منظور عالمي قصص إنسانية

باكستان: الأمم المتحدة ترفع قيمة ندائها إلى 816 مليون دولار لتجنب "الموجة الثانية من الموت والدمار"

فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات تحمل الماء الذي ملأته من مضخة يدوية في قرية غمرتها المياه في إقليم السند، باكستان.
© UNICEF/Asad Zaidi
فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات تحمل الماء الذي ملأته من مضخة يدوية في قرية غمرتها المياه في إقليم السند، باكستان.

باكستان: الأمم المتحدة ترفع قيمة ندائها إلى 816 مليون دولار لتجنب "الموجة الثانية من الموت والدمار"

المساعدات الإنسانية

رفعت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء طلب تمويل ندائها الإنساني إلى باكستان من 160 مليون دولار إلى 816 مليون دولار أمريكي في أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت البلاد. ويهدف ذلك إلى توفير المساعدة والحماية متعددة القطاعات إلى 9.5 مليون شخص في المناطق المتضررة، بما فيها بلوشستان والسند وخيبر باختونخوا والبنجاب حتى 31 أيار /مايو 2023.

لقد أدت الأمطار الغزيرة ومزيج من الفيضانات النهرية والحضرية والفيضانات المفاجئة منذ حزيران /يونيو 2022 إلى كارثة ناجمة عن تغير المناخ غير مسبوقة في باكستان، مما تسبب بوفيات واسعة النطاق ونفوق الماشية وإلحاق أضرار بالبنية التحتية العامة والخاصة وتدميرها في جميع أنحاء البلاد.

وكان قد بلغ النداء العاجل الأولي في أواخر آب / أغسطس 160.3 مليون دولار أمريكي وتم تلقي تعهدات بقيمته الكاملة، مع تسليم 54 بالمائة من هذه الأموال. ولكن بعد إجراء تقييم سريع مفصل للاحتياجات ومع فهم أفضل للأولويات، تناشد الأمم المتحدة الآن الحصول على مبلغ إضافي قدره 655.7 مليون دولار أمريكي.

فقد تضرر حوالي 33 مليون شخص من الأمطار الغزيرة والفيضانات، بما في ذلك ما لا يقل عن 7.9 مليون شخص نزحوا من بيوتهم. ووفقاً للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، قُتل أكثر من 1600 شخص وأصيب أكثر من 12800 شخص بين 14 حزيران /يونيو و28 أيلول /سبتمبر نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات.

المنطقة السكنية التي غمرتها الفيضانات في قرية في إقليم السند بباكستان.
© UNICEF/Asad Zaidi
المنطقة السكنية التي غمرتها الفيضانات في قرية في إقليم السند بباكستان.

"كارثة صحية عامة"

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، خلال حدث إطلاق النداء في جنيف اليوم الثلاثاء، إن باكستان على وشك الوقوع في "كارثة صحية عامة."

فقد تضرر ما يقرب من عشرة في المائة من جميع المرافق الصحية في البلاد، مما أثر على قدرة وصول الملايين إلى الرعاية الصحية، في حين أن مخزونات الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية محدودة أو تم جرفها خلال الفيضانات، كما تعطلت آليات مراقبة وإحالة الأمراض بشدة.

قال الدكتور تيدروس إنه على الرغم من أن استجابة حكومة باكستان كانت رائعة، إلا أنها مرهقة وتحتاج إلى الدعم الدولي.

وحذر من أن "المياه توقفت عن الارتفاع، ولكن الخطر لم يتوقف،" مع تفشي الملاريا والكوليرا وحمى الضنك وزيادة التهابات الجلد. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ألفي امرأة تلد كل يوم، معظمهن في ظروف غير آمنة.

وفي الوقت الذي حث فيه المانحين على دعم جهود الإغاثة، ذكّر المدير العام الدول الأعضاء بأنه ما لم يتم التصدي للتهديد الكوني المتمثل بتغير المناخ، "فإننا سنستجيب لحالات طوارئ مثل هذه وأسوأ من ذلك بوتيرة أكبر."

مياه الفيضانات في منطقة أوميركوت، مقاطعة السند، باكستان.
© UNICEF/Asad Zaidi
مياه الفيضانات في منطقة أوميركوت، مقاطعة السند، باكستان.

"حجة أخلاقية للتضامن العالمي"

أثناء مناقشة النداء أمس مع الصحفيين، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في باكستان، جوليان هارنيس، إن حجم الدمار في البلاد "يفوق الخيال" مضيفاً أنها "كارثة تغير مناخي يمكنك رؤيتها من الفضاء."

قال هارنيس إن البلاد الآن "تدخل موجة ثانية من الموت والدمار- إنها موجة الأمراض." وأضاف أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لدعم الحكومة في زيادة توفير خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي في المناطق المتضررة، فإن وفيات الأطفال ستزداد بشكل كبير.

وقال منسق الشؤون الإنسانية إن الأمن الغذائي يبرز أيضاً كتهديد إضافي، حيث يعاني 5.9 مليون شخص في المناطق المتضررة بالفعل من انعدام الأمن الغذائي. وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو تقدران ارتفاع هذا الرقم إلى 7.2 مليونا، مضيفاً أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يمثلان أصلاً تحدٍ كبير في هذا الجزء من البلاد.

وأكد هارنيس أن النداء يعطي الأولوية للتدخلات المنقذة للحياة بما في ذلك التغذية الصحية والمياه والصرف الصحي والوصول إلى الغذاء والأمن الغذائي والمأوى والحماية والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال. ولا يشمل إعادة التأهيل والإعمار التي سيتم تناولها في نداء منفصل. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم خطة الاستجابة للفيضانات وخطة إعادة إعمار باكستان وتكيفها مع المخاطر المتزايدة لتغير المناخ اللاحقة.

وقال المنسق المقيم إن هذه الكارثة هي نتيجة "للعواقب غير المرغوب فيها للتصنيع" وشدد على أن هناك "حجة أخلاقية للتضامن العالمي" في الاستجابة للفيضانات. وأضاف: "يبدو لنا وللأمين العام ولشعب باكستان أنه من الصواب أن تشارك تلك المجتمعات التي استفادت من التصنيع والتنمية في تلك البلدان، أن تشارك في تحمل العبء عندما يحتاج الضحايا والناجون من تغير المناخ إلى مساعدتها."