منظور عالمي قصص إنسانية

في الجمعية العامة، عُمان تناشد الأطراف اليمنية تجاوز الماضي الأليم وتؤكد على ثوابت سياستها الخارجية في الوقوف مع الحق والعدل وتعزيز التعاون الإيجابي

الدكتور محمد بن عوض الحسان المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة ، يلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Manuel Elias
الدكتور محمد بن عوض الحسان المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة ، يلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.

في الجمعية العامة، عُمان تناشد الأطراف اليمنية تجاوز الماضي الأليم وتؤكد على ثوابت سياستها الخارجية في الوقوف مع الحق والعدل وتعزيز التعاون الإيجابي

شؤون الأمم المتحدة

أكد مندوب سلطنة عمان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بن عوض الحسان، أن بلاده على يقين بأن إقامة السلام وصيانته في العالم أمران  ضروريان لخير الشعوب، وأنه لا يمكن الحفاظ على السلام إلا إذا كان قائما على قواعد راسخة من العدالة وأسس ثابتة من التعاون والوفاق بين جميع الأمم. وتطرق في كلمته أمام الجمعية العامة إلى "جهود بلاده وتعاونها البنّاء" مع جميع الأطراف لتحقيق السلام في اليمن.

وقال في خطابه من على منبر الجمعية العامة خلال المناقشة العامة للدورة الـ 77، إن بلاده تنتهج سياسة راسخة تقوم على رؤية عميقة وثابتة وتجربة ثرية مستخلصة من الموروث الحضاري والتاريخ الإنساني.

وتابع يقول: "وهي بذلك تؤكد على ثوابت سياستها الخارجية في الوقوف مع الحق والعدل وتعزيز التعاون الإيجابي وتوثيق روابط التعارف والصداقة والمساهمة في توطيد دعائم الأمن والسلم الدوليين."

ودعا المجتمع الدولي إلى الاهتداء الملموس بهذه المرجعيات وبناء الشراكة بين الدول على أساسها، ووفقا للقوانين والأعراف الدولية المجمع عليها، وذلك تحقيقا للتعايش السلمي وتعزيزا للتعاون والازدهار الاقتصادي.

عُمان تناشد الأطراف اليمنية تجاوز الماضي الأليم

وفيما يتعلق باليمن، قال السفير العُماني: "في الوقت الذي ترحب سلطنة عمان باستمرار الهدنة، فإنها تناشد جميع القوى اليمنية ضرورة تجاوز الماضي الأليم والتركيز على صياغة المستقبل الواعد السعيد لوطنهم ووحدته وأمنه واستقراره، على أساس المرجعيات المتوافق عليها، بما في ذلك المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني-اليمني والقرارات الأممية ذات الصلة."

كلمة المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بن عوض الحسان أمام المناقشة العامة

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تواصل دعمها لجهود المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، وكذلك المبعوث الأميركي لليمن، تيم لندركينغ، "مقدّرين لهما مساعيهما لتحقيق السلام الدائم في اليمن عبر الحوار ودعوة جميع الأطراف اليمنية إلى التفاعل الهادف والجاد في صياغة خارطة الطريق التي يتوافق عليها الأشقاء اليمنيون، وعملية سياسية تحفظ لليمن سيادته واستقلاله وأمنه واستقراره."

وأكد أن بلاده مستمرة في تقديم كافة التسهيلات والمساعدات الإنسانية الممكنة إلى مختلف المناطق والمحافظات اليمنية بدون استثناء، "آملين في تفاعل دولي متواصل لإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق."

القضية الفلسطينية وليبيا وسوريا والسودان

أكد المسؤول العُماني أن حل القضية الفلسطينية هو ركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، "حيث ولّد الصراع العديد من الأزمات والتوترات وأعمال العنف،" وشدد على أن حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية "هي حاجة ماسّة وضرورة استراتيجية لتحقيق السلام الدائم والثقة المتبادلة والتعاون الإيجابي بين جميع الأطراف في المنطقة."

كما أعرب عن اهتمام بلاده بتطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا والسودان، "آملين في حل الخلافات بتوافق المكوّنات السياسية وترسيخ مفهوم المصير المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار لهذه الدول الشقيقة."

وناشد المجتمع الدولي مضاعفة الجهود الدبلوماسية لدعم السلام والاستقرار لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، بالحوار والمفاوضات "التي تُعدّ أنجح الوسائل لحل الخلافات وفق مبادئ القانون الدولي والقيم الإنسانية المشتركة."

تغيّر المناخ من الأولويات

أكد السفير محمد بن عوض الحسان أن بلاده تتطلع إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر الأطراف COP27 معربا عن تمنيات بلاده النجاح لجمهورية مصر في استضافة المؤتمر.

وقال: "إن تغيّر المناخ من القضايا البارزة في عصرنا الحاضر، ونحن الآن أمام لحظة حاسمة، فالعالم في تحدّ حقيقي وصعب، حيث إن الآثار الناتجة عنه واسعة النطاق من ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات الكارثية وحرائق الغابات، والتي جميعها تهدد الأمن الغذائي للدول، وإن التكيف مع هذه القضية سيكون أكثر صعوبة وتكلفة إذا لم يتحد العالم لمعالجتها معالجة جذرية ومتكاملة."

وذكر أن سلطنة عُمان أعدّت استراتيجية وطنية لحماية البيئة ومواجهة التغيّر المناخي وإدارتها بالشراكة مع المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وأنشأت "اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية وحماية طبقة الأوزون" مشكّلة من 31 جهة حكومية تنفذ من خلالها خطط التكيف والتخفيف من آثار التقلّبات المناخية، والمساهمة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 7 في المائة بحلول عام 2030، وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ، "متجهين نحو تحقيق الحياد الصفري الخالي من انبعاثات الغازات الدفيئة."

وتعمل عُمان على تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين الأخضر، وتشجيع الاستثمار فيه، "استجابة للتحوّلات العالمية نحو الحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيقا لتطلعات العالم لمصادر طاقة جديدة ومتعددة الاستخدامات."

وقال إن بلاده أسست تحالفا وطنيا للهيدروجين، "معتمدين بذلك على إمكانياتنا الوطنية في وفرة موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي المناسبة لإرساء هذه المشاريع."

تشجيع مشاركة المرأة والشباب

وأشار في ختام كلمته إلى أن المرأة العُمانية تساهم جنبا إلى جنب مع الرجل "بتنوع فكرها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي في بناء الدولة العصرية وفي تعزيز قيم التعاون والانسجام بين الجميع."

وأكد أنها شريكة أساسية في التنمية ومكون أصيل في المجتمع، معربا عن فخره إزاء ما تحقق في مجال النهوض بالمرأة وعطائها القيّم في مجال العمل الوطني والمسؤولية الاجتماعية.

كما تطرق إلى دور الشباب في "تجسيد الأمل الواعد والمستقبل المشرق للتنمية الشاملة" مؤكدا أن بلاده هيّأت الفرص والتسهيلات التحفيزية التي تتسم بالعدالة والشفافية وتكافؤ الفرص للجميع.

 

Soundcloud