامن لمساعدتهم على إيجاد حلول سلمية مستدامة."

وشهد الحفل أيضا عرضين موسيقيين أولهما للفنانة منال سمعان، وهي لاجئة سورية تعيش في سويسرا، وتوسين شيزا الموسيقي والمغني من جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي لجأ إلى أوغندا بعمر الخامسة مع خالته. وبعد خمسة أعوام من الحياة في المخيم، رحل إلى السويد.