منظور عالمي قصص إنسانية

رئيس الوزراء الباكستاني يحث زعماء العالم على التضامن وإلا "فلن تكون هناك أرض لخوض الحروب من أجلها" 

رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، يلقي كلمة خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، يلقي كلمة خلال المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة.

رئيس الوزراء الباكستاني يحث زعماء العالم على التضامن وإلا "فلن تكون هناك أرض لخوض الحروب من أجلها" 

المناخ والبيئة

قال رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف، خلال وصفه لملحمة الفيضانات "التوراتية" التي أغرقت ثلث بلاده، إن "السؤال الذي يجب طرحه هنا بسيط للغاية: لماذا يدفع شعبي ثمن ارتفاع درجة حرارة الأرض الهائل الذي لا ذنب لنا فيه؟"

في كلمته خلال المناقشة العامة في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة اليوم الجمعة، شدد السيد شريف على أن بلاده "لا تساهم" في ظاهرة الاحتباس الحراري المسببة لتغير المناخ.

وقال: "أطلقت الطبيعة عنان غضبها على باكستان دون النظر إلى بصمتنا الكربونية، التي لا تكاد تذكر. أفعالنا لم تسهم في هذا. إن التكلفة المزدوجة المتمثلة في التقاعس العالمي والظلم المناخي تؤثر ثأثيرا قاصما على خزينتنا وشعبنا هنا، في الوقت الحالي."

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، إنه ورغم وقوفه على منصة الجمعية العامة، لكنّ قلبه وعقله لا يزالان في الوطن.

وأضاف: "أقف هنا، وما زلت أشعر بأنني أزور إحدى المناطق المتضررة من الفيضانات، في السند وبلوشستان، في بلدي. لا توجد كلمات يمكن أن تصف الصدمة التي نعيشها، أو كيف تغير وجه البلد."

وكلمته وصف رئيس الحكومة الباكستانية كفي غيرت "40 يوما و40 ليلة" من الأمطار الكثير محطمة "قروناً من سجلات الطقس، متحدية كل ما نعرفه عن الكوارث وكيفية إدارتها."

وذكر السيد شريف أنه حتى اليوم "ما زالت مساحات شاسعة من البلاد مغمورة بالمياه، غارقة في محيط من المعاناة الإنسانية"، مضيفاً أن "الملايين من المهاجرين بسبب المناخ" ما زالوا يبحثون عن أرض جافة لنصب خيامهم عليها، وسط "خسارات مفجعة لعائلاتهم ومستقبلهم، بالإضافة إلى خسارة سبل عيشهم لفترة طويلة قادمة."

صورة جوية للمناظر الطبيعية المدمرة تم التقاطها خلال زيارة الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى باكستان حيث شاهد تأثير الفيضانات في إقليمي السند وبلوشستان.
UN Photo/Eskinder Debebe
صورة جوية للمناظر الطبيعية المدمرة تم التقاطها خلال زيارة الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى باكستان حيث شاهد تأثير الفيضانات في إقليمي السند وبلوشستان.

تغير تعريف الأمن القومي

وصرح رئيس الوزراء الباكستاني بأن بلاده لم تشهد من قبل "مثالاً صارخاً ومدمراً لتأثير الاحتباس الحراري. لقد تغيرت الحياة في باكستان إلى الأبد." 

بالنسبة لشريف، "هناك شيء واحد واضح جداً: ما حدث في باكستان لن يبقى في باكستان."

وأشار المسؤول الباكستاني إلى أنه، وكما أشار الأمين العام في زيارته في وقت سابق من هذا الشهر، "تقع النقاط الساخنة، مثل باكستان، في قائمة البلدان العشرة الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية، ولكنها ينبعث منها أقل من واحد في المائة من غازات الاحتباس الحراري التي تحرق كوكبنا."

وأضاف السيد شريف قائلاً إن "الباكستانيين معروفون بمرونتهم الاستثنائية" وأكد مجددًا التزامهم بخوض هذه المعركة إلى أن "يعيدوا بناء باكستان لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا القرن".

وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن وقت الحديث عن العمل قد ولى، مؤكداً أن تعريف الأمن القومي قد تغير بالكامل. وشدد على أنه ما لم يتضامن قادة العالم "فلن تكون هناك أرض لخوض الحروب من أجلها." وأضاف: "الطبيعة ستقاوم، ولا يمكن للإنسانية أن تضاهيها."