منظور عالمي قصص إنسانية

وزير الخارجية التونسي: الديمقراطية تمثل "خياراً وطنياً لا محيد عنه"- والمسار "التصحيحي" سيستكمل من خلال الانتخابات التشريعية

وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي يخاطب المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي يخاطب المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.

وزير الخارجية التونسي: الديمقراطية تمثل "خياراً وطنياً لا محيد عنه"- والمسار "التصحيحي" سيستكمل من خلال الانتخابات التشريعية

شؤون الأمم المتحدة

قال وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، إن الديمقراطية في بلاده تمثل "خياراً وطنياً لا محيد عنه" وشدد على أنها تعمل على تعزيزه وصونه من خلال "مسار تصحيحي ستستكمل محطاته بتنظيم الانتخابات التشريعية" في17 كانون الأول/ديسمبر 2022.

إن الخيار الديمقراطي في تونس نابع من إرادة الشعب التونسي وهو عازم على إنجاح تجربته الديمقراطية
 

وفي كلمته أمام المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة، قال السيد الجرندي إن الخيار الديمقراطي في تونس نابع من إرادة الشعب التونسي "وهو عازم على إنجاح تجربته الديمقراطية واستكمال مساره السياسي في كنف دولة تحفظ حقوقه الدستورية وحرياته وأمنه وكرامته، العلوية فيها للقانون والسيادة للشعب."

الأمل والعقبات

وقال وزير الخارجية التونسي، إن مبادرة "خطتنا المشتركة" التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، شكلت بجميع مضامينها "بادرة أمل للمجموعة الدولية،" ووجدت بلاده فيها، وفي غيرها من المراجع الأممية، طريقا نحو الحلول المشتركة في إطار من التضامن والتكافؤ. 

إلا أنه شدد على أن العديد من شعوب العالم اليوم مهدّدة بأن تبقى خلف الركب، "نتيجة اختلال الهيكلية المالية الدولية ومحدودية التضامن الدولي، في ظلّ تفاقم الأخطار والتهديدات من نزاعات وصراعات وأزمات السياسية، وكوارث طبيعية غير مسبوقة نتيجة التغيرات المناخية، إلى جانب تدفقات رهيبة للهجرة غير النظامية وتفاقم لأعداد اللاجئين، ناهيك عن ملايين البشر الذين تهددهم المجاعة وسوء التغذية والفقر المدقع."

"لحظة فاصلة في تاريخنا"

قال الوزير الجرندي إننا نقف أمام "لحظة فاصلة في تاريخنا ومصيرنا المشترك، تستدعي حلولا جذرية وتحويلية، تمكن شعوبنا من تجاوز هذه الأوضاع وتعزز قدرتها على الصمود وبناء الاستدامة التي نرجوها،" مضيفاً أن جائحة كوفيد-19 وتبعات الوضع في أوكرانيا تتطلبان من المجتمع الدولي مراجعة مقارباته التقليدية للقضايا "حتى نتمكن من إنقاذ أهداف التنمية المستدامة 2030 قبل فوات الأوان."

وأكد الوزير أنه لا يمكن صياغة الحلول خارج إطار العمل متعدد الأطراف والتضامن الإنساني، وبالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة، وشدد على ضرورة تبني نهج اقتصادي "تتفوق فيه جودة النمو الاقتصادي على سرعته،" خاصّة من خلال التركيز أكثر على الاستثمار في المعرفة والعلوم والابتكار والتكنولوجيات الحديثة.

كما أصر على الضروري إحداث نقلة نوعية في كيفية إدارة مسألة الديون وفق مقاربات تنموية جديدة وفي كيفية الدعم المالي الذي يوفره النظام المالي العالمي "بعيدا عن الشروط المجحفة أو الإملاءات التي لا تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الدول وأوضاعها، خاصّة في البلدان النامية والأقلّ نموّا ولا سيما في المنطقة الأفريقية." وفي هذا السياق، قال إنه يتعين على المجموعة الدولية أن تجدد التزامها نحو القارة الأفريقية على أساس التضامن والمساواة والشراكة المتكافئة والاستماع إلى مشاغلها التنموية والأمنية.
 

كلمة وزير الخارجية التونسي عثمان الجندي أمام المناقشة العامة للدورة الـ٧٧ للجمعية العامة

وقال السيد الجرندي أنه لا يمكن معالجة التحدّيات التي يواجهها العالم اليوم دون توطيد مقوّمات الأمن والسلم الدوليين، القائمين على سيادة القانون الدولي والشرعية الدولية، وأضاف: "لا بدّ من العمل على تسوية الصراعات سلمياً دون انتقائية ووضع حدّ للنزاعات العبثية والامتناع عن افتعال الأزمات واختلاقها وإيجاد حلول للقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية."

كما شدد الوزير التونسي أن لكل دولة بدون استثناء، تحدياتها ومشاكلها وخصوصياتها، وأنه "لا يوجد منوال أو نموذج واحد ملائم للجميع."

وقال: "لقد سئمت شعوبنا الوعود التي لا تتحقق، فلنكن جميعا عند مستوى هذه اللحظة الفارقة لنعيد بناء الثقة في مؤسساتنا الوطنية والدولية، وحتى نتمكن من التقدّم نحو أهدافنا المشتركة لبناء عالم أفضل لنا وللأجيال القادمة يليق بإنسانية الإنسان حيثما كان ويحفظ أمنه وكرامته ويحقق رفاهه واستدامته."

 

Soundcloud